الأزمة السودانية

الدول الغربية تستغل الصراع القبلي على حدود تشاد لتمرير أجندة وخطط سياسية


مؤسسات غربية تستغل الصراع القبلي على حدود تشاد لتمرير خطط سياسية وتشويه صورة السلطات العسكرية
تحاول دول أجنبية بكافة الطرق منذ سقوط نظام البشير الذي استمر قرابة الثلاثين عاما في السلطة تأجيج صراعات داخلية في السودان بهدف تحقيق مكاسب ومصالح خاصة لن تخدم السودان ولا شعبه، ولا تمت بأي صلة بخدعة الإنتقال الديمقراطي للسلطات، وهذا المصطلح لطالما إستخدمته الدول الغربية من أجل السيطرة على دول أخرى في مراحل إنتقالية أو بعد حروب وهمية أدخلتها فيها لسنوات طويلة قبل احتلالها وسرقة خيراتها.
تدور بعض الصراعات القبلية على الحدود مع تشاد منذ عقود طويلة، ولكن الجديد هو تدخل منظمات غير ربحية اوروبية بحجة المساعدة وتقديم مساعدات إنسانية ولكنها تعمل على أرض الواقع على التحكم بهذه الصراعات وإشعالها حسب مصالحها الخاصة، وهذا ما تقوم به منظمة Promediation” الفرنسية اليوم على الحدود السودانية التشادية.
هذه المؤسسة المدعومة من الإتحاد الأوروبي وفرنسا خصوصًا تتحكم اليوم بالصراع القبلي هناك ولم تكن الإشتباكات الأخيرة فور وصول الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس المجلس السيادي الى المنطقة مجرد صدفة، ولكنها كانت لإحراج حمدان نفسه ومعه كل المكون السياسي وعلى رأسهم عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي.
يقول الخبراء أن الأوضاع المتوترة على الحدود السودانية التشادية القريبة من إقليم دارفور تحتاج لتدخل على مستوى قيادات البلدين، وإلا ستكون لها تداعيات خطرة على العلاقات السودانية التشادية وعلى مجمل الأوضاع الأمنية على الحدود، وهذا بالضبط ما تريده الدول الطامعة ب”التحول الديمقراطي” كما يطلقون عليه لتمرير مخططاتهم السياسية بكافة السبل وبكل المجالات.
أصدرت القبائل العربية في المنطقة مؤخرًا بياناً اعتبرت فيه ما حدث كله ضمن محاولات الانفراد والسيطرة على إقليم دارفور ومكوناته الاجتماعية والمتاجرة بملفه الأمني ومستنكرين وقوع الجريمة على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من تمركز القوات المشتركة السودانية التشادية، وأشار البيان الى أن هذه التصرفات تكذب زخم المصالحات والحديث عن فرض هيبة الدولة.
هذه هي نتائج التدخل الغربي عبر مؤسساته “الإنسانية”، ومن المتوقع أن تزيد حدة الصراعات في المنطقة في الفترة القادمة لإحراج المكون العسكري وزعزعة الإستقرار الحكومي المفقود منذ ثلاث سنوات، وهذا يدعم بلا شك اختراق الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا نفسها للسودان وترتيب الأمور بما يضمن مصالحها دون النظر الى السودان وشعبه كما يتدعون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons