برنامج قحت للتفكيك يؤكد بداية الفشل
بدأت الحكومة الجديدة المتوقعة، وحتى قبل تشكيلها، قد استهلت برامجها والترويج لنفسها بموضوع التفكيك ، وأسلوب التفكيك هذه المرة جاء باشراف دولي مباشر ، وكانت تصريحات المسؤولين الجدد خلال الاسبوع الحالي ، كلها منذرة ومتوثبة للإنقضاض على المؤتمر الوطني، ومتوعدة الكيزان بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وأن الأجهزة العدلية قد تم تهيئتها لتكون أداة طيعة ، في تنفيذ منهج التفكيك الجديد ، وقد إحتكرت قوى الحرية والتغيير المركزية اختيار قادتها، وقال قيادي بالتغيير أن قوانينا جديدة سوف يتم تفصيلها وبالمقاس لقضايا التفكيك بما يشمل حتى أحكام القبضة على فرص الاستئناف والتظلم ، بل ومحاكمة كل من ينتقد/ يزعج قادة التفكيك الجدد، والصاق عليه تهمة إعاقة التحول الديمقراطي. هذا فضلا على تصريحات أعضاء لجنة التفكيك القديمة وهم يتوعدون بالشوط الثاني من التفكيك. إلا أن برنامج مؤتمر التفكيك المنشور، جاء مترجما لكل ذلك، وعبر منهج مكتوب بصورة مدروسة و مطبوخة وموسعة وممنهجة ، تمزقت قحت قصارت قوى التغيير المركزي تفقد كل يوم أراضيها السياسية، فهي محاصرة من الشيوعي، ومن البعثي ومن لجان المقاومة ومن الحركات المسلحة، ومن حليفها العنيد عقار ، حتى فولكر وصفهم بأنهم غير مقنعين للشارع. هذا هو موقفهم. ويبدو أنه ليس لديهم مخرج من هذا الموقف العصيب إلا باستدراج الاسلاميين الى مواجهة سياسية. والتكسب السياسي من خلال هذه المواجهة وعبر شعار التفكيك المضمون، رغم عواقبه على النسيج الاجتماعي. إذن فان الموضوع في جوهره مجرد استدراج قاسي للاسلاميين الى ميدان الوحل، واستفزاز خشن لهم لخوض معارك مباشرة تخفف على قوى الحرية والتغيير متلازمة الفشل ، ولكن هل سيصمت الإسلاميين هذه المره ، وترك عشرات الآلاف من الموظفين ومئات الآلاف من الاسر والزوجات والأطفال، ان تتركهم وهم يدفعون فاتورة الظلم والفصل عن العمل والاعتقال ومصادرة الأموال والشيطنة والتشهير، مرة أخرى .