مرشح للرئاسة يكشف بعض جوانب مشروعه الانتخابي ونظرته المستقبلية لسوريا
أكد المرشح لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية، محمود أحمد مرعي، على ضرورة عودة المهجرين واللاجئين إلى وطنهم للمساهمة في إعادة إعماره، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الدستور الحالي بحاجة إلى تطوير وإغناء وإعادة قراءة، لتكون سوريا دولة المواطنة المتساوية لكل مواطنيها، وأن تكون الأولوية فيها للأكفأ.
“أريد أن أغير هيكل النظام السوري، ليمر من دكتاتورية شمولية إلى نظام ديمقراطي”.
هذا هو البرنامج “الجريء” لمحمود مرعي، عضو حزب الجبهة الديمقراطية السورية، المعارضة لنظام دمشق، ومرشح الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 26 مايو/أيار الحالي.
وبدأت عملية الاقتراع في الخارج يوم الخميس 20 مايو/ أيار حيث توجه العديد من السوريين إلى سفارات بلادهم عبر العالم لأداء واجبهم الانتخابي. ومرعي متخرج من الحقوق، ومنحته المحكمة الدستورية العليا في سوريا، على غرار النائب ووزير الدولة السابق عبد الله سلوم، الضوء الأخضر لخوض الغمار “المستحيل” للانتخابات .
وجدير بالذكر أنه رغم توجيه المجتمع الدولي تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لبشار الأسد، لم يمنعه ذلك من ترشحه للانتخابات الرئاسية. وسبق أن فاز فيها في 2014 بنسبة 88 بالمئة من الأصوات على حساب مرشحين اثنين لم يملكا أي حظوظ لتولي الحكم.
رغم ذلك، وصف محمود مرعي نفسه خلال حوار أجراه مع وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية بـ “المرشح الحقيقي” القادر على “وضع حد للنزاع السوري”.
وأضاف هذا الرجل الذي يعيش في بلاده والذي لم يحظ باعتراف من طرف المعارضة المتواجدة في المهجر “فوزي أو فشلي في الانتخابات رهن الشعب السوري”.
محمود مرعي، يبلغ 67 عاما وأب لخمسة أطفال، أكد أنه سجن ست سنوات في المعتقلات السورية بسبب انتقاده للنظام السياسي السوري.
وأضاف في حواره مع ذات وكالة الأنباء أن هدفه “رفع العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على بشار الأسد وأنصاره”.مسرحية سخيفةهذا، وصرح خطار أبو دياب بشأن مرعي “مهما أكد هذا المعارض أنه مرشح حقيقي ، فهو يشارك في نهاية المطاف في انتخابات رئاسية يصفها المراقبون بأنها ” تمثيلية”.
وتابع “النظام السوري هو عبارة عن جمهورية وراثية تتناوب على ترأسها عائلة الأسد. وبالتالي فإن الانتخابات الرئاسية ما هي إلا إخراج عبثي يوهم بوجود آليات ديمقراطية في البلاد ويرسخ استمرارية ذلك “.
ويحتل بشار الأسد منصب الرئيس منذ العام 2000 بعد أن خلف والده حافظ الأسد الذي توفي بعدما حكم سوريا لثلاثة عقود ويرى خطار أبو دياب أن المرشح محمود مرعي ليس “شخصا مغفلا”، مشيرا أن “النظام السوري عين مرشحين اثنين للعب أدوار ثانوية مثل ما يقع في السينما، لتغطية الخطاب المؤطر بدقة من المخابرات، بينما ستجدد ولاية الممثل الرئيسي بشار الأسد بحكم الواقع. وهما يدركان هذا الأمر جيدا” بلد منقسم واقتصاد منهارهذا، ويأتي تنظيم الانتخابات الرئاسية الثانية منذ بداية النزاع السوري في 2011 في سياق أزمة يشهد فيها اقتصاد هذا البلد المدمر تدهورا كبيرا.
وأودت الحرب بحياة مئات الآلاف من المواطنين وأدت إلى هجرة الملايين. فيما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 80 بالمئة من السوريين يعانون من الفقر. واستطاع بشار الأسد، الذي بدا أنه بات يقبل بأن تكون سيادته على البلاد محدودة، البقاء في السلطة بدعم من حليفتيه روسيا وإيران في وقت وصلت فيه المحادثات من أجل إيجاد حلول تشمل انتقالا سياسيا، إلى نفق مسدود.
وأنهى خطار أبو دياب قائلا ” سنوات الحرب أرهقت سوريا وقسمتها إلى مناطق متعددة تخضع إلى تأثير خارجي على غرار ذلك الذي تمارسه إيران وروسيا وتركيا، دون أن ننسى المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الجهاديين. لذا يظل الوضع غير مستقر والأزمة الاقتصادية تتعمق يوما بعد يوم. رغم كل هذا، لا يهم بشار الأسد سوى التمسك بالسلطة وضمان الاستمرارية