مقالات الرأي

فولكر، بركاوي الكرامة، وخيبة الحاضر (شِقُ كَلِمَة)

كتبنا أن ( فولكر وصمة عار في جبين سيادتنا الوطنية) عنوانا” لعمودنا الأول عنه، حيث قلنا أن مبادرة المدعو فولكر ليست سواء لعبة سياسية قذرة حقق بها فولكر هدفه المرحلي منذ لحظة إعلانه لهذه المبادرة، ذلك بأنه أوقف عجلة الإجراءات التصحيحية التي أعلنها قائد الجيش وجمد الوضع السياسي في حالة الإنتظار السلبي كسبا” للوقت لصالح القوى السياسية التى أتت به عبر خطاب عميل المنظمات الأجنبية رئيس الوزراء السابق، فكسب بذلك وقتا” غاليا” من عمر الوطن وعنت المواطن لصالح تلك الفئة التي أفسدت علينا البلاد عامة والساحة السياسية بالأخص.
ثم هاهو، كما توقعنا تماما”, قد ( نطق فحشا” و كفرا” بعد أن صمت و جال و صال شهرا”) فخرج بتقرير فطير و خطير في ذات الآن، أثبت فيه صحة ظننا فيه، فجانب تقريره الصواب و أبان الغرض المرض من سعيه لفرملة إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر .
أول ثقوب التقرير الكثيرة أنه قد تعمد إختزال السودان بتياراته المتعددة وتعقيدات السياسية المركبة في حلبة صراع صغيرة بين تيارين، بالإشارات المتكررة البائنة والخفية للثنائات المشفرة من شاكلة عساكر ومدنيين، ومؤيدي الحكم المدني ومعارضيه، ومعوقي الإنتقال الديموقراطي وداعميه والمطالبين به!! وهو ما يدل على جهل وقصر نظر لجنة فولكر أو أنها تعمدت ذلك لتتمكن من نصرة فريق على الآخر، وبالتأكيد فقد بان أن نصرة التقرير كانت لفريق أربعة طويلة وحلفاءها، وضد كامل بقية القوى الوطنية الحرة الأخرى بالبلاد.
وإن أردت معرفة مطبخ ومصدر إخراج تقرير فولكر فأنظر للجهة التي صفقت له قبل أن يجف حلقوم من أذاعه، فقد بادر الحزب الشيوعي لتأييد التقرير مبدئيا”، ثم قال أنه سيخضعه للدراسة! وفولكر الذي يعارضه الحزب الشيوعي يوما” ويؤيده أياما أخرى تجده في الأخريات يعتبر لجنة فولكر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي، لكنه يصفق على إستحياء لتقريره الفطير الخطير هذا ! أما حزب الأمة جناح مريم الصادق المنقاد لخط الحزب الشيوعي فقد ظل في حالة ميوعة المواقف المعتادة عنده، لكن لا شك في تأييدهم المطلق لما يشبه النداء الصريح بالتقرير لعودة الحياة السياسية لما قبل ٢٥ أكتوبر، وبالتالي عودة الكراسي الوزارية الوثيرة للمؤخرات الوثيرة التي تظن أنها ما خُلقت إلا لتكون (سادة) على هذا الشعب المسكين.
تقرير فولكر ذو السبعة عشر فقرة ومقدمة، إفتقر لأبسط مقومات المنهج العلمي والموضوعي في البحث والتحليل والإستخلاص، فقال أنه قد قابل ٨٠٠ شخصا” يمثلون العشب السوداني وسماهم ب (أصحاب المصلحة)!! ولم يبين منهجية إختيار هذه العناصر لتمثيل السودان! والواضح أن لجنة فولكر قد إختارت التيارات الداعمة للمخطط الأممي بالسودان الذي إبتدره حمدوك بجلب الوصاية الدولية بقيادة فولكر، وأقصت كل بقية فئات المجتمع، وتبنت بشكل صارخ غالب مواقف الحزب الشيوعي وواجهاته، بل بلغ الإقصاء درجة جعلت حزب البعث الحليف الأساسي للحزب الشيوعي منذ الثورة يرفض تقرير فولكر ويصفه بالإقصائي!
و تقرير فولكر وهو يصف إجراءات ٢٥ أكنوبر بالإنقلاب على النظام الدستوري يطالب بعودة الأوضاع لما قبل أكتوبر! بل وبلا حياء ينصح بعدم التسرع في إجراء إنتخابات ويتحدث عن (قانون محسن) للإنتخابات إن هي جرت بعد فترة إنتقالية طويلة!! هل تسمعون معي حوافر خيول أربعة طويلة التي إستمرأت حكم البلاد بلا تفويض شعبي وبلا قواعد جماهيرية !؟ ثم وببجاحة متناهية يتحدث عن عدالة إنتقالية إنتقائية خارج دائرة القضاء السوداني الحر النزيه!! فهل تسمعون معي هرج ومرج فوضى قرارات مؤتمرات خميس لجنة لصوص إزالة التمكين التي أبطلت غالبها قاعات المحاكم العادلة !! فيا لوقاحة الثعلب الأممي.
والمضحك المبكي في تقرير رأس حية الدمار الأممي فولكر أنه قد أفسح في هراء تقريره النخبوي هذا مساحات واسعة للحديث عن حقوق المرأة السودانية تفوق ما أفسحه للحديث عن القضاء العادل أو الانتخابات أو مؤسسات الفترة الإنتقالية أو حتى العدالة الإنتقالية،، ومن يقرأ التقرير يظن أن حواء السودان لا زالت أسيرة القرون قبل الوسطى!!.
وتقرير فولكر الذي يتحدث في كل تفاصيل الشأن السوداني الداخلي بما فيها (إصلاح المنظومات الأمنية) متجاوزا” كل ثوابتنا الوطنية، لم ينبث ببنت شفة عن الوضع الإقتصادي او معاش الناس !!
و نذكر القراء هنا بأن بعثة الثعلب الأممي هي لجنة لدعم الإنتقال الديمقراطي والفترة الإنتقالية، والسودانيون مجمعون أن أهم بنود مهام الفترة الإنتقالية هي معالجات الوضع الإقتصادي والوصول للإنتخابات الحرة النزيهة وهذا ما ذكره حمدوك في أول خطاباته عند وصوله السودان وكرره مرات عديدة ،، وإن نظرتم في تقرير فولكر الذي أتى به حمدوك لمساعدتنا في هذه الأمرين الهامين فلن تجدوا لهما ذكرا، فهو لم يُشر لا من قريب ولا بعيد للوضع الإقتصادي المتأزم ولا لمعاناة الناس،، وستجدون أنه يطالب بتأجيل الإنتخابات لأطول أمد و إن سمح لنا باجرائها فيجب أن تتم وفق قانون (محسن) مفصل على مقاس الأحزاب والجهات التي أتت به وصيا” علينا !!
بالله عليكم ،، من يوقظ لنا شيخ العرب أب سن من مرقده ليخاطب هذا الفولكر بما يليق به ،، أو من يخرج لنا أسد الرجولة والكرامة والشهامة من محبسه المجحِف ليصرف لهذا الخبيث من (البركاوي الأصلي) ويلزمه حدوده أو يرسله لأهله تلاحقه اللعنات.
أخيرا” ،، يا (فلان) الهوان لا يليق بالجيش ولا بأهل السودان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons