مستشار البرهان:انتظار تفويض للتطبيع قد يضيع فرصة والفرص لا تتكرر
تحدث مستشار البرهان قائلا : طوال اليومين الماضيين مع وجود وفدنا بدولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة، سرت وتعالت الكثير من الأصوات التي أشاعت بعض المعلومات المضللة
ومجمل تلك الأحاديث انحصرت واختزلت هذا المجهود في عبارة (نطبع أم لا نطبع)، هذا التوصيف والاختزال يتضمن عدم دقة وإلمام بتفاصيل الحالة السودانية. إن الواقع الذي نعيشه اليوم من مشكلات متراكمة وأزمة اقتصادية طاحنة وإبقاء اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب
وغير ذلك من القضايا يتطلب منا جميعا تخطيطا استراتيجيا برؤية جديدة شاملة بل وجراحة دقيقة ماهرة لتغيير الصورة النمطية التي ارتبطت بعلاقاتنا الخارجية طوال العقود الماضية. إن مناقشة مخرجات اجتماعات أبوظبي غدا مع الأجهزة الحكومية لدليل قاطع على الحرص على بناء وتكوين عقل جمعي
لا وجود لاجندة عسكرية
وقرارات مشتركة تكون شجاعة بين كل مكونات الأجهزة الانتقالية فالسياسة فن الممكن والحكمة ضالة المؤمن.. وقديما قال أهلنا “المودر فتش خشم البقرة”، فعلاقاتنا ومصالحنا مع العالم الخارجي كانت “مودرة” بضم الميم وتشديد الدال
ما قام به السيد الرئيس ووفده في الإمارات خلال الأيام الماضية لا يتضمن أسرارا ولا أجندة عسكريين ضد مدنيين وإنما نوايا صادقة وإرادة قوية ومحاولة جادة وتفكير خارج الصندوق لإيجاد حلول خلاقة مبدعة تخرج علاقاتنا الخارجية من “البئر” التي ألقيت بداخلها ردحا من الزمان
لقاءات أبوظبي لها ما بعدها وهي ليست استسلاماً لأحد ولا بيعاً للقضية الفلسطينية وإنما محاولة جادة كغيرها من المحاولات لتأسيس وبناء علاقات خارجية جيدة حكيمة تستوعب المستجدات وتجيب عن كل الأسئلة التي تتحدث عن أين وضع السودان من عالم اليوم
نعم تحتاج كل الخطوات إلى تفويض كامل لكن انتظار التفويض في كثير من القضايا الحساسة والملحة ربما يضيع بعض الفرص المتاحة والفرص لا تتكرر، كثير من القضايا تحتاج إلى “وزنة” وتعقل دون ما تعجل مضر.
وأكدت أن الإدارة الأمريكية رهنت رفع العقوبات عن السودان بتلبية المطالب المطروحة سابقا ومنها التطبيع مع إسرائيل ودفع التعويضات، وأوضحت أن طرفي التفاوض في انتظار تدخل الوساطة الخليجية لتقريب وجهات النظر والعودة للمفاوضات، وتوقعت عودة وفد الحكومة مساء أمس.