الصراع داخل الحرية والتغيير قديم وخفي والان خرج إلى العلن
نجح تحالف الحرية والتغيير في توحيد السودانيين/ات خلف مطلب رحيل النظام في تجسيد لملحمة شعبية سيحفظها التاريخ طويلاً .. سقط رأس النظام ومنذ ذاك التوقيت بدأت الحكاية .. فاتحة المطاف كانت الهوة التي بدأت تتسع تدريجياً بين قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة والصراعات حول الاستحواذ على اللجان وتجييرها حزبياً .. عقب تعيين حكومة الثورة بدأت تنتظم الوسائط حملة منظمة عنوانها #شكراًحمدوك و #تسقطقحت في تناسي لبداهة هي أن انتصار الثورة كان رهيناً بوحدة المؤسسات لا نجاح الأفراد. عقب ذلك انتشرت التصدعات لتوصم حكومة الثورة بالضعف وتنتاش الوزراء واحداً تلو الآخر ولم تستثني الحملة مدنيي السيادة كذلك. تواصل المهرجان بسلاسل من البيانات التي تصدر من قوى عديدة تؤسس لزيادة الشقة بين قوى الثورة .. تناسلت الأزمات لتضرب كيانات عدة (تجميد حزب الأمة ، الخلافات في نداء السودان ، التباينات داخل الجبهة الثورية ، الصراعات في تجمع المهنيين ، التصدعات في قوى الإجماع ، انقسامات المجتمع المدني ،… الخ).
لم تنتهي القصة بعد .. للقصة بقية فما من لجنة حي الا وبها خلاف .. تصاعدت وتيرة التباعد بين وزير الصحة والكيانات الصحية ، وتضج الوسائط الالكترونية بحفلات الشواء والشتيمة يتراقص حولها الجميع في حرب الكل ضد الكل.
هذه القصة ليست جديدة في بلادنا .. هي ذات حكاوي خلافات مؤتمر الخريجين وصراعات الديمقراطيات الاولى والثانية والثالثة.. كلها تنتهي بذات الخلاصة التي لخصها الشريف زين العابدين الهندي عليه رحمة الله “الديمقراطية دي بكرة كان جا شالها كلب ما في زول بقول ليهو جر”.
يعيد التاريخ نفسه كملهاة ومهما تذرع أحدنا بثوب البراءة وعلق الخيبات على أي شماعة كانت فإن الحل واحد أحد … هو أن نجاح المرحلة الانتقالية رهين بتوسيع القاعدة الاجتماعية لقوى الثورة وتنظيمها وتوحيدها .. هذه هي مهمة المهمات والتي لن تنجز الا بتصويب البصر نحو المهام ونقاش كيفية انجازها وتأجيل معارك الدرجة الثانية إلى ميقات نكون نمتلك فيه رفاهية هذه المعارك، فسفينة نوح التي نستقلها.
وفي آخر المطاف كان الصراع واضح وموقف باشدار ليس بعيد.. وان قسمت الحرية والتغيير إلى أكثر من جسم ولجان المقاومة تاهت بعضها ذهب إلى منزله حيث اسرته ومستقبله