مقالات الرأي

مبارك اردول يكتب ما لم يقله المقاطعون للحوار

حقيقة : منذ الاستقلال لم يحدث ان اجتمع السودانيين واداروا حوارا شفافا شاملا جمع كل مكوناته البلد السياسية والاجتماعية والجهوية للاتفاق حول كيفية حكم البلد من المركز مرورا بالاقاليم وحتى المحليات، وظلت كل فترات الحكم ال(66)عام هي تعبير عن رؤية احادية اقصائية للمجموعات التي حكمت احزاب او عسكريين.

النتيجة : هي امامكم ، بلد مخربة من تحت لفوق ، حتى في بنيتها التحتية ، واي شخص يكره الاخر ويشيطنه ويدمره ويحفر له ودخلت في حرب راح ضحيتها اكثر من اثنين مليون مواطن وحصل فيها ابادة ونزوح ولجوء وانفصال ، نتيجة اختطاف هذه القوى للبلاد وحكمها لوحدها دون اشراك الاخرين بل محاربتهم واعلان الجهاد ضدهم.

ياخي عليكم الله في اكثر تصالح وتقديم لمصلحة البلد من انك تجلس مع حزب زعيمه اعلن الجهاد ضد اهلك وقاتلهم ورقص على جثثهم واعتقد انهم شهداء ماشين الجنة عشان كتلوا اقرباءك، وروني في اكثر تسامح وروح وفاق من هذا؟ ده كله هين يجيك منهم واحد يتنطع عليك باسم الوطنية فوق لدا .

واكثر من كدة حزب يسلح قبائل في منطقتك لمحاربة اهلك ويرتكبوا مذابح ويجوك اليوم بانهم وطنيون ونحن انقلابيون ؟؟؟؟؟

واليوم هي نفس القوى او جزء منها مقاطع للحوار اللي مفروض يحصل بعد خروج الانجليز مباشرة، ومقاطعين لماذا؟ لا لشي منطقي او موضوعي او جوهري ، بل لاسباب اهمها عدم قبولها بجلوس مكونات سياسية لم تتاح لها الفرصة من قبل في الجلوس في طاولة واحدة معهم والقرار بشان البلاد، وظلوا من الاستقلال ضحايا او منقادين لهم .

لاحظ يا جماعة مجرد انك مواطن تقعد معهم في طاولة واحدة وتقرر في شأن بلدك هم ما قبلانين بيك ، بالنسبة لي ده كل السبب ولا هناك شي اخر ، وياهو يقولوا ليك اوصاف للحشد انقلابي وموز واردولي وجنجويدي وقتلة وغيرها من المبررات لتغطية المشكلة الحقيقية.

طيب نعمل شنو نخلي ليكم البلد ونطلع منها ولا نخليكم تحكمونا كده غصب عننا وتكرروا تجربتكم الفاشلة منذ 1956م؟ فالقضية لا مشكلة عساكر مع مدنيين ولا موضوع ٢٥ اكتوبر ولا اي شي ، وده تعريف غلط لجوهر المشكلة بل القضية اساسها المشاركة السياسية وبس وليس الا .

ولا احسن نقعد نقرر جميعنا في حالها ؟ خلونا نختار كلنا اليوم .

مبارك أردول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons