العراق.. هجوم على قاعدة عسكرية تابعة للتحالف قرب مطار أربيل
مع تعرض قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي قرب مطار أربيل لهجوم عسكري ليلة الأربعاء، ثار الجدل بشأن المستفيد من مثل هذه الهجمات، لا سيما مع اقتراب الانتخابات المرتقبة في إقليم كردستان العراق.
وقالت وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق إن الهجوم نُفذ عن طريق طائرة مسيرة محملة بمواد متفجرة، أسقطت على المخازن النفطية في القاعدة، مما أدى إلى اندلاع حريق كبيرة تمت السيطرة عليه بعد قرابة ساعة من وقوعه.
تفجير مطار أربيل جاء متزامنا مع هجمات صاروخية تعرضت له “قاعدة زيلكان” العسكرية التركية قرب بلدة بعشيقة، شمال غرب مدينة أربيل بقرابة 70 كيلومترا، حيث يتمركز المئات من الجنود والآليات التركية، ويقومون بمهام التدريب لفصائل مسلحة تسمى “الحشد الوطني”.
مصدر أمني مطلع قال لموقع “سكاي نيوز عربية” إن هجوم مطار أربيل لم يسفر عن أي خسائر بشرية، لوقوعه داخل قاعدة التحالف الدولي، في القسم اللوجستي منه بالضبط، وليس في مهاجع ونقاط تواجد العسكريين، وإن الأجهزة الأمنية والعسكرية في الإقليم طوقت كامل المنطقة للتحقيق في تفاصيل الحادث.
وفي الوقت ذاته، أكد بيان لوزارة الدفاع التركية مقتل جندي تركي نتيجة الهجوم على قاعدة زيلكان، فيما أفاد أحد أهالي قرية كودات القريبة من القاعدة التركية لموقع “سكاي نيوز عربية” بوقوع أحد الصواريخ على طرف من قريتهم، مما أدى إلى إصابة امرأة.
تفجيرات أربيل الأخيرة تأتي بعد شهرين بالضبط من وقوع تفجيرات مشابهة في السادس عشر من فبراير الماضي، حيث قصف مطار أربيل الدولي ومحيطه بثمانية صواريخ كاتيوشا، أطلقت من منطقة قريبة جنوبي المدينة، مما أدى إلى مقتل مقاول مدني وإصابة جندي أميركي و5 متعاقدين.
وتوصلت التحقيقات المشتركة التي أجرتها أجهزة الأمن في إقليم كردستان إلى أن فصيلا مرتبطا بالحشد الشعبي المدعوم من إيران قد نفذ تلك الهجمة، وألقت القبض على واحد من المتورطين في العملية.
الباحث الكردي العراقي ريباز بنجويني قال في اتصال مع موقع “سكاي نيوز عربية” إن تفجيرات أربيل الأخيرة يمكن فهمها على 3 مستويات مركبة، لكل واحد منها وظائف خاصة يسعى المرتكبون إلى تثبيتها، موضحا: “يبدو أن الجهة المنفذة، وهي معروفة للغاية، لا تريد لإقليم كردستان أن يكون بقعة مستقرة، على غير باقي مناطق العراق، خصوصا بعد التوافق الاستثنائي الذي خطته القوى السياسية العراقية مجتمعة بشأن الميزانية العامة للبلاد”.
فـ”تكرار هذه الهجمات على إقليم كردستان، وبالذات عاصمته الحيوية، إنما هو محاولة لإعاقة ذلك، وضمن نفس السياق فإن إرباك الإقليم والوضع الداخلي عموما هو هدف الفاعلين لإعاقة إجراء الانتخابات البرلمانية العامة في خريف هذا العام”.
بنجويني المختص في الشؤون الأمنية تابع قائلا: “من جهة أخرى، فإن الطابع الإقليمي لهذه الهجمات واضح جدا. فلا يمكن لأحد أن ينكر بأنها تأتي غداة تعقد فرص نجاح المفاوضات الدولية بشأن ملف إيران النووي في فيينا، وبعد تعرض واحد من المفاعلات النووية الإيرانية لهجوم معقد، لذلك ثمة من يسعى لأن يخلط الأوراق الإقليمية تماما. بالضبط كما كانت الهجمات التي نفذت قبل شهرين من الآن، وكانت بمثابة رسالة تقول إن العراق سيدفع ثمنا غاليا ما لم تدخل الولايات المتحدة لمفاوضات مباشرة مع إيران”.