التسوية السياسية بين الواقع والمأمول
بات واضحا للمراقبين للشان الانتقالي في السودان، ان حجم المشاكل التي تمر بها البلاد وتصاعد الازمة الراهنة يتطلب تضافر جهود السودانيين للتوافق على إقرار التسوية السياسية المرتقبة لتجاوز حالة الفراغ التنفيذي وتجاوز الأزمة الراهنة بتشكيل حكومة تنفيذية لإكمال الفترة الانتقالية. ونظرا لعمق الأزمة السياسية الحالية يطرح الخبراء تساؤل أساسي عن التسوية السياسية ومدى اهميتها وضرورتها في هذا التوقيت من عمر البلاد، ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين النعيم إن حالة التشظي وتصارع القوى السياسية مع بعضها البعض ومع المكون العسكري ترتب عليه تدهور الخدمات الاساسية للمواطنين وتسبب في العديد من النازعات القبلية وارتفاع حدة خطاب الكراهية. ورأي النعيم أن الأوضاع لا تحتمل مزيدا من التعقيد والفراغ التنفيذي .وشدد على ضرورة وجود حكومة تقوم بواجاباتها في تقديم الخدمات الاساسية للمواطنين والعمل على وقف التدهور الاقتصادي والقيام بواجاباتها تجاه حلحلت مشكلات المواطنين ووقف التدهور الاقتصادي والاجتماعية. وناشد الفرقاء من مختلف القوى السياسية والمكونات الأخرى بأهمية تناسي الخلافات جانبا والنظر الى مصلحة السودان. ولفت الى اهمية التوافق على رئيس وزراء لتشكيل الحكومة لتقوم بمهامها ومسئولياتها تجاه الوطن. وكان النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، قد أكد في خطابه بملتقى الإدارات الأهلية للتعايش السلمي لولايتي جنوب وغرب كردفان الذي أقيم بقاعة الصداقة في الخرطوم وقوفه إلى جانب التغيير بالبلاد ودعمه للتسوية السياسية. وقال النائب: (التسوية دي بتحييكم، بتحيي السودانيين كلهم، وتساوي الناس مع بعض، الناس تتكلم عن التنمية وإستقرار ونهضة السودان، طالما بيتكلموا عن كده، نحن تاني نقول شنو؟، دي نحن الحاجة العاوزنها). وحذر حميدتي من مغبة العودة إلى العهد السابق مؤكداً أن من يريد إرجاع السودان إلى ما قبل 2018م مخطئ. ويعتبر الخبراء حديث دقلو بشأن التسوية السياسية، هو فعل وحدث ينتظره الشعب السوداني.