هذا هو مخرج شبابنا وشعبنا من الازمة الاقتصادية و السياسية
ما يحدث الان هو ان الشعب وبالذات الشباب الذين خرجوا فى ثورة ديسمبر لم يقصدوا اسقاط الدولة وتحويلها لدولة ( عالمانية ) تترك زيادة الانتاج وتحسين الاقتصاد وتشغيل الشباب والقضاء على البطالة لتكوين اولوياتها هى علمنة الدولةوتغيير قوانينها وذلك ما فعله من قال الشباب انهم ( سرقوا الثورة او اختطفوها) مما احبط الشباب وجعلهم حيارى فاعتزلوا كل شئ وفكروا فى الهجرة ما عدا قلة منهم استطاع قادة احزاب اليسار وهم من يستعملونهم الان فى التظاهرات التخريبية التى تفتخر بركوب الرأس ورفض التماهى مع المجتمع تعطيل كل شئ وذلك بالتحالف مع مخابرات دول صهيونية ومبعوثى منظمات تستخدمها شركات امريكا الكبرى باسم حكومة امريكا عن طريق الحكام الذين تعينهم بدعمهم بالمال فى الانتخابات شركات امريكا التى يمتلكها اثرياء اللوبى الصهيونى ليرأسوا امريكا وذلك لفرض ديمقراطيتها( الدكتاتورية) التى تريد فرضها بالقوة على كل دول العالم الثالث ذات الثروات لتستمر شركات امريكا الكبرى فى نهب ثرواتها خاصة بعد ان ظهرت الصين كمنافس قوى لامريكا.
الان على غالبية شباب الثورة الذين احتاروا واحبطوا ان لا يقفوا مكتوفى الايدى ولا يلجأوا للهجرة بل عليهم ان يساعدوا اهل الحل والعقد على تكوين مؤسسات الدولة وتكوين حكومة من شباب كفء لقيادة البلاد فيما تبقى من الفترة الانتقالية ثم مراقبة انتخابات حرة نزيهة ينتج عنها مجلس تشريعى شورى يحول البلاد لدولة يحكهما شباب الثورة تخرج بلادنا من الفتن التى حاكتها مخابرات الصهيونية واشخاص يساريين فخربوا بها مسيرة الثورة التصحيحية .
ساورد هنا مقال قديم نشرته فى صحيفة الانتباهة فى اكتوبر عام 2020 وارجو بذلك ان ادفع بشباب اليوم ان يقوموا بدورهم فى اخراج البلاد مما حدث بعد قرارات 25 اكتوبر بدلا من ان يتجادل الشعب فيما فعله الرئيس البرهان فحتى ان كان ما فعله الرئيس البرهان انقلابا فالواجب ان يجتمع الكل شعب وجيش لتكوين حكومة انتقالية بالشورى ووفقا لما امرنا به الله تعالى فلقد سبق ان مرت على بلاد المسلمين فتن كبيرة وقد قيض الله لها من اخرجها من تلك الفتن .
فيما يلى نص المقال :
((يا شباب السودان من متعلمين ومهنيبن ومثقفين وثوار وفقهاء واهل تقوى وصلاح وغيرة على الاسلام ، دعونا مما انجزته الدولة العثمانية التى بعثت حضارة الاسلام من امجاد وفتوحات ثم ضعفت وزالت لما ادخل فيها الاجانب الفتن كشأن كل حضارة وفقا لنواميس الله فى الكون ٫ السؤال ماذا ستفعلون انتم فى مستقبل الايام ؟
الان فأن السودان الذى يزخر بالثروات المعدنية النفيسه من الذهب لليورانيم للكوبالت لليثيم الخ وثروات زراعية من الصمغ للسمسم ..الخ، ومن ثروات حيوانية من الابل للبقر للحيوانات البرية …الخ .
ارونا ماذا انتم فاعلون بعد ان آل لكم الحكم فى السودان بعد ثورة ديسمبر ٫ ماذا فعلتم فى البنية التحتية التى تركتها لكم حكومة الاسلاميين التى قلتم انها كانت فاسدة وانكم اسقطتوها لتبنوها من جديد على اسس النزاهة والعدل والحرية والسلام ، وانكم لن تسمحوا لاحد ان يهرب جنية سودانى واحد او جرام دهب او يورانيوم الى الخارج ويضعها فى بنوك اوربا او ماليزيا او دبى لحسابه الخاص ومصلحة زوجته او اسرته .
ماذا فعلتم حتى الان منذ سقوط حكومة الاسلاميين قبل حوالى سنتين ؟ لماذا لم تسيطروا على ثروات البلاد وتنتجوها وتصدروها وتوردوا حاصل صادرها بالعملة الى بنك السودان لترفعوا بها احتياطى السودان النقدى وتحسنوا بها ميزان المدفوعات وبالتالى تتحسن قيمة جنيهنا السودانى فى مقابل الدولار .
ارجو ان لا تكون الحجة ان الدولة العميقة ما زالت تمنعكم من الانتاج ،فهذا وهم وخداع لانفسكم فهل منعكم احد زيادة انتاج النفط او زراعة القمح او قصب السكر او الصمغ العربى او تربية حتى النعام والصقور وتصديرها للخارج ؟
لماذا تفضلون الان بعد الثورة ان تهاجروا اكثر مما كانت الهجرة قبلها الى امريكا وكندا ونيوولنده واستراليا ؟
لماذا تتمسكون بحمدوك مع انه صاحب نظرية اقتصادية لا تحفز على الانتاج الوطنى ولا تقوم على توفير بيئة الانتاج لكم يا شباب الثورة فى مجالات التعدين والنفط والزراعة والانتاج الحيوانى ،لماذا يتوجه خيرة شبابنا لدراسة الطب والهندسة والاقتصاد والكليات التى تخرج مؤهلين لتقديم الخدمات لمجتمعاتنا فتهرب لمجتمعات مرفهة منتجة مثل مجتمعات اوربا وامريكا مع اننا مازلنا لم نبلغ اى مقدار من قدراتهم الانتاجية العالية التى طوروها على مدى قرون بتوظيف التقنيات .
انتم الان ياشباب السودان يجب ان لا تتحسروا على الماضى وتقفوا مكتوفى الايدى وتقولوا ( لقد سرق الكيزان اموالنا ،فكيف لنا ان نبدأ فى الانتاج بدون رأس مال ) او تقول كما يردد حمدوك ومن معه ( نحن ورثنا ورثة ثقيلة ويشكو ذلك لامريكا والبنك او الدولى ليعطوه مزيد من القرض الربوية التى ستزيد ديوننا ديونا اخرى وهم لن يعطون حمدوك لا اموال ولا تقنيات تجعله يحول السودان لدولة منتجة معتمدة على الذات تنتج وتصدر انتاجها للخارج لمن يدفع اكثر ولا تبتزها امريكا ولا شركاتها الكبرى بحصار او شروط او تغيير مناهج دراسية او مجتمعية او دينية ليتاح لامريكا وشركاتها الكبرى من خلال تلك المناهح الاستمرار فى احتكار ثروات السودان وبيعها باسعار المنتج الخام فى اسواق فرنسا التى اصبحت الان هى التى تصدر للعالم ذهب السودان وصمغه العربى وحتى اليورانيوم باسعار مضاعفة ولقد سبق لى ان ضربت مثلا بمنتج الصمغ العربى الذى تشترية منا فرنسا بمبلغ 750 مليون دولار فى العام ثم تعيد تنقيته وتعبئته هناك لتبيعه كمنتج فرنسى المتشأ بمبلغ 21 مليار دولار فى العام ولقد قدمت فى مقال سابق ما يثبت ذلك ويتم نفس الشئ فى سلع اليورانيوم والرمال البيضاء وغيرها من المعادن التى تستحوذ عليها خام فرنسا من دارفور وتهربها من شاد وافريقيا الوسطى الى فرنسا وكذلك يفعل ديفيد بيزلى الامريكى الذى يسيطر على ذهب كاودا برضاء عبد العزيز الحلو ويهربه لفرنسا عن طريق جنوب السودان .
اما دبى فاصبحت الان مكان تجميع دهب السودان الذى يهرب يوميا من مطار الخرطوم ويباع فى دبى ليدعم خزانة دبى بدلا من ان يورد فى بنك السودان ليصبح الداعم للجنية السودانى بحيث لا يطبع جنيه سودانى واحد الا ويكون مقابله رصيد من الدهب فى بنك السودان لتعود العملة السودانية قوية كما كانت قبل ان يدولر المرحوم جعفر نميري عملتنا السودانية ويفك ارتباطها بالجنية الاسترلينى مما ادر اى اول تخفيض لقيمة العملة السودانية عام 1974 ومنذ ذلك التاريخ لم تتمكن اى حكومة حكمت السودان من ايقاف فقدان الجنيه السودانى لقيمته فى مقابل الدولار ولن تستطيع لا حكومة حمدوك ولا اى حكومة قادمة من وقف تدهور العملة السودانية مقابل ما يسمونه الصهاينة افكا ( بالعملات الحرة او العملات الصعبة ) ليستمروا فل استنزاف مواردنا من المعادن النفسية والنفط والصمغ والقطن والسمسم وغيره من الثروات التى يشترونها منا خام بابخس الاثمان ولذلك فهم ضد ان يقوم شبابنا بتصنيع تلك المعادن فى السودان وبيعها كمواد مصنعة باسعار تنافسية تطلبها كل الدول وتشتريها من فرنسا وغيرها من دول اوربا بدلا من ان تشتريها مباشرة من السودان .
ارجو بذلك ان اكون قد شرحت للشباب ما يجب عليهم الان وان اكون قد نشرت الوعى فيهم حتى يحكموا فيهم حكومة يقودها قائد مستوعب لتلك المخططات يختار معه وزراء فاعلون يمكنهم تحقيق الاكتفاء الذاتى لشعب السودان من احتياجاته الرئيسية كالقمح والقطن والوقود والدواء ثم يقوم بتصدير الفائض لجلب عملات اجنبية وايداعها فى بنك السودان مع الذهب السودانى وذلك لدعم قيمة الجتية السودانى وتحويله فى اقرب وقت لعملة صعبه وحرة كما كان قبل دولرة العملة السودانية فى عهد نميري رحمه الله .
على شبابنا ان لا يكرر دعاوى الاحباط وان لا يتذرع بالتركة الثقيلة وان ينتج بالاعتماد على الله تعالى ثم على النفس حتى تستقر بلادنا اقتصاديا مما سينتج عنه استقرار سياسا ينهى حوجة شبابنا للهجرة الى الدول ( الغنية ) التى توظفهم هناك حتى تظل قوية تستعمر بلادنا اقتصاديا وثقافيا وتقنيا )).
نصرالدين محمد