الديمقراطية وحقوق الإنسان مجرد شعارات وأدوات لمحاربة الدول الضعيفة.. هل يعتبر العرب والافارقة
كشفت “الحرب الروسية الأوكرانية” بما لا يدع مجالا للشك بشكل فاضح ازدواجية المعايير وحقيقة السلوك الغربي العنصري تجاه شعوب الشرق الأوسط وأفريقيا وقضاياهم عامة والقضية الفلسطينية على وجه التحديد.
ففي الوقت الذي يصف فيه “الغرب” مقاومة الشعب الفلسطيني والعربي للاحتلال “الإسرائيلي” خلال حروبه واعتداءاته الإجرامية المتكررة بأنها “إرهاب”، تجده اليوم يشيد بتصدي الأوكرانيين للجيش الروسي ويمدهم بالمال والسلاح والمساعدات الإنسانية.
ولم تتوقف عنصرية الغرب عند هذا الحد، بل فرضت عقوبات جماعية كبيرة على روسيا، وجنّدت كل إمكانياتها بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي والفن والرياضة وكل المجالات دعما لأوكرانيا، عكس الذي تفعله تماما ضد الاحتلال “الإسرائيلي” أمام الفلسطينيين.
ويبدو أن أحد فوائد هذه الحرب أنها نبهت الشعوب العربية إلى حقيقة “الغرب” الذي طالما تغنى بأمور أثبت الواقع أنها “مجرد شعارات” موجهة للعرب، كالدعوة للتخلي عن القوة حتى لو كانت في مواجهة المحتل، واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية.
حول ذلك، كتب المحلل السياسي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني فايز أبو شمالة إنه “أثناء إلقاء الرئيس الأمريكي خطابه، صفق الحضور وقوفاً لمقاومة الشعب الأوكراني.. ثم ثم وصفوا المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وقرروا تقديم المساعدات للاحتلال الإسرائيلي!.
كما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا أن”من يتجاهل صورة السلوك الغربي مع الشعوب الشرقية، يفقد جزءاً كبيراً من حقيقة “الخداع الغربي” والمواقف الزائفة خلال الحروب والأزمات التي تعصف بدول الشرق العربية منها أو غيرها، فاعتبروا يا عرب”.
وقال الظاظا إن “الحرب الروسية الأوكرانية قد وضعتنا جميعاً أمام حقيقة بالغة الوضوح بأن القوة هي قيمة أخلاقية، وليست أداة للسيطرة فقط! فالشعب الذي يملك القوة الكافية لحماية حقوقه، يستطيع أن يصمد في ظل قوانين الغرب وقيمهم البدائية. ومن يتخلف عن حماية أمنه القومي فلن يتورع هؤلاء عن احتلال فناء بيته ومصادرة حريته بل سلب حياته”.
وأضاف: إنها سلسة من الإجراءات التي تعكس العنصرية الغربية، وهنا لا نتحدث عن العقوبات الاقتصادية أو الدعم العسكري لأوكرانيا، ولكننا نتحدث عن طبيعة السلوك الذي يستخدم عبارات تنم عن الحقد وتجاوز “القيم الغربية” و أخلاقيات “العالم الحر” التي كانت أوروبا والولايات المتحدة وكندا تتغنى بها، فتعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن تزويد أوكرانيا بـ “أسلحة فتاكة” في إشارة إلى وحشية القتل والتدمير.
وفي السياق، قال الكاتب والمحاضر الجامعي د. محسن الإفرنجي : “تضج المصطلحات التي يوصفون بها الحرب الدائرة أو الغزو أو العدوان. غير أن مصطلحا يأبى التسلل إلى قاموسهم الإعلامي والسياسي والعسكري وهو إرهاب لأن الحرب الدائرة ليس فيها طرفا إسلاميا.
وأضاف الإفرنجي : من يقاوم المحتل الغاصب فعليه أن يرهبه وأعوانه ولا يلتفت لتوصيف عالم كاذب مخادع. المقاومة حق.
من جهته، عقب الداعية الإسلامي “محمد سليمان حلس” على تصريحات الرئيس الأوكراني في بداية الأزمة بأن بلاده ستفتح باب التطوع للأجانب من الخارج، وكتب : “ماذا لو طلبت فلسطين نفس الطلب، أو طلبت سوريا …هل كان المجتمع الدولي المنافق ليصمت كما فعل مع تصريح الرئيس الأوكراني.
وأضاف : بريطانيا أول من لبى ذلك الطلب بتصريحات وزيرة خارجيتها. لكنها التصنيفات عندهم.. حلال عليهم ومشروع ، وحرام على المسلمين وإرهاب.
كما أعرب الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية عن تأمله إزاء “صور النازحين من الأبرياء أطفالاً ونساء وهم يهربون من شبح الموت في حرب روسيا وأوكرانيا”. وعقب قائلا إن “هذا الألم يسكن بداخلنا لأننا عشنا وجعاً مشابهاً لكن بدون تعاطف دولي، عشان وجع الفراق للأحبة، ووجع تدمير البيوت ووجع الهروب من الصواريخ”.
ونبه الناشط ثامر سباعنه، بأن هناك قضايا أخرى تستحق الاهتمام بالتزامن مع “حرب أوكرانيا روسيا”، وقال : “يمكن العالم كله مشغول بمعارك روسيا واوكرانيا.. لكن كفلسطينيين هناك معركه مهمه ومصيريه يخوضها اسرانا في سجون الاحتلال في هذه الايام ولابد من نصرتهم”.
أما الإعلامي والمُعلق الرياضي العُماني خليل البلوشي، فقد عقب على “الأزمة الروسية الأوكرانية” بالقول : “يا لها من سياسة قدْرة لعالم غير ىىىوي ويكيل بمكيالين، في الوقت الذي كان الاحتلال يرتكب المجارْر بحق أهلنا في فلسطين وتُقصف البيوت فوق رؤوس ساكينها، كانوا يقولون لنا: لا تخلطوا السياسة بالرياضة. لكنّ بان رْيفكم وحقيقتكم المعروفة للجميع ولكن الآن فوق الطاولة وليس تحتها، ىْْباً لكم”.
ولم يختلف المُعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي مع زميله، إذ كتب عبر فيسبوك أن “الغرب وأمريكا اغتنموا الفرصة للتكالب على روسيا، وليس للدفاع عن أوكرانيا، ولا عن المبادئ والقيم”.
وأضاف دراجي : “عنصريتهم المقيتة هي القاسم المشترك بينهم في عالم ظالم لا يرحم، مليئ بالتناقضات جعلت المحتل الإسرائيلي يتظاهر على أراضي فلسطينية محتلة ضد ما أسماه احتلال وعدوان روسي على أوكرانيا.
هل نسيتم العراق والصومال وأفغانستان هل نسيتم ضرب مصنع الشفاء والتصنيع الحربي السوداني.. الأمثل كثيييرة لكن هل يعتبر العرب والافارقة ويتجهو شرقاََ.