أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” العالمية تفشي التهاب الكبد الفيروسي (هـ) في عدد من مخيمات اللاجئين بولايتي القضارف وكسلا في شرق السودان، فيما حذر مختصون من خطورة انتشار المرض في المدن والمناطق السودانية القريبة من المخيمات. ويقدر عدد اللاجئين الإثيوبيين في شرق السودان والفارين من الصراع الذي اندلع في إقليم تيغراي في مايو الماضي، بنحو 82 ألف لاجئ معظمهم من النساء والأطفال.وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن إصابة المئات من اللاجئين يزيد من خطر تعريض المجتمعات السودانية المضيفة للإصابة.ووفقا لبيان صادر عن المنظمة، فإن الفرق الطبية التابعة لها استقبلت خلال الأسابيع القليلة الماضية 278 مريضا، من بينهم 3 نساء حوامل.وأضاف البيان أن العديد من المصابين “يحملون متلازمة اليرقان الحادة”، وعلامات مؤكدة تشير إلى وجود الفيروس، مثل القيء وآلام رأس المعدة. وكشف أنه يتم تسجيل 15 حالة يومية مصابة بالتهاب الكبد الفيروسي (هـ) في مخيم واحد. وقالت المنظمة الدولية إن بعض المرضى الذين عالجتهم وصلوا إلى أماكن العلاج والعناية “وهم في حالة غيبوبة”.وحذر منسق الطوارئ في المنظمة، فرانسوا زامباريني، من أن “الاستجابة الإنسانية دون حجم الاحتياجات المطلوبة بكثير. لم يتم الإصغاء إلى التحذيرات المبكرة المتعلقة بقلة النظافة والمأوى، وكذلك فإن بناء المراحيض وصنابير المياه بطيء للغاية”.تحذيرات جديةوبدوره، يحذر عضو نقابة أطباء السودان، الفاتح عمر، من خطورة تفشي المرض في المناطق المحيطة. ويقول لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “المشكلة الأكبر تكمن في انفتاح العديد من معسكرات إيواء اللاجئين على المدن الرئيسية في شرق السودان”.ويوضح عمر أن خروج أعداد كبيرة من اللاجئين للعمل في المشاريع الزراعية، وممارسة أعمال يدوية أخرى واختلاطهم بسكان المنطقة، “يشكل سببا محتملا لنقل المرض سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”.ويؤكد عمر وجود العديد من الأطباء الذين يعملون كمتطوعين في معسكرات اللاجئين بشرق البلاد، في محاولة لاحتواء المرض ومنع انتشاره.كما يشدد على ضرورة الاهتمام بالتوعية الصحية وتشجيع ودعم حملات الفحص والتطعيم وزيادة عدد المراكز الصحية المتخصصة.طبيعة المرضويعتبر التهاب الكبد (هـ ) فيروس معدٍ، ومن علامات الإصابة به اصفرار العين والجلد بشكل ملحوظ، ويتسبب في الشعور بالتعب ويكون لون البول داكنا.ويمكن أن يؤدي إلى فشل حاد في الكبد وإلى الوفاة. ويعد من الأمراض الخطيرة بشكل خاص على النساء الحوامل، حيث تبلغ مخاطر الوفاة حوالي 25 بالمائة.وكما هو الحال مع أمراض أخرى مثل التيفوئيد والدوسنتاريا والكوليرا، تنتشر العديد من أنواع فيروس التهاب الكبد في البيئات التي تمتاز بظروف سيئة فيما يتعلق بالمياه والصرف الصحي.ويشير مدير المركز القومي السوداني لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، الاستشاري عبد المنعم عبده، إلى أن النوع الأكثر انتشارا من التهابات الكبد الفيروسية هو التهاب الكبد الفيروسي “ب”، الذي ينتقل بالدم أو الاتصال الجنسي أو من الأم لأطفالها أثناء الولادة. وتقدر نسبة انتشاره في السودان بين 6 إلى 8 في المئة.ويقول عبده لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هذه النسبة تعتبر “عالية جدا” مقارنة بعدد سكان السودان، المقدر بنحو 39 مليون نسمة.ويؤكد أيضا وجود تنسيق بين السلطات الصحية المحلية، متمثلة في إدارة مكافحة الأمراض والمركز القومي لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، ومنظمة الصحة العالمية، ضمن استراتيجية وطنية تضم العديد من الشركاء.ويشير إلى أن الاستراتيجية “تهدف لمحاصرة المرض، وذلك من خلال تجهيز المعامل وتيسير عمليات الفحص، والجوانب العلاجية سيما أن أمراض التهاب الكبد تعتبر من الأمراض المكلفة جدا”.