مقالات الرأي

ثم ماذا بعد مؤامرة كادوا.. يا الغرب


اعتقد ان جيشنا ومخابراتنا يقوم بذكاء بجعل اليساريين الطامحين فى حكم السودان بالقوة يكشفون بغباءهم مخططاتهم التى تدبرها لهم مخابرات امريكا التى تستغلهم لتحقيق مصالحها الاقتصادية وهم لا يمانعون فى ذلك طالما ان امريكا تعدهم باقصاء الكل وتنصيبهم حكاما على السودان كحماة لامن اسراييل من الارهاب الاسلامى بعد ان تدخلهم امريكى فى مجتمعها الدولى ، فبعد ان كانوا مناضلين ضد الرأسمالية الامريكية يقدسون روسيا اضطروا ان يصبحوا الان محاربين للارهاب الاسلامى الذى لا يوجد تعريف له بل هو غطاء لمشروع هيمنة امريكا على الاقتصاد العالمى بعد ان أصبحت الصين ودول بركس تكسب مكانتها الاقتصادية فى العالم ليتلاشى تدريجيا دور الدولار الامريكى فى التبادل التجارى العالمى بالذات بعد ان اعلنت روسيا ان حربها فى اوكرانيا ستغير نظام القطبية الاحادية وتساندها فى ذلك الصين بطرق خفية حتى الان والغريب ان دعاة الثورجية المبهورون بنظام امريكا الدولى الذى يظنون انه ( جمعية خيرية فى مجتمع دولى عادل او حتى لا يظنون ذلك ولكنهم يريدون ان يقنلعوا الحكم من الاسلاميين بخداع الشعب السودانى وليس عن طريق المنافسة الانتخابية ) ، كانوا قد اخرجوا وكلاؤهم فى امريكا مطالبين رئيس امريكا بعدم السماح لروسيا بالتواجد فى البحر الاحمر ، وكأن روسيا قد شيدت فعلا قواعدها ونافست امريكا فى ذلك ،هم يريودن ان يثبتوا لامريكا انهم مخلصون لها ولن يسمحوا بحدوث توازن استراتيجى فى البحر الاحمر ولقد فعلوا ذلك من قبل عندما سمعوا بوجود الرئيس اردوغان فى المنطقة و مع ان مصالح السودان تقتضى الدفع فى اتجاه ازالة القطبية الاحادية مع كل دول العالم حتى بعض دول اوربا التى تضررت من خدعة امريكا للعالم كله بجعل الدولار اداة لضمان تبعية شعوب العالم لها وتسييد صهاينة امريكى الذين يملكون مصانع السلاح على كل جنس بشرى فى العالم ،الا ان النخبة التى استعمالتها امريكا وخدعت شعبنا وبالذات شبابنا بعد ثورة ديسمبر وهى تدعى انها كفاءات جاهلة غير قادرة على فهم تلك الحقيقة او ربما انها تدركها ولكن لا يهمها تخريب بلادنا من اجل ان يصلوا الى الحكم بمساعدة امريكا التى ظلت تبحث عن دكتاتور مفضل فى كل دولة عربية او اسلامية يمكنها من تنفيذ مخططاتها الصهيونية القائمة على تخالف بين ملاك المصانع العابرة للقارات وقساوسة الكنيسة الصهيونية التى تعتقد بان المسلمون صاروا هم العقبة الوحيدة امام اكمال انشاء مملكة الرب المسيخ الدجال فى القدس وفقا لعقائدهم الصهيونية التى تقول بان حرب هرمجيدون سيقتل فيها كل مسلم ثم يعيشون هم بعدها فى سلام لمدة الف عام ثم بعد ذلك تقوم الساعة وهذه العقيدة للاسف يؤمن بها رؤساء امريكا الطبقة الحاكمه اما الشعب الامريكى المتعدد الاعراق فلا يعرف شئ عن ذلك ولا يريد ان يعرف وكل ما بهمه ام يعيش فى الملذات بعد ان اوهمه الاعلام الصهيونى بانهم هم افضل واقوى شعب فى العالم .
سمعت من عمنا الدكتور السعودى قال : حضرنا جون قرنق فى نفس الجامعه فى امريكا، وشعرنا بان المخابرات الامريكية كانت تركز عليه دون غيره من طلبة افريقيا ، فلما عاد وتمرد عرفنا سر ذلك .
وكان قرنق يسخر منا لاننا نطبق الشريعة التى يصفها ( بالفظه ) كجلد الزانى ،فقلت له عندنا يجلد فى حد الزنا فى المتوسط فرد واحد او اثنين فى السنه اما فى امريكا فيقتل يوميا العشرات لان هذا اختطف عشيقة ذاك او ذاك الصبى شك فى امه وعشيقها فاخذ رشاشه و قتل عشرات من اطفال حضانه مع مدرسيهم ، ولم اشأ ان اقول له ماذا يحدث عندكم فى جنوب السودان ؟
وحدثنى عمنا كان يعمل فى الفندق الكبير فى ستينات القرن الماضى ان زميلهم جنوبيا جاء ذات صباح وهو مبتهج ويوزع الحلوى فباركوا له ولما سألوه عن المناسبة قال ان زوجته وضعت ولدا فى جوبا ،فتعجبوا وقالوا له لكنك الان صار لك ثلاث سنوات لم تذهب الى جوبا ، فقال بكل اريحيه : نعم لقد تركت زوجتى مع ابن عمى امانه .
المنافقون كتاب جريدة اليسار كانوا ايام ديمقراطية الصادق يقولون : من حق قرنق ان يحكم السودان بالعالمانية لانه سودانى ولا اجد هنا الا ان ارد عليهم بقول الله تعالى ( افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين )
فتسالهم لكنه متمرد على حكومة انتخبت ديمقراطيا وكان يجب عليه ان يضع السلاح بعد الثورة ويكون حزبا ان اراد ويترشح وينافس كسودانى ، فيقولون لك بكل بلاهه : ان امريكا عالمانية لا تعترف بالشريعة ونحن لسنا ند لامريكا ، فلماذا تستعدونها علينا، وهنا يأتيهم رد الله تعالى : ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) .
وهم الان بعد ( ثورتهم ) يكررون نفس ضلالهم القديم بعد ان وقعوا مع ( الحلو) ميثاق علمنة السودان بالقوة بامر الامريكى ديفيد بيزلى الذي يحتل كاودا المحررة التى (حررها الحلو من جيش السودان الوطنى وسلمها لبيزلى الذي يملك مخزن ذهب يسميه بسطاء نوبة كاودا مخزن اليهودى والذي يهرب ذهب السودان من جوبا الى باريس) . راجع وكليبيديا
قال لى احد الذين ضللته اكاذيبهم : لماذا تعادون امريكا ،فقلت له : هل هناك سودانى ذهب وارتكب جريمة ارهابية فى امريكا ؟ قال لا ، قلت له اليست امريكا هى التى جاءت الى بلادنا وتسلمت من بريطانيا شغل الفتن والتنصير وتحريض الجنوبيين على المسلمين والعرب ،قال : نعم ، فقلت له كيف لنا ان لا نعادى امريكا وهى التى تريد ان تطردنا من السودان بدعوى ان السودان هو ارض الزنوج السود ولا مكان للاسلام والعروبة فيه، وهذا طبعا ما تريده امريكا بان يظل سكان جنوب السودان ( سكارى ) طول اليوم يشربون المريسة من ذرة اغاثات ( ريقان ) ولا يزرعون شيئا، حتى الثروة الحيوانية عندهم تبقى بلا تنمية ويحتفظ بها كمهر للنساء ويبقى السودان يستورد حليب البودرة من هولندا مع ان هولندا ليس فيها عشر عدد ابقار جنوب السودان ويبقى بيزلى يسرق ويحتكر ذهب ويوارنيوم الجنوب ودارفور واهلها نيام بالمريسة ، هل نستسلم ونبدل ديننا ولا نجاهد جهاد الدفع الذى هو فريضة خلف كل حاكم مسلم برا كان او فاجرا ؟
بعد كل الاجرام الذى فعلته امريكا واسقطت به حكومة الصادق المهدى المنتخبة لان برلمانها عام 86 كان اغلبيته مسلمه ( الامه والاتحادى والجبهة الاسلامية ولم يجد فيه اليساريون مقعدا فصاروا ذيولا لامريكا الراسمالية مضطرين لان شعب شمال السودان لفظهم ) بعد ان جاءت امريكا ودول ترويكتها بقساوستها ومنصريها ومخرجى هولى وود واعلامى الصهيونى نساءا وجالا وسكنوا فى الجنوب ( ليدى كوكس وهيلدا جونسون وكلونى واولبرايت….الخ ) وكذبوا، قام البشير بعد انقلابه بدعوة امريكا لاستئناف استخراج وتصدير نفط السودان وفقا للاتفاقية الموقعة مع نميري والتى علقتها امريكا بعد تحالف نميرى مع الترابى ولكن امريكا رفضت ( فأضطر) البشير الى شراء الامتياز من امريكا وتحويله للصين وبعد ذلك هددت امريكا الصين بان لا تستثمر فى السودان باكثر من عشرة مليار ف السودان واضطرت الصين للموافقه مرحليا حتى لا تفقد سوق امريكا الكبير.
ثم ساومت امريكا البشير اما ان يصبح عسكريا دكتاتوريا مفضلا لها ( كحسنى مبارك وقتها وخليفته الحالى) او ان يحاصر شعب السودان حتى يجوع ويقبل تقية امريكا وتمرير اجندتها بالتطبيع مع اسراييل والاعتراف بحق الصهاينة الازلى فى فلسطين وتهجير ما بقى من اهل فلسطين لسيناء والسودان .
افبعد ذلك يقال اننا عادينا امريكا ؟ لماذا لم تحاصر امريكا الدول العربية المجاورة لنا التى قالت ان شبابها هم من قادوا طايرات اسقطوا بها ابراج التجارة وحملت المسئولية للافراد الذين قاموا بالجريمة؟ وحاصرتنا نحن الشعب الطيب الذي شهد له سفير امريكا عام 93 بانه غير مقتنع بقرار امريكا حصار السودان بدعوى الارهاب .
اخيرا اذكر بان القسيسة هيلدا جونسون قالت : نحن فرحون بفصل جنوب السودان واقامه دولة مسيحية جديدة فى افريقيا بعد ان فشلنا فى تحويل السودان كله لدولة مسيحية) راجع وكليبيديا .
الان ارجو ان يتواضع كتاب جريدة (صوت امريكا الشيوعيةفى السودان الذين يكتبون من امريكا وكندا وخرطوم لاتفاوض ونحن ناس الشارع والشفاته وكنداكات يخلوا البوليس يجرى) ويعترفوا كما اعترف امثالهم من زلنطحية مصر بان الاخوان اكثر الاحزاب تنظيما وكفاءة لكن مشكلتهم عاوزين يقيموا دولة اسلامية على نسق الاتحاد الاوربى وعاوزين يحولوا فلسطبن لدولة طبيعية ديمقراطية كامريكا يعيش فيها المسلمين والمسيحيين واليهود مع بعض لكن بدون سيطرة تجار السلاح على من سينتخب لرئاسة فلسطين .
واود ان اذكر اخوانى في قيادات المؤتمر الوطنى والدولة عندما ذهبت اليهم وطلبت منهم تدعيم ( دكتور د . مرسي ضد الثورة المفبركة التى اطاحت به ) لكنهم وقتها منهم من زاغوا منى ومنهم من طيب خاطري بكلمتين ومنهم من قال لى بصراحة : نحن ما قدر امريكا وجيراننا من الشمال والشرق، وشاء الله ان سقطت حكومة د.م.محمد مرسي وبنفس فبركة امريكا التى اسقطت مرسي اسقطوهم بدون خجل و بوجود السفير الامريكى وسجنوهم مثل د.مرسي ومنهم من مات فى السجن ومنهم من خرج ومنهم من سيدخل اقامه جبرية ونقول لهم: هل تعلتم ما هى عاقبه خذلان اخاك المسلم؟ لعلكم لا تكرروها مع عمران خان واردوغان والغنوشي وكل من تسلط عليهم امريكا منافقيها من الروساء الذين انتخبتهم شعوبهم المسلمين وتحرض عليهم عساكر وعالمانية دكتاتوريين للانقلاب عليهم من قواعد اجريلك وهايكستب والمنستير …..
واختم بقول الله تعالى من سورة التوبة : ( لَا يَرۡقُبُونَ فِي مُؤۡمِنٍ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُعۡتَدُونَ (10) فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ (11) وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ (12) أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (13) قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ (14) وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
ثم قال تعالى 🙁 يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) ثم قال تعالي :
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ.
صدق الله العظيم .

م.نصرالدين محمود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons