مقالات الرأي

محبطون

▪️إحباط عارم.. لدرجة أنه يمنعك أن تكتب..أيها القلم وتكتب..وأنت الذي ظللت تكتب عامين ونيف.. تفضح وتعري وتبين للملأ زيف اليسار وتفاهة القحط والثورة الخراب.. وزيف الكذبة.. وبني علمان..
▪️عامان ويزيد كتبنا في قحط ما يكشف سوءاتها.. ويعريها للشعب المخدوع.. وهي ترمي الآخرين بالفساد والفشل وهي الفساد والفشل يمشي علي أربع..
▪️ كتبنا حتي الخامس والعشرين من أكتوبر ثم أصابتنا جائحة الإحباط..
▪️إحباط يتغلغل في مسام الروح.. وأعماق الخلايا.. ويهرد الكبد..ويسيطر علي الحواس..
▪️تماما كأنك جالس أمام شاشة ضخمة يملؤها جمهور أبله.. ولاعب أشد بلاهة ينفرد بالمرمي ألف مرة ويودع الكرةفوق المرمي بعشرين مترا..
▪️أو مستجد بليد.. يضيع رصاصاته المحشوة بعيدا عن التختة بعد عينه عن النشنكة.. فلاتملك إلا أن تضربه بالدبشك..
▪️أو تلميذ تحسب له الأرقام علي أصابعه.. فيرجع بجواب بليد.. يجعلك تشد علي شعرك أو ماتبقي منه.. أو تنهال عليه عضا..
▪️نعم.. هو ذاك وأكثر.. يتردد ويتلجلج ويلوح بأصبعه في هواء القاعة.. يتخذ القرار صباحا ويشرب منقوعه مساءا.. لا تدري هل هو مسكون بجن خبيث او مكتوب لدي شيخ أهبل.. أو دجالة سفلية..
▪️لكل ذلك سكننا الإحباط.. وملأ جوانحنا الملل.. وسيطر علينا القنوط.. واستبد بنا اليأس..
▪️وأمر المؤمن كله خير.. والمزايا في طي البلايا.. والأيام تفضح ماكان يضمره أهل القحط من سوء وعوار..
▪️والذين كانوا يتحدثون عن عودة هيئة العمليات.. والنظام العام.. ويربطونها بعودة الكيزان.. يبتلعون ألسنتهم هذه المرة وجمعية القرآن الكريم تعود.. والخزي يمنعهم.. ويخرس ألسنتهم.. ومن الآن خلف كل حجر وشجر ومدر كوز.. فلتموتوا بغيظكم..
▪️الخزي يمنعهم من ربط القرآن الكريم بالكيزان.. والخجل يملؤهم من الإحتجاج علي تلك العودة.. لأنهم إن فعلوا ذلك سقطت أقنعتهم الكريهة التي لم تجعلنا ننخدع فيهم يوما وإن خدعوا الملايين..
▪️والروح تعود للسودان والشعب المغلوب علي أمره يلعنهم و يلعن المتاريس وواضعيها صباحا ومعانا.. وصبية كالشياطين وللشياطين نعتذر إن شبهناهم بهم.. يملأون الطرقات ضجيجا وفوضي وقلة أدب وسب دين.. و انفلات..
▪️ولأول مرة منذ هبوط لعنة القحط علي السودان تخرج مظاهرات مؤدبة محتشمة لا تخرب ولاتسيئ ولاتحرق وتخلف الدمار والرماد.. والدم المسفوح والشهادة الكذوب.. والمتاجرة بها..
▪️ولعل ما يرد الروح العليلة ويشفي القلب الكليل.. ويخرجنا من دائرة الإحباط المدمر.. أننا نسمع بعد غياب إسم الله يذكر في مظاهرة.. مظاهرة تهتف الله أكبر ولا إله إلا الله.. يؤمها الأدب وتحرسها الحشمة.. ويسير معها الوقار..
▪️أشياء أشبه بما يحدث لمريض كان في الإنعاش بعد طول غيبوبة ثم استفاق.. والعافية درجات.. والذي خلق السماء ورفعها بلا عمد في ستة أيام ماكان يعجزه ذلك في ثوان..
▪️ولعل السبت القادم يكون بداية العاصفة التي تكنس الوسخ والخبوب والطين والعولاق من أرض السودان.. فنحن أمة معجونة بماء الدين وطين الأخلاق..
▪️أمة إن تعثر السكران منها قال(ياساتر) .. عصية علي الإلحاد والفجور والقحط.. فلملموا بقايا صعاليك الشوارع التي ستخلوا من مظاهر الفوضي والإنفلات واللا أدب.. وهلموا إلي الإنتخابات إن كان لكم وزن وصوت وجمهور.. غير المخروشين وغائبي الوعي وأهل الإنفلات..

محمد تاج السر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons