النيل الأزرق :تجليات العنف والكراهية
لو سألت طفلاً لم يبلغ الحلم عن أهم سمة ميزت خطاب (القحاطة)(الله يكرم السامعين) طيلة فترتهم (الانتقامية) لما تردد في القول بأنه خطاب كراهية٠
حين ابتدروه أول أيام ثورتهم المزعومة ذكرناهم بأن هذا الخطاب كارثي سيقود لنتائج وخيمة لن ينتج إلا قبحاً وعنفاً وصداماً وتقتيلاً ودماراً وفساداً سخروا من دعواتنا تلك وأصروا عليه واستكبروا استكبارا٠٠
حتي غندور ومن موقعه كرئيس للمؤتمر الوطني حين أعلن في أول تصريح سياسي له بأنهم اختاروا (المعارضة المساندة) ألقوه مباشرة في غياهب السجن بلا ذنب جناه فقط خشية ألا يسن سنة قول لين وموعظة حسنة؛ إنهم ألفوا العنف اللفظي وقول السوء وفاحشه دون مراعاة لنتائجه الوخيمة علي الوطن والمواطنين فكان أن نتاج ذلك الآتي:
١/ مزيد تشظٍ وتردٍ في الساحة السياسية٠
٢/ تجيير وهدم كامل لقيم المجتمع في (الجودية) وتطييب النفوس والتسامح والعفو والعرف والصفح عن المسئ٠
٣/ استسهال واسترخاص قتل الأبرياء علي نحو قتلهم مناصريهم في المظاهرات وقتل أفراد الشرطة والجيش أثناء تأدية واجبهم في الحفاظ علي ممتلكات الدولة والأمن لم يسلم من أذاهم حتي عميد الشرطة الذي قتلوه غدراً وخسةً٠
٤/ استبدال الحوار والجدال بالتي هي أحسن إلي عنف لفظي وجدال بالتي هي أخشن٠
ليرتد ذلك كله خاتمة سوء تنكيلاً وسخرية وازدراءً ووبالاً عظيماً عليهم تمثل في الآتي:
١/ ازدراء المجتمع لقياداتهم كلها كلها لم يسلم منها أحد فقد اضحوا موضع اساءة وسخرية
٢/ أضحوا منبوذين حتي في أوساطهم فما من مظاهرة لهم وإلا وقد شهدت طرد أحدهم وما أقاموا حشداً أو ندوة وإلا تبرع فريق منهم بالهتاف المعارض ضد المنصة٠
٣/ تميزت كل مؤتمراتهم الصحفية الأخيرة بانتقادات لاذعة لهم تجاوزت سقف اللياقة والأدب وتحولت إلي إزدراء وشتيمة٠
٤/ أمام ذلك لم يعد في الإمكان ظهور أي واحد منهم في مكان عام وإلا وولي الدبر من آثار الضرب والركل مختبياً ولو في (كوفير) علي نحو ما صنع الرويبضة عرمان٠
٥/ معظم اجتماعاتهم تحولت لحلبة ملاكمة وقذف بالكراسي والأحذية وغالباً تنتهي بمأسأة ينقل أحد أطرافها إلي المستشفي٠
لكن من أسف وأه من لكن هذه مثل ذلك عدوي ما سلمت منها منطقة وما خلا منها مجتمع حتي النيل الأزرق التي ظلت نموذجاً صالحاً يحتذي به في قيم التعايش السلمي والتصاهر والتعاون والتوادد بين قبائله المختلفة تحول إلي بؤرة قتل واضطهاد وتشريد وقمع وظلم وتناحر وتجاذب بين مكوناته الأثنية٠
ما حدث بين الهمج والهوسا من فتنة لقي علي أثرها أكثر من أربعين شاباً مصرعهم مسؤولة عنها قحط(أكرمكم الله) التي جذرت وسقت وسوقت خطاب الكراهية هذا وحولته لخطاب ساعة وساحة لن ينجو منه فرد أو مجتمع فما تم في النيل الأزرق تم الاعداد والتخطيط له بدقة وعناية تمهيداً لخطوة قادمة هي بدء مرحلة اشعال الفتنة في كل أجزاء السودان وولايته المختلفة خطوة أولي ستستتبعها خطوة أخيرة اشعال الحرب الأهلية في الولايات الأخري ائذانا بتقسيم البلاد٠
راجعوا كل خطابات قيادات قحط (أكرمكم الله) لن تجدوا واحداً منهم شذ عن قاعدة الشتيمة والاساءة للآخر ولن تجدوا واحداً منهم أعلي من لغة التسامح ولن تجدواً واحداً دعي لنبذ التطرف والعصبية ولن تجدوا واحداً دعي إلي لم الشمل ووحدة الأمة رافضاً لسياسة الاقصاء والتنمر٠وآخرهم محمد الفكي سليمان والذي خاطب البرهان بكل وقاحة مصرحاً بكل لؤم أنهم اختاروا (المواجهة) أي الحرب علي القوات المسلحة٠
من الآخر ما حدث في النيل الأزرق خطة يسارية كاملة وهي بلا شك أحد تجليات خطاب العنف والكراهية التي انتجته وسنته قحط(الله يكرم السامعين)٠
نسأل الله أن يتقبل الشهداء ويداوي الجرحي٠
اللهم إنا نبرأ إليك مما صنعت قحط في النيل الأزرق من جراح وقتل ودمار٠
وإنا لله وإنا إليه راجعون