حمدوك لا يمكن ان نذهب الى الامام بدون جهاز مخابرات محترف وبه كفاءات
ترحَّم رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك على شهداء ثورة ديسمبر المجيدة الذين مهروا بدمائهم هذه الثورة العظيمة، موضحاً أن شعار الثورة “حرية ، سلام ، عدالة” بمثابة البوصلة التي تقود هذا الانتقال المعقد المليء بالتحديات والمطبات.
جاء ذلك لدى زيارته اليوم مقر جهاز المخابرات العامة وتقديمه تنويراً لقادة ضباط الجهاز من رتبتي اللواء والعميد حول أولويات حكومة سلام السودان ومختلف قضايا الانتقال الديموقراطي
بحضور وزير شؤون مجلس الوزراء المهندس خالد عمر يوسف ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول ركن جمال عبد المجيد.
وقال رئيس الوزراء أن النموذج السوداني القائم على الشراكة بين المدنيين والعسكريين وقطاعات مهمة جداً من قوى شعبنا الحية نموذج يقوم على تفاهم ورؤية واضحة لتجنيب البلاد شرور الانزلاق لمآلات دول قريبة وبعيدة منا
وأضاف في هذا الصدد” اعتقد جازما بأننا محصنين تجاه ذلك ” مستدلاً في ذلك بالانتقالات العديدة التي شهدها السودان موضحاً أن الانتقال للاستقلال تم بإجماع فريد من السودانيين بجانب انتقال اكتوبر وأبريل وديسمبر.
وأقر رئيس مجلس الوزراء أن الانتقال هذه المرة معقد وصعب وبه الكثير من القضايا موضحاً أن البلاد تشهد الآن الانتقال من الحرب للسلام ومن الشمولية للديمقراطية ومن التشظي والإحتراب والانقسامات الإثنية والجهوية والقبلية للوطن الواحد مؤكداً عزم الحكومة على معالجة التحدي وتحسين الوضع المعيشي.
حكومة الثورة
وأكد د. حمدوك أن حكومة الثورة الثانية التي تم تشكيلها مؤخراً جاءت استجابة لاستحقاقات سلام السودان وتمثل قطاعات واسعة من الشعب السوداني لأول مره في تاريخ البلاد
مبيناً أن الحكومة توافقت على خمس أولويات تمثلت في الاقتصاد والسلام وإصلاح الأجهزة الأمنية فضلاً عن العلاقات الخارجية وقضايا الانتقال .
وكشف رئيس الوزراء أن إصلاح الأجهزة الأمنية يشمل القوات المسلحة بكل فصائلها وجهاز المخابرات العامة والشرطة، وأكد د. حمدوك على أهمية الدور الكبير للأجهزة الأمنية
في ظل الأنظمة الديمقراطية واضاف في هذا الصدد “دور الأجهزة الأمنية في ظل الأنظمة الديمقراطية دور مهم وكبير وكل المجتمع يحتاجه”.
كما أكد رئيس الوزراء على أهمية دور جهاز المخابرات العامة في تحقيق الأمن بمفهومه الشامل وأضاف قائلاً “ما في بلد ممكن يستقر ويمشي لي قدام بدون ما يكون لديه جهاز مخابرات فاعل محترف وبه كفاءات عالية جداً”.
وقال رئيس الوزراء “نطمح لدور مهم جداً لجهاز المخابرات لاسيما وأنه يمتلك كفاءات عالية”، مشيراً إلى أن انفتاح السودان ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب سيفتح مجالات واسعة وكبيرة
في خلق امكانيات وعلاقات لجهاز المخابرات للتواصل مع كافة أجهزة المخابرات في العالم على أُسس احترافية ومهنية بما يسهم في تطوير قدرات الجهاز ومنسوبيه.
وأشاد رئيس الوزراء بالدور الكبير الذي قام به عدد من منسوبي جهاز المخابرات في متابعة ملف إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب لحظة بلحظة
والدور الكبير الذي ظلّ منسوبي الجهاز بفريق العمل الحكومي يقومون به وبكل احترافية حتى لحظة الخروج من هذه القائمة، كأحد النماذج الناصعة للتنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة.
وأقر رئيس الوزراء أن التحدي الاقتصادي يمثل أكبر تحدي للفترة الانتقالية مشدداً على أهمية دور جهاز المخابرات خاصة إدارة الأمن الاقتصادي في الاحكام مع بقية الأجهزة المعنية في ضبط الأسواق
ومكافحة تهريب موارد البلاد مثل الذهب والعملة وأضاف” الجهاز لديه دور كبير جداً في هذه المسألة ولابد من التكاتف لخلق وطن وسودان جديد يسعنا كلنا
وجدد رئيس مجلس الوزراء أن السودان غني بموارده البشرية والطبيعية ومؤهل لأن يكون أفضل بلد في هذه المنطقة، داعياً في هذا الصدد إلى ضرورة تضافر الجهود والعمل الجماعي لتحقيق سودان جديد، مُؤمِّناً على دور جهاز المخابرات في هذا الشأن.
وقال رئيس مجلس الوزراء حمدوك ” نحن كسودانيين نحتاج أن نصل لتصالح مع تاريخنا البعيد والقريب الذي به تحديات كثيرة” داعياً للعمل على حلحلة القضايا المُعلَّقة تاريخياً كالعدالة الانتقالية
مُشيراً لدور جهاز المخابرات في هذا الجانب بما يؤدي لإصلاح تاريخ بلادنا. وعبر رئيس مجلس الوزراء عن سعادته بهذا اللقاء واعداً بمزيد من اللقاءات خلال الفترة المقبلة.
التغيير
من جانبه أوضح مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول ركن جمال عبد المجيد أن زيارة رئيس مجلس الوزراء لجهاز المخابرات العامة جاءت في وقت تشهد البلاد فيه تحولا كبيراً
مؤكداً التزام جهاز المخابرات العامة بدوره الوطني ودعم مسيرة الثورة والتغيير وجاهزيته لأداء واجباته الوطنية في دعم الاستقرار وصون الأمن القومي بكل مهنية واحترافية .
واوضح الفريق جمال أن الجهاز يعمل بانسجام تام مع كافة مؤسسات الدولة والمنظومة الأمنية في الحفاظ على الأمن ضد كل المهددات المختلفة
خاصة تلك المتعلقة بضبط الجرائم وتهريب السلاح والذهب، بجانب وقف الجرائم التي تستهدف تخريب الاقتصاد وغيرها من الجرائم المنظمة بالتنسيق والتعاون مع أجهزة المخابرات الصديقة والشقيقة .
وأكد الفريق أول ركن جمال أن جهاز المخابرات العامة في كامل جاهزيته لتأمين البلاد ضد أي مخاطر أمنية وهو سند لكافة المؤسسات من خلال رفدها بما تحتاج له من معلومات . وأضاف ” عكفنا على هيكلة الجهاز وتدريب كوادره لأداء مهامه وفق الوثيقة الدستورية.
هذا واختتم رئيس مجلس الوزراء زيارته باجتماع مغلق مع هيئة قيادة جهاز المخابرات العامة والتي تتكون من مدير الجهاز ونائبه والمفتش العام وقادة الهيئات ونوابهم، بحضور وزير شؤون مجلس الوزراء.