فلسطينيون يسكنون الكهوف بالضفة يخشون غارات المستوطنين الإسرائيليين
يقول الفلسطيني بركات مُر إن بيته، وهو عبارة عن كهف في سفح جبل بالضفة الغربية، عادة ما يتعرض لهجمات من مستوطنين إسرائيليين في الأراضي ال فلسطينيون المحتلة .
وأضاف مُر (60 عاما) عن مسكن عائلته القريب من الخليل في الضفة الغربية “المستوطن معندوش حُرُمات، المستوطن بخليك قاعد أنت وزوجتك في الكهف أو الطور بخُش عليك بدون ما ينبهك، يعني بخُش بكسر وبقيم هاذ وبحط هاذ”.
وأردف “هذا مسقط رأسي، أنا ولدت بهذا الكهف، أنا عمري 60 سنة. أمي جابتني في هذا الكهف. مسقط الرأس غالي وهذه أرضي غالية عليّ، هذه أرضي جزء من كبدي. أنا أخ لـ 12 أخ، عندي حوالي 450 نفر بين ذكر وأنثى لأبونا، هاي الأرض ملكنا”.
وقال الجيش الاسرائيلي إنه في الأسابيع الأخيرة “وردت تقارير عدة عن حدوث احتكاكات بين مستوطنين وفلسطينيين في كهوف قرب قرية (التواني)” وإن القوات عملت على “فصل الطرفين وإعادة النظام”.
وتتناثر الكهوف في تلال الخليل الجنوبية. وتقول منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان إن الفلسطينيين سكان الكهوف يعيشون هناك منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر (1830) على الأقل حيث يستخدمون بعض الكهوف كمأوى للغنم والماعز وبعضها الآخر كمنازل.
ومعظم الكهوف فهيا فتحات منحوتة من الحجر ومقسمة إلى مساحة للمعيشة ومنطقة للتخزين والطبخ.
ويعيش مُر وإخوته، 12 رجلا وامرأة، في بلدة يطا لكنهم يمضون معظم الأيام في كهفهم. ويقول إنهم يتناوبون النوم هناك لمنع المستوطنين من الاستيلاء عليه أثناء الليل.
وأوضح مُر أن نحو 70 مستوطنا دخلوا الكهف وألحقوا به ضررا بالغا الأسبوع المنصرم.
الضفة الغربية
ويعيش زهاء 440 ألف مستوطن بين أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 ويسعى الفلسطينيون لأن تكون جزءا من دولتهم المستقبلية.
وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة غير شرعية بموجب القانون الدولي. وتجادل إسرائيل في ذلك، مشيرة إلى روابط تاريخية وتوراتية وسياسية بالأرض إضافة إلى اعتبارات أمنية.
ونظم نشطاء إسرائيليون وفلسطينيون وقفات احتجاجية أمام الكهف دعما لعائلة مُر.
وفي أحد الاحتجاجات في الآونة الأخيرة، يوم 23 يناير كانون الثاني، قرع نشطاء طبولا ورددوا هتاف “لا للاحتلال” صوب مجموعة مستوطنين قبل أن تفرقهم القوات الإسرائيلية بإطلاق قنابل صوت.
وقال الجيش إنه “حدثت بلبلة” عندما خالف عدد من الفلسطينيين أمرا بمغادرة المنطقة، الأمر الذي دفع الجنود لاستخدام “وسائل تفريق الحشود أثناء أعمال الشغب”.