مصر وفاة معتقل داخل مقر للأمن الوطني الحالة الثالثة خلال 48 ساعة
أفادت مصادر حقوقية في مصر بوفاة معتقل سياسي جراء التعذيب داخل مقر جهاز الأمن الوطني في مدينة شبين الكوم بدلتا النيل، ليرتفع عدد ضحايا السجون ومراكز الاحتجازفي مصرإلى ثلاثة أشخاص خلال يومين فقط، بعدما توفي معتقلان آخران أول أمس الخميس وقالت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات إن المعتقل المهندس هشام أبو علي (من مركز تلا) توفي جراء التعذيب داخل مقر جهاز الأمن الوطني في شبين الكوم بمحافظة المنوفية في مصر، مشيرة إلى أنه ظل مختفيا قسريا لمدة أسبوعين، قبل أن يظهر على ذمة إحدى القضايا، ثم أعيد إخفاؤه بعدها بأيام قليلة داخل مقر الجهاز.
وأكدت أسرته أن أحد ضباط وزارة الداخلية اتصل بها لاستلام جثمانه، مشددة على أنه كان سليما معافى ولا يعاني من أي مرض قبل أن يعتقله ضباط جهاز الأمن منذ أسبوعين
وكان سجن الزقازيق العمومي قد شهد صباح الخميس الماضي، وفاة المعتقل صبحي فتحي عبد الصمد رمضان وشهرته صبحي البنا (60 عاما)، من قرية كفر عبد النبي التابعة لمركز منيا القمح في محافظة الشرقية شمالي القاهرة، والمحبوس احتياطيا منذ أكثر من عام، وذلك على خلفية تدهور حالته الصحية داخل مقر احتجازه.
كما شهد سجن برج العرب في الإسكندرية عصر الخميس الماضي، حالة وفاة أخرى للمواطن حمدي محمد عبده هاشم عبد البر، من مركز مشتول السوق في محافظة الشرقية، الذي صدر بحقه حكم بالسجن لمدة عامين، حيث شهدت حالته الصحية تدهورا، وتم نقله إلى مستشفى السجن منذ الأسبوع الأول لترحيله، بحسب مصادر حقوقية.
ويضاف الثلاثة إلى قائمة ضحايا السجون ومراكز الاحتجاز المصرية منذ بداية العام الجاري، التي تضم قبلهم 14 آخرين، ليبلغ عددهم الإجمالي 17 شخصًا، بسبب الإهمال الطبي خصوصا..
ويواجه آلاف المعتقلين السياسيين في السجون المصرية خطر الموت جراء تعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي المتعمد، وعدم تقديم أي رعاية صحية لهم، بحسب تقارير المنظمات الحقوقية الدولية التي أفادت بأن السجون ومقرات الاحتجاز في مصر منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، تحولت إلى ما يشبه المقابر الجماعية، بالنظر إلى المعاملة غير الآدمية والتعذيب البدني والنفسي غير المسبوقين، اللذين يمارسان بحق معارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي.
تتواصل استغاثات المعتقلين في سجون مصر عبر رسائل مسربة لإنقاذهم من فيروس كورونا، وسط مؤشرات ومخاوف من انتشار المرض بين صفوف المعتقلين، الذين يعانون أصلا من الإهمال الطبي والحرمان من الأدوية..
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة مسربة من سعد الحسيني -النائب البرلماني ومحافظ كفر الشيخ سابقا- من داخل سجن طرة، أكد فيها أن المعتقلين السياسيين في سجن العقرب يواجهون الموت مُكبلي الأيدي، بلا هواء، بلا شمس، بلا دواء، بلا طبيب، بلا أهل، بلا طعام، بلا رحمة..
وأضاف في الرسالة -التي كتبها على مناديل ورقية- “منذ نحو أسبوع بدأت الأعراض في الظهور على كثير منا، سعال وارتفاع درجات الحرارة ورشح والتهاب بالرئتين، ودبّت حالة من الفزع والرعب بين الجميع، واهتم الجميع بكتابة وصيته، ونحن كما كنّا منذ ستة أشهر لم نخرج من غرفنا بعد حرماننا من التريض لنبقى في هذه الغرف الضيقة بلا تهوية، لا نرى الشمس منذ ستة أشهر، ولا يُفتح علينا باب، ولا يدخل علينا هواء، بلا أدوات نظافة أو مطهرات.”.
وفي بيان مشترك، تحت عنوان “أنقذوهم”، طالبت المنظمات السلطات المصرية بالانتباه إلى التكدس داخل السجون، فضلا عن ضعف التهوية، وانخفاض مستوى النظافة، مع وجود الكثير من الحالات المرضية المزمنة، مؤكدة أن كل هذه الأمور قد تؤدي إلى كارثة إنسانية يصعب تداركها في ظل هذه المعايير إذا ظهرت حالة واحدة مصابة بهذا الفيروس داخل السجون وأقسام الشرطة.
والمنظمات الموقعة على البيان هي: مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان، ومركز الشهاب لحقوق الإنسان، ومنظمة السلام الدولية لحماية حقوق الإنسان، ومنظمة هيومن رايتس مونيتور.
وأعلنت المنظمات المشاركة في الحملة عزمها على إرسال مجموعة من المخاطبات الرسمية لحث الحكومة المصرية على الإفراج عن السجناء، على أن تكون موجهة لكل من النائب العام، والمجلس الأعلى للقضاء، ورئاسة الجمهورية، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الأوروبي، والبرلمان الأوروبي، فضلا عن الاتحاد الأفريقي