جُبن…؟
و الجُبن أمام مواجهة الخراب هو التفسير الوحيد الذي يجده المحللون الآن ..
جبن المواطن السوداني عن مواجهة من يذبحونه ..
ثم شيء أسوا من الجبن ..
فما يجري هو
بعد عجز الشيوعي عن طحن السودان الشيوعي يجلب فولكر
فولكر الشيوعي الألماني ..
فالأمم المتحدة من بين الدنيا و العالمين لم تجد إلا شيوعياً لترسله للسودان ..
و فولكر يستعين بالسفارة البريطانية ..
يستعين بهذه لأنه أصبح معروفاً أن بريطانيا سفيرها الحالي و السابق كلاهما ممن يكره السودانيين كراهية عمياء
و أن السفير البريطاني كان يشهد الاعتصام ..
و بريطانيا ترسل إلى السودان و إلى فولكر … ترسل المراة تلك التي كانت سفيرة لبريطانيا في السودان و التي أرادت أن تصرف تعليمات للبشير ..
و بصورة جعلت البشير يصرف لها بركاوي …. و يطردها ..
المرأة هذه في لقائها بالبشير كانت تجلس و هي تضع . ساقا فوق ساق … مما يعتبر في البرتوكول إشارة مهينة … ثم تنحني للإمام و تتحدَّث بلغة من يعطي إنذاراً …. و هذا معروف في لغة الدبلوماسيين .. و تأمر البشير أن يفعل كذا
و البشير يفعل شيئاً …
فمن المعروف أن اللقاءات تنتهي بعد زمن محدد..
لكن البشير يسمع كلام المرأة هذه ثم يقف كأنه يقفز ثم يوجِّه كلامه للياور و يقول
( المرا دي وروها الباب بي وين… ) .
و الحقد … حقد الإذلال الذي تحمله المرأة يجعلها مناسبة جداً لإشراكها مع فولكر في مشروع طحن السودان ..
و المرأة هذه تدخل السودان ضمن واحدة من المنظمات الألف التي تتغطى بها المخابرات الدخول السودان ..
لكن ذكاء المرأة / التي تطمئن تماماً الغباء السودانيين يجعلها تعمل مع الشيوعيين تقريبا دون غطاء ..
و ( الفيلا) تلك في شارع المطار تلتقي فيها المجموعات كل ليلة و يدخل كلهم من الباب الجنوبي …. ربما لأن الباب الغربي يحتفظ به سراً لدخول القيادات فقط ..
…….
و غباء و جبن المواطن السوداني هو موضوع أنس السفارات … و يستشهدون فيه بأن ألف شيوعي دون جيش هم الذين يرجُّون السودان الآن رجاً بينما ملايين الناس يختفون في بيوتهم و الجيش يضطر للقتال دون ظهر يستند إليه
و عن أن السوداني يقاد من أذنه بعض الشيوعيين الذين يشعرون بالعظمة.. حين يجالسون موظفي السفارات يحكي حكاية الترانسستور ..
و يحكي كيف أنه أيام ظهور الترانسستور كان بعض السودانيين يشهدون المباريات في الاستاد و هم يحملون أجهزة الراديو يستمعون لوصف المباراة التي يشاهدونها و يصدِّقون ما يسمعونه و ليس ما يرونه ..
قالوا : لهذا ما يقود السوداني هو الإشاعات و ما تطلقه مكاتب الشيوعي على مواقع الشبكة ..
يصدِّق الناس هذا و ليس ما يرونه ..
…..
و سفارات إذا تعمل ..
و الشيوعي إذاً هو من يدير البلاد ..
و لعل الإدارة هذه كانت هي ما يجعل مظاهرة أمس الأول يسقط فيها قتلى
قتلى …. قبل المغيب لأن الشيوعي يريد أن يملأ أيدي فولكر بتهم جديدة قبل اللقاء القادم فالسيد فولكر يطلب منه الشيوعي أن يجعل البرهان يعطيه أربع وزارات …
و أن يحرص… كما ظل يحرص بالفعل على عدم إدانة لجان المقاومة مهما فعلت
و أن يحرص على تكرار أنه لن يسمح للمؤتمر الوطني بالعمل ..
………
و المراقبون من يدهشه منهم أن الرجل هذا يتدخل في صميم سيادة الدولة و يبحث عن تفسير لا يجد إلا تفسيراً واحداً هو أن مجلس السيادة هو الآن دون سيادة ..
و دون سيادة لأن المجلس الآن … خائف
الخوف الذي يمكن تفسيره بكل معاني الخوف … من الخوف المبتذل الذي يجعل الخائف يجري و حتى الخوف الذي يعني الشعور بالحذر ..
……….
و الخوف يعني وجود الخطر
و وجود الخطر هو ما يفسِّر إجتماع مجلس الأمن و الدفاع أمس الأول
و بنود البيان هي إعلان كامل بالخوف هذا
و أنت المواطن تقرأ بنود البيان و تطمئن
تطمئن إلى أن شعور الدولة بالخطر هذا هو الخطوة الأكبر لمنع الخطر
ثم أنت المواطن تعود إلى عقلك و تسأل
: – متى قامت الدولة بتنفيذ شيء مما تقول
و بيان المجلس الذي هو إعلان بالخوف أكثر مما هو إعلان بالاطمئنان يقول
إستكمال التحقيق في الأحداث الأخيرة و المتورطين
( في الساعة ذاتها كان قتلی جدد يسقطون لأن إستمرار سقوط القتلى ضروري للجهات المعروفة)
و يقول البيان
تأسيس قوة خاصة لمواجهة التهديدات المحتملة
( و الجملة تعني أن خرابا حقيقياً يقترب …
و يعني أن إقترابه لا يسمح بتدريب مستجدين … و يعني أنه لا بد من إستخدام جهة معينة
و المراقبون قالوا إن أيدي البرهان مقيدة )
و البيان يقول
الإفراج عن المعتقلين
الإفراج عن المعتقلين و المعتقلون .. القضاء يطلقهم، و البرهان يعيدهم
و القضاء يطلقهم والبرهان يعيدهم
و بيان البرهان يقول… إفراج
……
و السودان الآن بعضه هو هذا
و لعلك تبحث عمن يحتفظ لك برٲسك في دولابه حتى حين
أو حتى يخرج الناس خلف القوات المسلحة
أو …
اسحق احمد فضل الله