تحالف تقوده السعودية يوجه ضربات للعاصمة اليمنية بعد هجوم عدن
قصفت طائرات مقاتلة تابعة لتحالف تقوده السعودية أهدافا في العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين يوم الخميس ردا على هجمات على مدينة عدن الجنوبية الساحلية يوم الاربعاء وقعت لدى وصول مسؤولين من الحكومة المدعومة من الرياض إلى هناك.
واتهم التحالف جماعة الحوثي التي يقاتلها منذ ست سنوات بشن الهجوم على مطار عدن وهجوم آخر على القصر الرئاسي.
وقال سكان إن ضربات التحالف يوم الخميس أصابت مطار صنعاء وعدة مواقع أخرى في المدينة وما حولها. وأضافوا أنهم سمعوا دوى انفجارات وحلقت طائرات حربية في السماء لبضع ساعات.
وقال تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين إن الطائرات قصفت 15 موقعا على الأقل في أحياء مختلفة بالعاصمة. ولم ترد تقارير فورية عن سقوط قتلى أو جرحى.
ومنذ اندلاع الحرب قتلت الضربات الجوية الآلاف بينهم مدنيون.
لكنها كانت أقل تواترا في السنوات الأخيرة مع جمود الصراع في حين سيطرت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على أغلب المراكز السكانية وتمركزت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المعترف بها دوليا والمدعومة من الرياض وبعض القوى الغربية، في عدن.
وطغى صراع السلطة بين حكومة هادي وانفصاليين جنوبيين على الحرب الأساسية. وسعت السعودية لتوحيد الجانبين من أجل التركيز على قتال الحوثيين.
مسامير من الصلب
قُتل 22 شخصا على الأقل وأصيب عشرات في هجوم يوم الأربعاء على مطار عدن بعد لحظات من هبوط طائرة تقل وزراء الحكومة الجديدة من السعودية. ووقع هجوم آخر على قصر المعاشيق الرئاسي في عدن والذي نُقل إليه أعضاء الحكومة بسلام.
وقال تحالف تقوده السعودية في بيان إنه أسقط طائرة مسيرة مفخخة أطلقها الحوثيون حاولت استهداف قصر المعاشيق.
وأضاف البيان “قيادة القوات المشتركة لل تحالف تدين وتستنكر الهجوم الإرهابي الجبان الذي وقع بمطار عدن اليوم، كما أن هذه المحاولة الإرهابية البائسة لاستهداف قصر المعاشيق تؤكد مسؤولية الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران عن الاعتداء الإرهابي الجبان على مطار عدن الدولي أثناء وصول دولة رئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة اليمنية”.
ولم يرد تعليق من الحوثيين الذين نفوا في وقت سابق مسؤوليتهم عن الهجوم على المطار.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود للإغاثة الإنسانية إن 19 شخصا تلقوا علاجا بعد إصابتهم بجروح في المستشفى التابع لها في عدن.
وقال أحد الناجين ويدعى ناصر مبارك “أصاب الصاروخ بوابة صالة الوصول وكنا على بعد بضعة أمتار فحسب… أخرجنا أشخاصا يصرخون، ثم أدركت أنني أنا نفسي مصاب”.
ورقد مبارك على أحد أسرة المستشفى التابع للمنظمة مع آخرين أصيب معظمهم بشظايا. وعرض الطاقم الطبي مسامير من الصلب استخرجوها من أجساد بعض الضحايا.
وتشهد مدينة عدن الجنوبية الساحلية أعمال عنف بسبب خلاف بين الانفصاليين وحكومة هادي التي اتخذت من المدينة مقرا بعدما أخرجها الحوثيون من العاصمة في عام 2014.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، الذي يسعى إلى استقلال جنوب اليمن، حكما ذاتيا في عدن في أبريل نيسان الماضي، مما فجر اشتباكات وعقَّد جهود الأمم المتحدة الرامية إلى وقف دائم لإطلاق النار في الصراع اليمني.
ويضم التشكيل الحكومي الجديد أعضاء من المجلس الانتقالي الجنوبي في مجلس وزراء هادي في محاولة لتحقيق الهدف السعودي الرامي لإنهاء النزاع. وقال رئيس الوزراء معين عبد الملك إن جميع أعضاء الحكومة بخير وسيبقون في عدن رغم الهجوم.
وكان هناك مسؤولون بالحكومة بين ضحايا هجوم المطار. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن في بيان إن ثلاثة من موظفيها قتلوا في الهجوم كذلك.
وقالت سارة الزوقري المتحدثة باسم اللجنة في الشرق الأدنى والأوسط إن نحو 12 موظفا كانوا متجهين من صنعاء إلى جيبوتي وتوقفوا لفترة قصيرة في مطار عدن عندما وقع الهجوم.
وأضافت “ما زلنا في صدمة ونحاول استيعاب كل شيء حدث منذ أمس”.