السودان : القوات الجوية تطلق تحذيرا هاما للمواطنين طيلة الأيام القادمة
اعلنت القوات الجوية في السودان عن قيامها بإجراء رماية بالذخيرة الحية في قاعدة الفريق أول طيار ركن عوض خلف الله خمسون كيلومتر شمال مدينة مروي،
وعلى بعد 12 كيلومتر شرق طريق مروي دنقلا في الفترة من 12 نوفمبر وحتى 21 نوفمبر 2020م الجاري، ودعت المواطنيين أخذ الحيطة والحذر.
ومع اعلان مكتب رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد الأربعاء 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، الدخول في مواجهة عسكرية مع إقليم تيغراي، للحيلولة دون زعزعة الاستقرار في البلاد
تزايدت المخاوف بشأن تداعيات هذه الحرب وأثرها على السودان وأمنه القومي بخاصة تجاه شرق البلاد الذي تشهد مدنه الرئيسة بورتسودان، وكسلا، اضطرابات قبلية منذ فترة طويلة.
وأيّد مراقبون هذه المخاوف مشيرين إلى أن “اتساع الحرب المحتمل سيقود إلى كارثة انسانية على حدود السودان الشرقية، إلى جانب التهديد الأمني وانتشار السلاح، بالتالي لا بُد من تدخل القيادة السودانية لرأب الصدع بين الأطراف الإثيوبية”.
تدفق اللاجئين
في هذا السياق، أوضح المحلل السياسي السوداني الدكتور خالد التجاني أن “ما يحدث في تيغراي صراع له جذور قديمة، فالمتابع للشأن الإثيوبي يجد أن أهالي تيغراي متحسبين لهذه الخطوة منذ سقوط نظام الرئيس الإثيوبي السابق منغستو هيلا ماريام، فهذه التطورات ليس جديدة
لكن مَن يقرأ التاريخ جيداً، فإنه يكون على قناعة بأنه من الصعب كسر شوكة هذه القومية (التيغراي) بخاصة أنها حكمت إثيوبيا على مدى 30 سنة، وهي اليوم على أتم استعداد لخوض هذه المعركة،
في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مشكلات كثيرة، وصراعات داخل قوميته، الأورومو”. ولفت التجاني إلى أن “الوضع في إثيوبيا ليس في أحسن الأحوال
والصراع القائم الآن، مرشح لأن يمتد إلى أقاليم أخرى، إذ أنه من الصعب احتوائه، وسيكون بالغ التأثير على دول الجوار ومنها السودان”. وأضاف المحلل السياسي السوداني
أنه “مما لا شك فيه، أن المواجهة الدائرة في إقليم تيغراي وباتجاه المنطقة الغربية من الحدود السودانية ستؤثر من الناحية الانسانية، من خلال تدفق اللاجئين الفارين من الحرب،
كما حدث في ستينات وسبعينات القرن الماضي كما يعرّض هذا الصراع الحدود السودانية لحالة من التهديد الأمني ما يتطلب اتخاذ التدابير اللازمة من قبل الحكومة السودانية للمحافظة على حدود البلاد
ومنعاً لدخول أسلحة في الوقت الذي يشهد فيه شرق السودان توترات قبلية تسببت بأحداث دموية مرات عدة، بالتالي فإن لهذه الحرب تعقيدات كثيرة انسانية وعسكرية، وقد يجد السودان نفسه متورطاً في حرب لا يد له فيها”.
وتابع التجاني “و قد يجد السودان أنه أمام معادلات دقيقة، لذلك عليه أن يتحرك بسرعة لتهدئة الوضع في إثيوبيا والتوصل إلى حل لهذه المشكلة قبل أن يتفجّر الوضع
لأنه من مصلحة الخرطوم استقرار الأوضاع وتهدئتها في إقليم تيغراي حتى لا تؤثر على أمنها القومي، فعلى الحكومة السودانية أن تلعب دوراً في رأب الصدع
وتخفيف حدة التوتر على الرغم من أن السودان متهم بأنه دعم قومية التيغراي خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير، ما أدى إلى نوع من التوتر في العلاقات مع أديس أبابا”.
وأكد أن “المطلوب حالياً هو تحرك سوداني سياسي سريع، فضلاً عن تحرك دبلوماسي على مستوىً عالٍ يعبر عن مدى الاحساس بخطورة الوضع.
لكن من المؤسف أن هناك بطء من الجانب السوداني في التعامل مع الصراع الأثيوبي، ويرجع ذلك إلى عدم كفاءة الطاقم الحكومي، وعدم احساسه بالعمق الاستراتيجي
اضافة إلى عدم وضوح الرؤية في السياسة الخارجية واضطرابها، وكذلك غياب المؤسسية في التعامل مع الملفات المهمة والتي يتم التحرك فيها بشكل فردي”.
اتساع الحرب
في المقابل، حذر الكاتب السياسي الأريتري محمود أبوبكر من تأثير هذا النزاع “من ناحية تهديده لأمن الدول المجاورة، بخاصة السودان، حيث أن اتساع الحرب سيؤدي بالضرورة إلى نزوح كبير للاجئين الإثيوبيين إلى شرق السودان المجاور
الذي يعاني بدوره من أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية، بعضها ذو علاقة مباشرة بوجود أعداد كبيرة من اللاجئين في الاقليم. كما أن اشتعال الحرب على حدود الشرق السوداني من شأنها مفاقمة الوضع الأمني لجهة انتشار السلاح
لا سيما أن هناك احتمالات موضوعية لامكانية نقل الصراع إلى الحدود الأريترية، وقد تكون المناطق الحدودية المشتركة بين أريتريا وإثيوبيا والسودان، كمنطقة حمرا، مسرحاً للمواجهة المسلحة، مما يضاعف الأزمات الأمنية في الاقليم”.
وعبّر أبو بكر عن اعتقاده بأن “القيادة السودانية تملك فرصاً مؤاتية للعب أدوار مهمة في هذه الأزمة، لجهة علاقتها بطرفي النزاع. وقد تكون مبادرة سودانية للوساطة محل ترحيب محلي ودولي، لا سيما وأن لإدارة آبي أحمد تجربة مع الأزمة السودانية
ودوراً ناجحاً في الوصول إلى اتفاق بين المتخاصمين. كما يرتبط السودان بحدود شاسعة مع اقليم تغراي، وسيكون لاتساع نطاق الحرب تداعيات واسعة على السودان”