الحزب الشيوعي هو أول من طعن خاصرة ثورة ديسمبر وتسبب في إنشقاق تجمع المهنيين السودانيين
ـ ١ـ
لم تكُن ذاكرة الشعوب مثقوبة لكي يتذاكى اليسار الهستيري الحزب الشيوعي علي الجميع لكي يمثل دور الضحية تارة والإبتزاز السياسي لتحقيق أطماعه وأحلامه تارةً آخرى.
وفي عالم السياسة والأخلاق هذه الممارسة مستغربة ومرفوضة بالمرة ولكن عند الشيوعيين محببة طالما عندهم الغايات تبرر الوسائل ، ولم يكُ ثمة ما يذهلُ الساحة السياسية في البلاد هو قيام الحزب الشيوعي بالتسبب في عملية إنشقاق تجمع المهنيين أو عملية خروجهم من الحاضنة السياسية الحرية والتغيير فحسب ولكن المُذهل حقاً هو لعب الحزب العجوز علي عدة حبال في آن واحد تمثلت في دعم الشيوعي لحكومة المرحلة الإنتقالية بيان بالعمل علي حسب رأي الجيش وهو الحزب الذي يمتلك النصيب الأوفر والعدد الأكبر في كافة مستويات الحكم المختلفة، وفي ذات الوقت تجد تصريحاته الناقدة لهذه الحكومة ومهددة بإسقاطها ولعمري هذا تناقض غير منسجم.
ـ٢ـ
إرتضى الحزب الشيوعي مشاركة الإسلاميين الحكم من خلال أحد أهم سلطات نظامهم السياسي وهي السلطة البرلمانية عندما أصدر البشير الرئيس المخلوع مرسوماً جمهورياً في شهر يوليو ٢٠٠٥م يصادق علي الأسماء التي رفعها الحزب الشيوعي والإتحادي الديمقراطي للمشاركة في مستويات مختلفة من حكم الإنقاذ والنواب الشيوعيين الذين عينهم البشير في برلمان ٢٠٠٥م ـ ٢٠١٠م هُم :
١)- الأستاذ. سليمان حامد .نائب السكرتير العام للحزب الشيوعي وعضو اللجنة المركزية للحزب
٢)ـ الأستاذة. فاطمة أحمد إبراهيم ـ عضو اللجنة المركزية للحزب
٣)ـ. الأستاذ. صالح محمود عثمان ـ عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي
٤)- الأستاذ. فاروق ابوعيسى العضو السابق في اللجنة المركزية والقيادي التاريخي السابق بالحزب الشيوعي.
إتسمت مشاركة الحزب الشيوعي في برلمان كيزان الإنقاذ بـ التوهان والجلوس في مقاعد المتفرجين وفي أحسن الأحوال كانت مشاركة الشيوعيين في برلمان الكيزان باهتة وهزيلة تعكس واقع حزب لا يستطيع قيادة البلاد سوى العيش في التخفي والجحور وقد ظل نواب الشيوعي يقبضون مخصصاتهم ومرتباتهم ونثرياتهم في كل شهر لجهة التمآهي مع سياسة الكيزان.
وفي ليلة سياسية نظمها الحزب الشيوعي يوم ٢٠ـ سبتمبر ـ ٢٠٠٥م في الثورة الحارة الثامنة قال سليمان حامد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي (ان الحزب قرر المشاركة مع الكيزان في المجلس الوطني ـ البرلمان ـ والمجالس الولائية ليتمكن من إسماع صوته للجماهير.
قال زعيم الشيوعيين محمد إبراهيم نقد في حوار مع جريدة الرأي العام يوم ١٩ـ نوفمبر ـ ٢٠٠٥م ( داخل البرلمان أنت تصوت وقبله تنتقد ، فإذا كان إنتقادك موضوعياً ويخلص إلي بديل أفضل فإن هذا يصل الشارع ويساعد في التنوير السياسي ويساعد في توسيع نفوذك السياسي )
وكذلك برر عرابين الشيوعي مشاركة الحزب لنظام الجبهة الإسلاموية الكيزان ومنه الدكتور . مجدي الجزولي حينما قال ( كيف يستفيد الحزب لأقصى درجة ممكنة من وجوده في البرلمان.
من ناحية أُخرى ليس من المعقول توقع مستحيلات التغيير من كتلة الحزب الشيوعي البرلمانية ، بل إنّ فعالية عمل الكتلة داخل البرلمان مشروطة في المقام الأول بنشاط الحزب خارجه ، وقدرته علي تعزيز حضوره الجماهيري ، ودفع مجاله الحيوي في القطاعات المهنية والنقابية والفئوية)
وجاءت الضربة علي الحزب الشيوعي من القيادي بالحزب أستاذ. أحمد الحاج عندما قال (هذه مشاركة الحزب الشيوعي في المجلس الوطني أعطت المؤتمر الوطني شرعية لحكمه ظل يفتقده منذ إستلائه علي السلطة في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م)
إنّ مشاركة الحزب الشيوعي للكيزان أكثر من أربعة سنوات أطالت من عمر نظام المؤتمر الوطني وان الذي لا يسناها الشعب السُّوداني ولن يغفره أبداً للكيزان والشيوعيين ان عملية إنفصال جنوب السُّودان قد تمت إبان تربع تيارات الإسلام السياسي واليسار الهيستري علي قبة البرلمان
ـ٣ـ
الحزب الشيوعي الذي دَأَبَ على إنتقاد وتخوين جميع مكونات الحياة السياسية في البلاد وإتهامها بأبشع العبارات والخطل والترهات لجهة شيطنتها والتقليل من نضالاتها وتضحياتها في مسيرة ومسار العمل الوطني المتراكم المشترك ، يبدو أنّه نسى أو تنآسى عملية إنفصال جنوب السُّودان عندما كان الشيوعيين شركاء مع المؤتمر الوطني في المجلس الوطني –قبة البرلمان مشاركين في مزبحة تقطيع السُّودان.
لا يحق للشيوعي منح صكوك الوطنية والثورية والنضال للآخرين وفاقد الشي لا يعطيه فالحزب الشيوعي هو أول من طعن خاصرة ثورة ديسمبر المجيدة وتسبب في إنشقاق تجمع المهنيين السودانيين ولا يخفى علي أحد منكم ممارسة العهر السياسي التي قام بها الحزب العجوز في المحاصصات السياسية والأخطر من ذلك هو رفض الشيوعيين لأي عملية سلام تخص المهمشين في السُّودان
ـ٤ـ
لن تجدي نفعاً سياسة الحزب الشيوعي المكشوف بالمكر والخبث والجميع إتكشف سيناريو إستخدامه لنظرية الإلهاء والحديث المبتذل عن الطبقة العاملة الثورية وغيرها من الخطل .
إنّ عملية إختلاق معارك العبث والإسفاف التي يقوم بها الشيوعي الآن وتصوره لعدوٍ مجهول لهو خط إعلامٍ واعٍ بسايكلوجية الجماهير وهذا يعتبر بضاعة بائرة تسعى لتشتيت وعي الجماهير وإيهامها بأن الشيوعي يقف في صف الفقراء والمسحوقين وفي حقيقة الأمر هذا الوهم مجرد إفتراء مزعوم وإسفاف يراد به إيهام الشعب.
مهدي