كذب وتدليس: كيف تعاملت الحكومة مع أحداث البارحة
انطلقت البارحة مسيرات سودانية ضخمة دعماً وتأييداً لتظاهرات يونيو التي حصلت منذ عامين بعد سقوط نظام عمر البشير الرجعي والمتخلف، ومع الأسف كما كان متوقعاً فقد قامت السلطات السودانية بالتعامل مع الناس العزل والمتظاهرين بعنف كما حصل خلال التظاهرات السابقة.
لكن الأكثر وقاحةً والأقل أخلاقاً هو الكذب التي مارسته الماكينة الإعلامية التابعة للحكومة، حيث أنكرت الحكومة وتنكر حصول أي مشاكل أو وقوع ضحايا ومصابين خلال هذه التظاهرات، رغم ان هناك حوالي 52 مصاباً من أفراد الشرطة لوحدهم، علماً أن التظاهرات تزامنت مع دعوات اضراب في أوساط الشرطة السودانية.
ان وجود 52 مصابا في صفوف الشرطة يعني حتماً أضعافاً مضاعفة من المصابين بين المدنيين، ولكن يجب الانتظار عدة أيام لتتكشف كل الأرقام والوقائع.
أما الحكومة فهي تمارس الخداع والكذب لسببين، الأول من أجل تخفيف حالة النقمة الشعبية عليها خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يشهدها السودان من صفوف أمام المخابز ومحطات الوقود، اما السبب الثاني فهو طبعاً تحسين صورتها أمام الغرب والولايات المتحدة خصوصاً، كون الغرب الآن يعتبر السودان شريكاً له ويقدم الدعم للحكومة في مقابل اجراء إصلاحات ومن بينها احترام حقوق الانسان وحق التظاهر، فبالتالي من البديهي أن تحاول الحكومة بكل ما أوتيت من قوة بالتكتم عن أي أخبار حول سقوط شهداء أو جرحى مدنيين خلال التظاهرات.
أما الشعب السوداني فهو يثور ويستمر بالثورة لأن المطالب لم تتحقق بعد، وأسلوب قمع التظاهرات والناس العزل مازال يستخدم من قبل السلطات المتلاحقة في السودان. لكن قطار التغيير قد انطلق منذ عامين ولن تستطيع أي حكومة أو مجلس عسكري أو سيادي أو غيره ارجاع السودان والشعب السوداني الى عهد الاستبداد وتكميم الأفواه.