عادت الحشرة القرمزية مرة أخرى لتجتاح مساحات واسعة من نبات الصبار في بعض المناطق الزراعية في المغرب، مما أثر سلبا على إنتاج فاكهة التين الشوكي، وكبد المزارعين خسائر مادية جسيمة.ويستهدف هذا النوع من الحشرات المدمرة نبات الصبار بشكل خاص، حيث يعمل على امتصاص سوائله مما يؤدي إلى جفافه وموته.وفي أواخر عام 2014 تم لأول مرة الإبلاغ عن ظهور الحشرة القرمزية المعروفة بانتشارها الواسع في الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية بأميركا والمكسيك، في منطقة سيدي بنور (وسط المغرب)، ويؤكد الخبراء أنها لا تشكل أي خطر على صحة الإنسان أو الحيوان.وقد وضعت وزارة الفلاحة المغربية منذ عام 2016 خطة طوارئ لمواجهة الحشرة القرمزية، بالموازة مع الاعتماد على المكافحة البيولوجية واقتلاع ودفن النباتات الموبوءة، كما تمكن باحثون زراعيون مغاربة من تحديد 8 أصناف من الصبار تتميز بمقاومتها العالية للحشرة الضارة.
ويقبل المغاربة بشكل كبير على استهلاك فاكهة التين الشوكي التي يطلقون عليها اسم “الزعبول” أو “الهندية” خاصة خلال فصل الصيف، ويتراوح سعرها بين نصف درهم ودرهمين للحبة الواحدة، وتعرف بقيمتها الغذائية العالية.تدمير الحقول ومعاناة السكانويشكو عدد من الفلاحين المغاربة من الأضرار الجسيمة التي لحقت بآلاف الهكتارات من الصبار بسبب هجوم جحافيل من الحشرة القرمزية على الأراضي الزراعية، مما يجهز على مورد رزقهم الوحيد، ويقض مضجع سكان تلك المناطق.يؤكد حسن بوشيت، الذي يملك مزارع لنبات الصبار بمنطقة صبويا بسيدي إفني (جنوبي المغرب)، أن الحشرة القرمزية التي تتكاثر بشكل كبير خلال فصل الصيف، وترتفع أعدادها إلى مستويات عالية، قد دمرت حقول الصبار وتسببت في إتلاف حوالي 90 في المئة من المساحة المخصصة لهذه الزراعة.ويضيف بوشيت لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هذا الوضع قد ألحق أضرارا اقتصادية واجتماعية وبيئية سواء بالفلاحين أو السكان المحليين، الذين اضطر عدد منهم إلى الهجرة نحو مناطق أخرى بحثا عن مورد رزق جديد. ويشير المزارع إلى المعاناة التي يعيشها سكان المناطق المتضررة من هذه الحشرة الضارة، جراء انجذابها نحو مصدر الضوء ليلا، وهو ما يجبر قاطني البيوت على إطفاء الأضواء، ويفرض عليهم العيش في الظلام.وفي ظل صعوبة القضاء على هذه الآفة، يدعو بوشتيت إلى ضرورة إنشاء أنشطة اقتصادية أخرى مدرة للدخل، في انتظار أن تثبت أصناف نباتات الصبار المقاومة للحشرة القرمزية فعاليتها ونجاعتها.صعوبة القضاء على الآفةويحذر عدد من النشطاء المدنيين في مناطق زراعة الصبار من الخطر الذي يحدق بتلك المناطق التي يعتمد اقتصادها بالأساس على الصبار، ويطالبون باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الآفة وحماية المحاصيل من التلف. في هذا الصدد، يؤكد عبد الجلال بورويدي، الفاعل المدني في منطقة صبويا بسيدي إفني، أمام استحالة القضاء بصفة نهائية على الحشرة القرمزية، فإن الجهود الحالية تنصب فقط على منع انتشارها وتدميرها للمزيد من المساحات المغروسة بالصبار.