أعيدوا لجهاز الأمن هيبته قبل أن تندموا
ما أن تحكمت شلة اربعة طويلة في مقاليد الحكم بالبلاد حتى بدأت في المطالبة بحل جهاز الأمن الوطني وسط صمت البرهان وحميدتي وبقية عسكر السيادي الذين اوشكوا على تكرار تجربة حل جهاز أمن نميري.
في إطار حربهم على جهاز الأمن شبكة لا افراده واصطنعوا فرية تمرد هيئة العمليات لتفكيكها والسيطرة على مواقعها الاستراتيجية وأسلحتها القوية ومتحركاتها التي تغطي كل شبر من أرض الوطن.
اصطنعوا فرية تمرد هيئة العمليات واستولوا عليها ولم نسمع بعسكري واحد حوكم بسبب التمرد وإن كان التمرد حقيقة فمع أبطال هيئة العمليات ألف حق، كيف لدولة محترمة أن تقدم على تسريح عسكري مكتمل التدريب وفي ريعان شبابه دون أن تعطيه حقوقه؟!.
لولا وطنية أبطال هيئة العمليات لأعلنوا حركة تمرد مسلحة ولدخلوا القصر جنبا إلى جنب مع جبريل ومناوي وبقية السوقة والرجرجة والدهماء الذي ملأوا ساحة القصر بسبب تمردهم وعمالتهم وارتزاقهم.
أرادت عصابة أربعة طويلة والحزب الشيوعي تقليم أظافر جهاز الأمن لأنه يملك ملفاتهم التي لو خرجت لتواروا خجلا ، ولكن اثبت الجهاز أنه جهاز دولة ولم يسرب معلوماتهم وملفاتك ولم يكشف عمالتهم وارتزاقهم وتفاصيل سلوكهم!!.
مضى مخطط تفكيك جهاز الأمن الوطني وفق ما أراد له الأعداء فتم حل هيئة العمليات وفشلت الشرطة في فرض استتباب الأمن حتى أصبحت عصابات تسعة طويلة تخطف وتنهب في وسط العاصمة.. وفشل الدعم السريع في حماية مواقع البترول حتى أغلق المواطنون خط الأنابيب الناقل في كردفان وفي الشرق وتكررت عمليات سرقة الكيبلات والمعدات في حقول النفط دون حسيب أو رقيب.
امتثل البرهان لمطالبات العملاء في شل حركة الجهاز فأقال عشرات الضباط الأكفاء واستبدلهم بضباط من الجيش اعتبروا الجهاز غنيمة وفرصة للثراء السريع وعلى البرهان التأكد من ذلك بنفسه من تقارير الاستخبارات وليس تقارير الأمن الذاتي!!.
الاسبوع الماضي فقد جهاز الأمن ثلة من خيرة ضباطه وضباط صفه الذين نعرفهم منذ أن كانوا طلابا بالجامعات همهم الوطن يموتون من أجله وعقيدتهم لا تتزحزح رغم إقالة وتشريد قادتهم وقتل إخوانهم في ساحة الإعتصام دون أن يحقق أحد في قتلتهم!!.
لن يستطيع المداد الكتابة عن مآثرهم فيكفي أن أحد علماء الإنترنت قد استشهد في عملية مداهمة الخلية الارهابية بجبرة ولم يتمترس خلف الكيبورد حينما أتته التعليمات وهنا على الجهاز البحث عن الطريقة التي استدرج بها الشهيد الجوكر لمداهمة خلية إرهابية أصغر أسلحتها القرنوف في الوقت الذي شلت فيه يد الجهاز وأصبح أمر مداهمة خلية إرهابية يحتاج لاذن من نيابة قحت التي تصدق أمر المداهمة والتفتيش وتحدد نوع التسليح الذي لا يتجاوز الطبنجة والكلاش!!.
اعرف عشرات من أفراد وضباط الجهاز الذين تمت اقالتهم غادروا لقطر والإمارات وانخرطوا في أجهزتها الأمنية والعسكرية براتب يفوق مخصصات مدير الجهاز ،لم يغادروا حبا في الدرهم والريال ولكن لأن الحكام الجدد من العملاء والمرتزقة اخرجوهم بعد أن سودوا صحائفهم واضعفوا مؤسستهم.
اليوم تكرر ذات سيناريو الأسبوع الماضي بمداهمة إحدى الخلايا الارهابية بجبرة وارتقى فيها شهيد وعدد من الجرحى قدموا أرواحهم من أجل أمن واستقرار الوطن.
يموت افراد وضباط الجهاز من اجل ان يحكم مناع ووجدي ومن أجل أن يتبرع ود الفكي على كرسي المجلس السيادي ليسب الجيش والأجهزة الأمنية.
لا أدري ما موقف العملاء الذين أرادوا حل جهاز الأمن الوطني واستبداله بجهاز الأمن الداخلي ليتم فيه استيعاب أفراد كتائب حنين وأعضاء الحزب الشيوعي وبقية البصاصين وإنصاف الرجال الذين تبرز مؤخراتهم بسبب مناطيلهم الناصلة وتتجاوز مياعتهم النساء!!.
لنفترض أن البرهان استجاب لنداء العملاء وقام بحل جهاز الأمن الوطني الذي تحول لجهاز المخابرات وأصبحت مهمته الآن فقط جمع وتحليل المعلومات في الوقت الذي تسرح وتمرح فيه كتائب حنين البعثية وتعتقل وتقتل وتصفي من يخالفونها الرأي!!.
هل ستستطيع كتائب حنين التصدي للخلايا الإرهابية؟!.
هل بإمكان أفرادها الاستعداد لمداهة خلايا ارهابية وهم عزل إلا من سلاح خفيف تصدقه النيابة العامة؟!.
التحية لجهاز الأمن قادة وضباط وأفراد وهم يقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن والخزي والعار للعملاء والمرتزقة الذين وصلوا لسدة الحكم في غفلة من الزمان.
أعيدوا للجهاز هيبته وأطلقوا يده حتى لاتندموا وحينها لا ينفع الندم.
هيثم محمود يكتب: