ثروة راشد الغنوشي تثير جدلاً واسعاً في تونس و حركة النهضة ترفع دعوي قضائية
أثار تحقيق صحافي عن ثروة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي جدلاً واسعاً في تونس، وأعاد إلى الواجهة التدقيق في مصادر تمويل الإسلاميين وحزبهم، التي بقيت نقاشات واتهامات لم تصل إلى نتائج أو إدانة واضحة.
وأعلنت “حركة النهضة” قبل يوم، رفعها دعوى قضائية ضد صحيفة الأنوار التونسية وناشر مقال قالت إنه “مضلل”، وأضافت الحركة في بيان أن الصحيفة “عمدت إلى نشر مقال تدّعي فيه زوراً على رئيس الحركة ورئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي امتلاكه آلاف المليارات، وإدارته شبكات أسلحة قارّية وغيرها من الادعاءات الكاذبة”، مشيرة إلى أنها تقدمت بعدد من القضايا ضد بعض الشخصيات التي “اتهمت زوراً حركة النهضة وقياداتها وقادت حملات تحريض وتشويه ضدها”.
كما دعت جميع صانعي الرأي العام في تونس إلى التحري عن المعطيات وتجنب استهداف الأشخاص وأعراضهم، والحذر من إشاعة أخبار زائفة تهدد الاستقرار وتمسّ بصورة البلاد وتجربتها الديمقراطية.
الغنوشي من أثرياء تونس
وفي تحقيق مطول لصحيفة “الأنوار” بتصدّر ثروة راشد الغنوشي قائمة أثرياء تونس بثروة لا تقلّ عن 2700 مليار دينار تونسي (حوالى مليار دولار أميركي).
وأشارت “الأنوار” إلى أنه في هذا السياق، تحوّلت المكاسب المالية الضخمة لعائلة راشد الغنوشي إلى حديث الساعة في تونس، حتى داخل قواعد “النهضة” ذاتها، إذ تتحرّك الانقسامات المتزايدة في الحركة حول سؤال محوري وهو: مَن كسب ومَن لم يغنم شيئاً ممّا يسمّى بـ”النضال السياسي”؟
وقال رئيس تحرير صحيفة “الأنوار” نجم الدين العكاري “نحن قرأنا بلاغ الحزب الإسلامي الذي أعلن فيه أنه رفع قضية ضدنا، ونحن ننتظر أن يصلنا ما يفيد تعهّد القضاء بهذه الشكوى”، مضيفاً “لا نخشى القضاء لأننا نعوّل على استقلاليته وعدم خضوعه لأية ضغوط، وعند المثول أمامه إذا تمت دعوتنا، سنقدم حججنا على ما نقول”، مواصلاً “التونسيون يعلمون أننا نتمتع بمصداقية أكبر من النهضة، لأنهم خبروها طيلة العشرية الماضية ولمسوا تلوّنهم وفقدوا الثقة بها”.
وحول اتهامهم بأن أطرافاً سياسية تدفع لهم، يوضح العكاري “محرر المقال معروف بصدقيته ومهنيته منذ 30 عاماً، أما عن الادعاء بأن حزباً معارضاً يموّلنا، فهذا فيه تشويه لنا ومحاولة ضرب خصمهم. وكل التونسيين يدركون حجم التضليل الذي تم استخدامه خلال الأيام الأخيرة، التي تكشف عن حالة الارتباك ومن ذلك الادعاء بأن صاحبة المؤسسة اتصلت للاعتذار من الغنوشي، وفبركة صورة تؤكد اللقاء وهي مأخوذة من اجتماع مرّ عليه عام وحضر فيه زميلان أحدهما غادر المؤسسة وأصبح مستشاراً للغنوشي والثاني توفي قبل خمسة أشهر”.