مآلات انقلاب 1989 وما يترتب عليه
شهد السودان عدة انقلابات منذ إعلان استقلاله ، الأمر الذي جعله في قائمة أكثر الدول العربية تعرضا للانقلابات العسكرية ، فكان لحكم الصادق المهدي ، حكم السودان بيد لينة هينة اتاحت الفساد في كل مكان ، ولم يقل لا لأي مستعمر أجنبي ، وتطاول على مبادئ الشعب حين أعلن اتفاقية مع الحركة الشعبية وإلغاء الشريعة الإسلامية ، فأصبح الشعب يعاني من كل الاتجاهات الاقتصادية والسياسية وحتى الدينية ، ولم تحقق الحكومة أي إنجازات في مدة حكمه ، فلا أطعمت جائع و لا رصفت طريق أو عبدت شارع ، فثار الناس ضد الجوع والخزي والعار ، فكان للضباط بقيادة العميد عمر البشير ،رأي آخر فجاءت بتدبير من دكتور حسن الترابي خطة محكمة لإنقاذ البلاد من الهلاك، فكانت ثورة الإنقاذ الوطني في يونيو 1989 ، فانعشت الاقتصاد رغم الحرب الأهلية والحصار الأمريكي، الا إنها ربطت أكثر أرجاء السودان بطرق برية ومطارات دولية في العاصمة والولايات ، وادارت حركة الإقتصاد فيهم ، كما ربطت أرجاء السودان بعضها ببعض بالاتصالات الهاتفية وربط السودان بالعالم ، وعندما اشتد الخناق والضيق على الحكومة من قبل الدول الغربيه والخليجية ، فقط لأنها إسلامية ، اتجهت شرقا نحو الصين وروسيا وكانت الاتفاقيات تحقق نجاحا باهرا للإنسان السوداني ، ومن ينكر إنجازات الإنقاذ فعليه الاتطلاع لما كانت عليه الدوله ذي قبل ، من خلال الفيديوهات إلا أن يصل مرحلة اليقين بأن ما حدث من إنقلاب كان أمرا لابد منه ولا بد من إنقاذ ، وبالحديث عن الإنقلابين، انقلاب 1989 الذي قاده البشير ضد حكومة الصادق المهدي وانقلاب 2019 الذي قاده عوض بن عوف ضد البشير، نجد أنهما تحت قيادة العسكر، وجاءا بعد تدني ظروف المعيشة وغلاء الأسعار وتدهور الوضع الإقتصادي والإجتماعي والتعليمي في البلاد، والغرض من كلاهما هو إنقاذ البلاد مما كانت عليه، ولكن ما نلاحظه هو أن مدبري انقلاب 1989 تتم محاكمتهم على محاولتهم لإنقاذ البلاد بينما لا تتم محاكمة مدبري انقلاب 2019 رغم أن منفذيه سلكوا نفس طريق البشير في الانقلاب .