قضية سد النهضة الى النسيان ؟!
في الأشهر القليلة الماضية وقبل إتمام عملية ملء خزانات سد النهضة في إثيوبيا للمرة الثانية، كانت هناك تحركات و “وعود” كثيرة من المسؤولين في الحكومة السودانية، ولكن بعد شهر تقريبا من إنتهاء العملية بنجاح، كما أكدت الحكومة الإثيوبية، لا يوجد أي تحرك ولا موقف سوداني رسمي على مستوى الموقف .
قضية سد النهضة ليست قضية إتفاق ومعلومات متبادلة فقط، القضية أكبر من ذلك بكثير، الحصص المائية للسودان ومصر مهددة بشكل مباشر، إنهيار السد قد يعني غرق أكثر من مدينة سودانية وتعريض حياة الألاف للخطر، النتائج المترتبة على التعبئة أيضا ستؤثر على الزراعة والحصادة وتغير نسبة ارتفاع المياه .
مصر تقوم بتحركات جادة، وقامت بتقديم تهديدات مباشرة، بأنه وفي حالة تعرض حصة مصر المائية للضرر، فأن الرد سيكون حاسم وعسكري، ولن يتم التهاون في ذلك، ومصر قد تتعرض فقط لنقصان في حصصها المائية، أما المخاطر الأخرى فهي تهدد السودان فقط، ومع ذلك فالتحرك وردة الفعل المصرية أقوى بكثير من السودانية .
لا نريد المقارنة من أجل المقارنة فقط، نريد أن تتعامل السلطات في الحكومة الإنتقالية بشكل أكثر مسؤولية وأكثر جدية، وأن لا تكتفي بالصمت أو بالوعود الفارغة، وأن ترتقي تحركات الحكومة لمستوى خطورة الأزمة .
