من الصفر وإلى الصفر
حمد الهادي أبوالحسن
وتطل علينا المظاهرات والتظاهرات مجدداً ..
ونعود ألف خطوفة للوراء .. لأن الفئة القليلة لا يعجبها التصحيح ولا السير في الطريق الصحيح ..
ومن خلفهم شباب سلبت ألبابهم .. يخرجون في كل يوم ليتظاهروا دون كلل ولا ملل لأجل التظاهر فقط ..
يدعون أنهم خرجوا لمدنية الدولة التي لا يعلموا عنها شي ..
لا يعلمون شيئاً عن المدنية ولا عن الدولة التي يريدونها مدنية ..
خرجوا تسوقهم أماني فئة صغيرة تطمح للعودة للحكم مجدداً ..
لكن هذه الفئة الصغيرة لم تعي حتى الآن أنها غير مرغوب بها ولا مرغوب فيها ..
في كل يوم نفقد نفر كريم من شباب وشابات بلادنا ..
فيفرح أولئك الدمويين بفقدهم .. ليسعروا بهم نار التظاهر ويأججوا بهم الفتن ويستدروا بهم عطف الناس ..
لكن النبيه فطن لهم والغافل لا زال في غفلته..
إن شعار حنبنيهو راح هباءاً منثورا ..
وشعارات حرية سلامة وعدالة ذهبت أدراج الرياح ..
يتهمون القوات بقتلهم وما قتلتهم ولكن كانوا أنفسهم يقتلون ..
يستخدمون أخطر سلاح عرفته البشرية ولم يستطع العالم إختراع أخطر منه ألا وهو سلاح الإعلام ..
يستخدمونه في الكذب والنفاق والخداع والنفاق وليس ما حدث في قناة الجزيرة ببعيد ..
نقول للذين يتحدثون عن المدنية أن عناصر كل مدنية هي المظاهر الخارجية لروح أمتها..
تختلف هذه العناصر باختلاف الأمم ..
قد يكون الشأ. الأول للفنون أو الآداب أو النظامات أو غيرها من العناصر ..
إستحالة دلالة أحد عناصر المدنية وحده على رقي الأمم ..
العناصر التي توفر على الأمة أسباب تفوقها قد تكون منحطة فلسفياً ..
ولكنها ذات قيمة إجتماعي كبيرة من ناحية الوجهه الإجتماعية ..
فنحن الآن نتنسم مظاهر مدنيتنا من التظاهر والفوضي والتخريب..
الناظر لحال المدن وخصوصاً العاصمة يظن انه قد حل بها كرب عظيم ..
فمنظر الطرق والأرصفة ينبي بعقلية الذين يدعون سلمية المظاهرات ..
والتعدي والتخريب يدل علي ذلك أيضا..
لا أظن أن شعار حنبنيهو قد كان حقيقياً .. وإنما كان للترديد فقط والبوستات والدعاية ..
كنا قد تحركنا قليلاً من الصفر .. لكننا ها نحن نعود إليه مرة أخري بعقول أكلها أصحابها مع الخبز الجاف ..
إن الذين ينظرون منا الإصطناع والإرضاء يخطئون ما أنتظروه..
يحسبون أنها الجفوة البينة أو الزهو المقصود ..
وما بهذا ولا بتلك .. وإنما هي شجاعة الفارس بلاوازمها التي تنفصل منها ..
وإنما هو إمتعاض المغموط المسئ ظناً بمن حوله ..
يترأى على سجيته في غير مداراة ولا رياء ..
(علامة الأيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حين ينفعك ..والا يكون في حديثك فضلاً على علمك وأن تتقي الله في حديث غيرك ).