المبدئيون
:: (لا يمكن أن نكون الخصم والحكم)، هكذا لخص السياسي المخضرم، والقيادي بالحزب الشيوعي، الأستاذ صديق يوسف، أسباب استقالته من لجنة استئنافات إزالة التمكين، وذلك بعد ساعات من إعلان اسمه في عضوية اللجنة.. ومن المحن، لم يخطروا عم صديق عندما اختاروه عضواً في لجنة الاستئناف، ولم يستأذنوه، بل عينوه ثم نشروا القرار في وسائل الإعلام والتواصل، كما كان يفعل النظام المخلوع..!!
:: ومن الطرائف، عندما قرأ عم صديق قرار تشكيل اللجنة في وسائل الإعلام، توقف عند اسم العضو (صديق يوسف بابكر)، ثم اتصل ببعض صُناع القرار في الحكومة سائلاً عن الشخص المعني بصديق يوسف بابكر، لعدم وجود عضو بهذا الاسم في قوى الحرية والتغيير، فأجابوه بأن المعني (هو ذاااتو)، فأخبرهم بان اسمه صديق يوسف إبراهيم النور، و ليس صديق يوسف بابكر..!!
:: وبعد أن شكرهم على ثقتهم فيه، قدم درساً في الأخلاق والسياسة، وذلك بشرح أسباب الاستقالة كما يلي: (الهدف من لجنة إزالة التمكين تحقيق أحد مطالب قوى الحرية والتغيير، وهي في قراراتها تمثل قوى الحرية والتغيير، ولكن بما أنني عضو في قيادة الحرية والتغيير لا يستقيم أن أكون عضواً في لجنة استئنافات لقراراتها، العدالة أن لا يكون المستأنف أحد أعضاء اللجنة من قيادات قوى الحرية والتغيير) هكذا كان الدرس ..!!
:: وبعد ذلك اقترح عم صديق تشكيل لجنة الاستئناف من (قانونيين مستقلين)، أو أن يتم الاستئناف أمام القضاء، فتأملوا هذه الاستقامة.. لو أراد العمل بروح الانتقام والتشفي، أو كما وصف ياسر عطا عمل لجنة إزالة التمكين، لما قدم استقالة لسان حالها (لن أكون الخصم والحكم)، ولما اقترح أن يكون الاستئناف (قانونياً)، بواسطة قانونيين مستقلين أو محاكم قضائية.. عم صديق لا يتشدق بشعارات العدالة دون الإيمان بها، كما يفعل النُشطاء..!!
:: وهناك موقف آخر، لمخضرم آخر.. هل تذكرون د. مضوي إبراهيم؟.. أشهر سُجناء النظام المخلوع، و كان أحد المرشحين لرئاسة مجلس وزراء حكومة الثورة، و قد أعلن موقفه المحترم بكل شجاعة .. (لجنة التمكين تُسئ لملف حقوق الإنسان بالسودان، وهي لجنة سياسية بامتياز، وتقوم بذات الأعمال التي كان يقوم بها جهاز أمن البشير، وليس من المنطق أبداً أن يقوم سياسيون بفصل قضاة ووكلاء نيابة ثم نتحدث عن استقلالية القضاء)..!!
:: عم صديق ودكتور مضوي، وهناك آخرون – مبدئيون – اصطلوا بنار النظام المخلوع، ليسو ضد إزالة التمكين ومكافحة الفساد، ولكنهم ضد إزالة التمكين بالفوضى، وضد مكافحة الفساد بفساد آخر، ولذلك وثقوا شهادتهم للتاريخ.. فالتاريخ الذي يُحاكم اليوم ويلعن عصابات النظام المخلوع على قتل الأبرياء و مجازر الصالح العام ونهب الأموال، هو ذات التاريخ الذي لن يرحم من يتشدقون بالعدالة وهم لها كارهون و منها يتهربون ..!!
الطاهر ساتي