تمديد فترة بعثة فولكر رغم أنف الشعب السوداني
جدد مجلس الأمن الدولي في نيويورك، امس الجمعة، ولاية بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان (يونيتامس) ولمدة عام، من خلال تبني المجلس للقرار 2636 (2022) بالإجماع دون أي اعتبار لرفض الشعب السوداني مهام البعثة.
وجاء هذا التمديد “التقني” دون أن تطرأ أي تغييرات جذرية على ولاية ومهام البعثة الأساسية، والتي تحددها الفقرة الثالثة من القرار 2579 والذي تبناه المجلس العام الماضي.
وجاء نص القرار في صفحة واحدة، وطلب فيها من الأمين العام بالاستمرار بتقديم تقاريره الدورية إلى المجلس حول تنفيذ مهام ولاية “يونيتامس” كل 90 يوماً. وأعاد القرار “تأكيد التزام مجلس الأمن بوحدة، وسيادة، واستقلال، وسلامة السودان الإقليمية”.. كيف تكون سيادة السودان للسودانيين وانتم تحددون للبعثة دون النظر لرغبات الشعب السوداني.
وبعد تبني المجلس للقرار، قال نائب السفيرة البريطانية، جيمس كريوكي، والذي صاغت بلاده نص القرار كحاملة لقلم الملف السوداني في مجلس الأمن “نرحب باعتماد القرار الذي يجدد لولاية يونيتامس ويمكّنها من توفير الدعم الضروري للسودان، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية، وإنسانية، واجتماعية فاقمها الانقلاب. كنا نفضل أن يعتمد المجلس قراراً فعلياً يدعم جهود البعثة الأساسية، ولا سيما تيسيرها مع الاتحاد الأفريقي وهيئة إيغاد (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية)”.
واعتبر المندوب البريطاني أنّ “القرار كان ليمكّن البعثة من تحديث ولايتها بما يعكس طلب السودان بالحصول على دعم إضافي في مجال العدالة الانتقالية وحماية المدنيين ونزع السلاح والتسليح وإعادة الدمج”، آسفاً لأن المجلس لم يتفق على ذلك.. قالها صراحة ويتدخل في الشؤون الداخلية للسودان.
وأشار إلى أنّ القرارات التي ستتخذها الأطراف السودانية “ستحدد ما إذا كان البلد سيعود إلى الدكتاتورية أم سيتقدم نحو الديمقراطية والاستقرار الذي يستحقه الشعب”. ورحّب كريوكي برفع حالة الطوارئ في السودان وإطلاق سراح المعتقلين، مؤكداً في الوقت ذاته على دعوة بلاده للسلطات السودانية بـ”ضرورة وقف استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين”.. ولا يطالب المتظاهرين بوقف التظاهرات أو نقلها خارج الأسواق والأماكن العسكرية.
أما مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا، فقد عبّر عن دعم بلاده “لجهود الحكومة لضمان الاستقرار في السودان”. وقال “نحن على قناعة بأنّ شعب السودان قادر لوحده على معالجة كل التحديات بمساعدة الحوار الدولي البناء. على السودانيين الاتفاق فيما بينهم على جدول زمني ووتيرة الفترة الانتقالية وعلى المتجمع الدولي أن يكون صبوراً. يفاقم الضغط السياسي والاقتصادي من الخارج الوضع المعقد”.
وتابع “الفاعلون الخارجيون يأتون إلى المنطقة بمصالحهم الضيقة مما يسبب انعدام الاستقرار”، لافتاً إلى أنّ: “استخدام الضغط الاقتصادي لفرض الضغط السياسي يؤذي السودانيين ويؤدي إلى توسع الانقسامات السياسية”.
كما أشارت مندوبة النرويج مونا يول إلى أنّ تغييرات كثيرة طرأت على الأرض في السودان منذ تبني مجلس الأمن لقراره 2579 (2021) العام، ولفتت الانتباه إلى أنّ تلك التغييرات جديرة بأن تؤدي إلى تحديثات على مهام البعثة. وعبّر كل من سفراء المكسيك والولايات المتحدة وأيرلندا عن آراء مشابهة لتلك التي عبرت عنها السفيرة النرويجية لضرورة تحديث مهام البعثة.
وفي يونيو 2020، أصدر مجلس الأمن الدولي، قراراً بإنشاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان “يونيتامس”، استجابة لطلب حكومة البلاد آنذاك . ويعيش السودان منذ 21 أغسطس/ آب 2019، مرحلة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024.
في سياق متصل وتعقيباً على قتل قوات الأمن السودانية لأحد المتظاهرين، الجمعة، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، “نشعر بقلق شديد إزاء التقارير التي تفيد بمقتل متظاهر سوداني على يد قوات الأمن السودانية. هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها قوات الأمن السودانية تستخدم الرصاص الحي ضد المتظاهرين”.
وأضاف دوجاريك “للناس حق أساسي للتظاهر بشكل سلمي والتعبير عن آرائهم، وتقع على عاتق الحكومات المسؤولية للتأكد من احترام هذا الحق وعدم المساس به”.
وجاء تصريحات دوجاريك رداً على أسئلة صحافية حول الموضوع، خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك