أخبار ساخنةأهم الأخبارالأزمة السودانيةالسياسية العربيةالوطن العربي والعالممقالات الرأي

بين وقائع فيلم يوم الإستقلال

وجائحة الكورونا نهاية سعيدة نحلم بها .. الكاتب: عماد الدين ميرغني

ساعةً بعد ساعة ننتظر ونترقب الأخبار عن هذه

ساعةً بعد ساعة ننتظر ونترقب الأخبار عن هذه الجائحة التي أوقفت العالم عن بكرة أبيه. يكاد كل من يترقب يخاطب نفسه بذات العبارة “مهلاً، إنها كارثة تهدد البشرية على وجه الكرة الأرضيةِ بالكامل”.

لا يتوانى الذهن عن الإنشغال بالتفكير والتخيل عن الماضي والحاضر والمستقبل؛ هذا ما يظهر في تغريداتنا ومنشوراتنا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

 باعتبارها الساحة الوحيدة الذي يعبّر فيه كلٌ مننا عما يدور في مخيلته من منطق لعقلنا البشري ومن عواطف وما يجول في خواطرنا ووجداننا.

إستوقفني منشور للفنان محمود ميسرة السرّاج كتب فيه (ليس مصادفةً أن يتفق كل سكان الكوكب المحبوسين في بيوتهم في مدريد ولوس أنجليس وميلانو على الغناء من شرفات منازلهم أغنية جون لينون “imagine” التي تتحدث عن عالم تسود فيه الأخوة وتزول الفروقات بين البشر).

وبكل صراحة؛ شعرت بأن هذا المنشور لم يبتعد كثيراً عما كنت أفكر فيه وقتها، لكن باختلاف السيناريوهات وطرق التفكير، إنما الهدف واحد لما نتمناه في نهاية مطاف هذه المعاناة.

فيلم يوم الإستقلال Independence Day

عادت بي الذاكرة إلى ما قبل 18 عام من الآن؛ تحديداً في عام 2002 الذي شاهدت فيه لأول مرة فيلم يوم الإستقلال Independence Day.

 والذي جسّد فيه ويل سميث دور أحد أبطال القصة وهو الكابتن ستيفن هيلير؛ الطيار المقاتل على طائرة إف/ ايه-18، بصحبة كل من بيل بولمان الذي مثّل توماس وايتمور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وجيف غولدبلوم الذي مثّل دور ديفيد ليفينسون عالم الإلكترونيات.

وقصة هذا الفيلم تحكي عن غزو لكائنات فضائية لكوكب الأرض؛ كانت المركبة الكبرى لهذه الكائنات قد غطت سماء مدينة نيويورك بالكامل وأحالت هذه المدينة للظلام والدمار بالقصف المستمر؛ بمعية المركبات التي غزت بقية الكوكب.

وبالرغم من الدور الذي لعبه كل من الكابتن لستيفن هيلير الذي قاد أحد المركبات لهذه المخلوقات (بعدما نجحت القوات الجوية المقاتلة بالإستيلاء عليها في إحدى المعارك).

 وبمعيته ديفيد ليفينسون؛ بالدخول للمركبة الكبرى وإدخال الفيروس الإلكتروني لتحطيم المركبة الكبرى عبر نظامها البرمجي المتحكم، إلا أن المشهد الذي لفت انتباهي كان في الثلث الأخير من الفيلم.

العالم يحشد

في هذا المشهد قرر العالم الحشد بشكل موحد لمواجهة هذه الكائنات التي غزت الكوكب، وقتها وقف توماس وايتمور أمام الحشد الذي كان في الولايات المتحدة الأمريكية.

 في مخاطبة نُقِلت للعالم (إن لم تخني الذاكرة) قال فيها: (إننا اليوم نجتمع على كلمةٍ واحدة لنتحد جميعاً ونخوض معركةً فاصلة. إننا لا نتحدث عن أننا نخوض معركةً ضد ذل أو اضطهاد أو احتلال، بل نتحدث عن معركتنا ضد الإبادة؛ للبقاء جميعاً على هذا الكوكب).

وكانت هذه الكلمة للرئيس الذي قرر أن يشارك في هذه المعركة كطيارٍ حربي سابق قرر العودة لهذه المهمة كمتطوع لخوض المعركة الأخيرة.

 وتبِع هذا الخطاب حماس كبير في ظل تأهب حشود البشر لمواجهة الخطر الذي يهددهم جميعاً على هذا الكوكب.

 وفي الأخير كان المشهد الذي كتبه السيناريست هو انتصار البشر على المخلوقات الفضائية بعدما تعاون الجميع في عملٍ دؤوب لمواجهة الخطر الذي كان سيهدد بقاءهم على كوكب الأرض.

قصة خيالية كتبها الروائي دين ديفلين الذي قرر الخوض في تجربة كتابة سيناريو بعيد في الخيال.

وأبدع في إخراجها رولان إيمريش مخرج الفيلم. ولكن على ما يبدو أن النهاية هي التي كانت تجول في خاطر الروائي، وهو توحّد البشرية أجمع على هدف واحد والوصول لنهاية سعيدة وهو النجاح ضد خطر بقاءهم على هذا الكوكب.

هذا المصير هو ما نواجهه الآن دون مبالغة. ليس من مخلوقات فضائية، بل من فيروس لا يُرى بالعين المجرّدة؛ أصبح هو الوباء الذي يهدد البشرية لنفس المصير الذي كان يحكيه ذلك الفيلم.

مشهد الغناء

وما مشهد الغناء في مدريد ولوس أنجليس وميلانو الذي حكى عنه الفنان محمود ميسرة السرّاج في منشوره إلا لذات الغاية التي تجول في خاطر دين ديفلين كاتب قصة يوم الإستقلال.

 وإن كانت هنالك أحداث ومشاهد أخرى تثبت أن البشرية تسعى لكتابة النهاية السعيدة بعد هذه الكارثة التي تهدد البشرية؛ من مساعدات ومساعٍ لدول لمواجهة الكارثة للعالم؛ مثلما فعلت الصين بإرسالها للمساعدات لإيطاليا ولبعض الدول الأخرى.

الجميع يحارب

مشهد العالم الآن يعكس سعي الجميع بكل جهد لإنهاء هذا الوباء بكل ما هو ممكن وببعض المستحيل، وبعض الأقلام تكتب عن التغيير الذي قد يطرأ من هذه الأحداث، كلها تصب في الوجدان الباحث عن النهاية السعيدة.

فما أشبه معاناة اليوم بتلك التي كانت في فيلم يوم الإستقلال وإن إختلفت الأحداث. والكل يؤكّد أن هذه الكارثة مصيرها النهاية، واستمرار البشرية في البقاء على هذا الكوكب.

لكن السؤال الأخير؛ هل سيحتفي البشر جميعاً بنهاية هذه الكارثة؛ كعائلة واحدة مثلما كان الحال في ذلك الفيلم؟.

 هل سيكون هنالك يوماً للإستقلال لكل البشرية ضد الكارثة المهددة للبقاء؟، ربما، وهو ما يتمناه؛ من يكتبون عن التغيير الذي سيطرأ نحو الأخوة وزوال الفروفات بين البشر ومن يتغنون به في أشهر مدن العالم في الشرفات؛ ومن يمنون أنفسهم سراً بهذه النهاية.

والأهم؛ أن يظل هذا الدرس باقياً في أدبيات البشرية في مختلف الثقافات واللغات والاعتقادات، ولما لا؟ّ!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons