سوريا..18 مرشحا لمنافسة الأسد بالانتخابات الرئاسية والمعارضة تصفها بالمسرحية
انتقدت المعارضة في سوريا إجراء الانتخابات في ظل الوضع الأمني والأزمة الاقتصادية الخانقة والثورة الشعبية المستمرة منذ عقد من الزمن، ووصفتها بأنها شكلية وستنتهي بفوز الأسد.
حتى تاريخ أمس السبت، بلغ عدد المترشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية في سوريا 18 مترشحا بحسب ما أعلن رئيس مجلس الشعب حمودة صباغ بعد أن أبلغته المحكمة الدستورية العليا عن تقدم 4 مرشحين جدد.
وتصف المعارضة الانتخابات بالمسرحية الهزلية التي سوف تنتهي بإعادة تنصيب الرئيس بشار الأسد، داعية المجتمع الدولي لوقف هذه المسرحية، في حين رفض موالو النظام هذه الانتقادات مؤكدين أن الفوز للأسد.
ويشترط الدستور حصول المتقدم بطلب الترشيح على أصوات 35 نائبا في مجلس الشعب -الذي ينتمي معظم أعضائه لحزب البعث الحاكم، ولا يجوز للعضو الواحد أن يمنح صوته لأكثر من مرشح.
انتخابات شكلية في سوريا
وانتقدت المعارضة إجراء الانتخابات في ظل الوضع الأمني والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد والثورة الشعبية المستمرة منذ عقد من الزمن، ووصفتها بأنها انتخابات شكلية وستنتهي بفوز الأسد الذي يحكم سوريا منذ عام 2000 عقب وفاة أبيه حافظ.
وما أن أعلن رئيس مجلس الشعب فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية الاثنين الماضي حتى توالت طلبات الترشح إلى المحكمة الدستورية العليا، من بينها طلب من رئيس النظام ( الأسد) مما أثار موجة من السخرية والانتقاد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت عمليات الترشح وأصحابها مادة للتندر.
وبحسب رصد للجزيرة نت تبين أن المرشحين إلى جانب الأسد هم “عبد الله سلوم عبد الله، محمد فراس ياسين رجوح، فاتن علي نهار، محمد موفق صوان، مهند نديم شعبان، أحمد يوسف عبد الغني، ناهد أنور الدباغ، محمد صالح أسعد الحاج عبد الله، عبد الحنان خلف البدوي، محمود أحمد مرعي، سنان أحمد القصاب، محمد يوسف رمضان، خالد عبده الكريدي، أحمد هيثم أحمد المكاري، دعد مبارك قنوع، محمد كاميران بن محمد جميل ميرخان، وحسين محمد طيجان”.
ويقول مراقبون إن معظم المرشحين لم يقدموا برامج انتخابية ولا يمتازون بأي شعبية أو حضور في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.
تعرف صحيفة الوطن الموالية للنظام المرشح أحمد يوسف عبد الغني بأنه عضو في “اتحاد الكتاب العرب” ومدير تحرير عدة مجلات.
وأضافت الصحيفة أن عبد الغني يدير عددا من صفحات مواقع التواصل قالت إنها تحارب الفساد وتنتقد سوء أحوال المعيشة، ومنها “حاجتكم فساد تخنت” و”تركوا المواطن بحالو”!.
من جهته يقوم المرشح عبد الحنان بدوي عبر مواقع التواصل بنشر صور لرئيس النظام وعبارات تأييد له، ولا يعتبر نفسه منافسا على الرئاسة، داعيا السوريين للمشاركة في الانتخابات الديمقراطية في “سوريا الأسد” بحسب ما قال ناشطون على مواقع التواصل.
مواقع التواصل
على مدار الأيام القليلة الفائتة أصبحت انتخابات الرئاسة والمرشحين المشاركين مادة للسخرية على مواقع التواصل.
الصحفي السوري عمر قصير كتب في تغريدة على تويتر “يهتم بشار الأسد بجعل سيناريو الانتخابات، التي سيفوز بها بالطريقة والنتيجة التي يشاء، مقنعاً ولو بالحد الأدنى. هو لا يكتفي بمنع السوريين في الخارج من المشاركة، ووضع مرشحين لا يعرفهم أحد على الإطلاق، بل يعمل على تحويلهم لأضحوكة وترند ساخر تلوكه الألسن وتتناقله المواقع”.
في حين كتب الصحفي المصري أسعد طه تغريدة متسائلا عن الشخص الذي سوف يفوز بالانتخابات، معتبرا أن الأمر مثير للحيرة بشكل كبير.
ومن جانبه وصف الناشط الإعلامي السوري أبو الهدى الحمصي -في تغريدة له- المرشحين في انتخابات سوريا بأنهم داعمون للأسد وليسوا منافسين له، ساخرا من هذه الانتخابات.
بالمقابل، أطلق موالو النظام حملة على مواقع التواصل لدعم الرئيس الأسد حملت اسم “إيدنا بإيدك” لإعادة انتخابه لمنصب رئاسة الجمهورية.
وكتب ليث شلاش منشورا على فيسبوك قال فيه “فليسميها العالم انتخابات.. أما نحن فقد أسميناها بيعة الحب والولاء لقائدنا المفدى الدكتور بشار حافظ علي سليمان الأسد.. نبايع بيعة أبدية لأسد العرب وحامي العرين”.
غرد حساب باسم عمر تغريدة قائلا فيها “بنصح كل المترشحين للرئاسة ينسحبوا بكرامتهم أحسن” في إشارة إلى فوز بشار الأسد بنتيجة محسومة في الانتخابات.
مصانع المخدرات بمناطق تحت سيطرة حزب الله
أعاد قرار السعودية منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية أو عبورها من أراضيها، اعتباراً من اليوم الأحد، وذلك بعد إحباط تهريب أكثر من مليوني قرص مخدر مخبأة في شحنات من الفواكه، تسليط الضوء على تجارة المخدرات في لبنان وانتشار زراعتها ومصانعها في مناطق محددة لا تُقيم اعتباراً للدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية.
ويتلازم الحديث عن زراعة المواد المخدّرة والاتجار بها مع الإشارة إلى منطقة البقاع الشمالي (شرق لبنان) القريبة من الحدود مع سوريا، حيث نشطت فيها عمليات تصنيع المخدرات وحبوب الكبتاغون، لاسيما في أماكن خارجة عن سيطرة الدولة اللبنانية.
ومع أن زراعة الحشيشة أو ما يُعرف بـ”القنب الهندي” وغيرها لا تزال تفرض نفسها على مساحات واسعة من الأراضي في مناطق عديدة في البقاع الشمالي، إلا أن المعادلة بدأت تتغيّر منذ سنوات مع رواج صناعة حبوب الكبتاغون.
رواج الكبتاغون على وقع الحرب
فمع انطلاقة الحرب في سوريا عام 2011 وما رافقها من “فلتان” أمني على طول الحدود اللبنانية السورية، دخلت صناعة حبوب الكبتاغون المُخدّرة على خريطة تجارة المخدرات على حدود البلدين، فجعلت لبنان المُنتج الأوّل لهذه المادة حتى العام نفسه، لاسيما بعد إنشاء مصانع أكبر في سوريا نظراً الى زيادة الطلب عليها.
خريطة المصانع
وتنتشر صناعة حبوب الكبتاغون بشكل خاص في مناطق القصير وريف دمشق الخاضعة لسيطرة حزب الله ومجموعات تابعة للنظام السوريا.
ويوجد في هذه المناطق حتى عام 2017، أكثر من 60 مصنعاً بين كبير وصغير لإنتاج حبوب الكبتاغون المنشّطة يتم تسويقها تحت سلطة الأمر الواقع التي تُحكم قبضتها على المعابر الشرعية وغير الشرعية بين البلدين وعلى المرافئ العامة.
ففي العام 2014، تم اكتشاف أكبر مصانع الكبتاغون في لبنان مُقام تحت حسينية الزهراء في مدينة بعلبك شمال البقاع اللبناني.
وفي مطلع العام الجاري 2021، داهمت القوى الأمنية اللبنانية مصنعاً صغيراً في بلدة يونين قرب مدينة بعلبك التي تعتبر من بين مناطق أو قلاع حزب الله، وصادرت أكثر من 3 كيلوغرامات من حبوب الكبتاغون.
مواد شرعية
يشار إلى أن مواد الكافيين ونشا الذرة وحمض الفوميت تدخل كمواد رئيسية في تصنيع الكبتاغون.
ونُقل عن أحد المتابعين لموضوع الكبتاغون في البقاع قوله “إن مصنع الكبتاغون عبارة عن مختبر كيميائي يدخل إلى الأراضي اللبنانية بطريقة شرعية وعلى أساس أنه لوازم طبّية وصيدلانية.”
كما يحتاج تشغيله إلى دكتور في الكيمياء الحيوية، وتعتبر تلك الحبوب بمثابة منشّط ذهني تبقي مستخدمها 48 ساعة من دون نوم.