انتفاضة الشرطة .. الطريق يبدأ من هنا !!
1
الذي نعرفه هو أن ثورة ديسمبر المجيدة قد اندلعت (للجم) دولار البشير الذي بلغ ستون جنيها/ وكبح جماح (رغيفة البشير) التي بلغت جنيها!! والان الدولار يحوم في تخوم الستمائة جنيها/والرغيفة بين الخمسين والستين !!
2
سئلت في برنامج اذاعي “والحال هذه ” عن المدخل الامثل الي اعادة الإقتصاد/ فقلت/ ليس بامكاننا اعادة الإقتصاد مالم نعيد الدولة نفسها !! ونحن بالكاد الآن نعيش حالة اللادولة بامتياز !!
3
فلنفترض اننا تجاوزنا عقبات توفير الكهرباء والجازولين وكل معوقات الانتاج/فكيف نتجاوز/علي سبيل ذكر المعوقات / عقبات تتريس الطرقات للوصول الى الأسواق!!
4
شاهدت قبل فترة مجموعة بكاسي محملة بالطماطم في طريقها لأسواق الخرطوم/ وصادف ذلك مابات يعرف عندنا بيوم (المليونية) /فلم يستطع أولئك التجار تجاوز (تروس المليونية) في مدخل ولاية الخرطوم/فالطريق مقفول بأمر الثوار !!
5
فلك ان تتخيل باقي المأساة.. (الطماطم وشمس الصيف) !! .. والقيف مقابل القيف .. مأساة تجعلنا نستكمل سؤال شاعرنا هلاوي .. (بالله ليه يافراش خلاك وراح القاش) !!
6
ولنفترض انك نجحت فى عبور كل المتاريس ووصلت الأسواق/ومن ثم سوقت واستلمت الكاش/فأين ستذهب من (تسعة طويلة) واخواتها !! فهنالك مجموعات اجرامية تقف امام البنوك وفي مدخل الاسواق/لتعقب حملة الاموال ومن ثم تعرض ممتلكاتهم وحياتهم للخطر .
7
إذن ” والحال هذه ” فان الطريق إلى عودة الاقتصاد يبدا باعادة الدولة/والطريق إلى اعادة الدولة يبدأ باعادة مؤسسات الدولة/واول تلك المؤسسات هي بلا منازع (مؤسسة الشرطة) .. حيث صناعة الأمن العام وتأمين الأسواق وفتح الطرقات/اعادة دولة القانون …
8
لهذا وذاك اخترت هذا العنوان/انتفاضة الشرطة .. الطريق الي اعادة الدولة المختطفة يبدأ من هنا/ والاشارة هنا إلي حملات الشرطة الباهرة الكاسحة الفارقة التي دكت أوكار الجريمة في أماكن ومظان وجودها بالأمس/ في(العزبة والحارة 26) / فليس هنالك توصيفا لهده الحملة الامنية الباهظة التي اشتركت فيها كل تشكيلات الشرطة/ابلغ من توصيف الانتفاضة/لا اذكر وربما لا يذكر الجمهور من لدن(عهد الكيزان) حتي يوم قحط هذا/ حملة مثل هذه صفق لها المواطنون داخل بيوتهم وهلل لها الجمهور في الطرقات
9
على أن أول من مرر لي فيديوهات هذه الحملة الشرطية غير المسبوقة/هو سعادة العميد صلاح كرار الذي لم يجف حبره وصوته/بأن الشرطة قادرة علي كبح جماح الجريمة متي ماتوفرت الإمكانات واعيدت لها الثقة/والشئ بالشئ يذكر/ ذكرنى هذا بشطرة باهرة في قصيدة المرأة التي أمتدحت (النعيم ود حمد) حين قالت .. (ماتكتروا وتتقعدو النعيم قادر وحدو)/والاشارة هنا لبقية تشكيلات الأجهزة الأمنية/فمؤسسة ااشرطة تستطيع لوحدها القيام بمهامها وواجباتها …
10
اليوم تسترد الشرطة كرامتها قبل ان تسترد الأمن/ تسترد هيبتها وتعيد تاريخها/ فلا اعرف جهة تضررت وتعرضت لحملات جايرة مخدومة ممنهجة /مثلما ماحدث لمؤسسة الشرطة في الفترة الأخيرة /ذلك لدرجة هتاف /(كنداكا جا بوليس جرى) !! .. فليوم يعتبر يوما فارقا ليس في تاريخ مؤسسة الشرطة فحسب/بل في تاريخ هذه الفترة الانتقالية الرخوة/ علي ان عمليات الاعتداء على الطرقات والمنشآت العامة والممتلكات الخاصة/ستواجه بفرض هيبة القانون/ لتعود الدولة بعدما عادت مؤسسة الشرطة.. وليس هذا كلما هناك