مقالات الرأي

من يعكر صفو المدينة


تمر البلاد اليوم بمنعطف لا أوصفه بالخطير ولكنه في حقيقة الأمر في غاية الخطورة والأثر في تدني البلاد والتي أخاف عليها أن تهوي في وادي سحيق وإن لم تكن قد هوت أصلاً.. لا زالت المظاهرات تعج بالشوارع كل يوم وما يحدث في هذه المظاهرات من العنف والفوضى والعبث والحرائق وكل الجرائم من سرقة وتحرش وتخريب كنت أظن أن البلاد قد أخذت حقها وكفايتها من هذه المظاهرات الحمقاء الرعناء ولكن إلى الأمس القريب في يوم الإثنين 23 مايو مظاهرة عارمة بمدينة أم درمان كما لاحظت تدفق الكثير من المياه الآسنة ذات اللون والرائحة الكريهة طفح للمجاري في مناطق استراتيجية بالأسواق منعت حتى المارة من الذهاب في الطريق وشوهت الطرقات وأزكمت الأنوف.. يجب هنا أن لا ننسى أو نتناسى بأن الخريف على الأبواب والحال في حاله الأوساخ متراكمة المجاري الرئيسية لم يتم تنظيفها لما فيها من الأوساخ المتراكمة والكثيرة الحال يغني عن السؤال.. اختلط الحابل بالنابل والقبيح بالحسن والحلال بالحرام وتشوهت صورة الحياة في بلادنا ولا زالت في كل يوم تنال حظها من القبح والتشويه والكل يقوم ولا ندري ما الذي يحدث وما هذا الذي يقع علينا ثم يأكلون ويشربون ويأنسون ويضحكون لا أحد يحرك ساكناً ولا أحد ينزل دمعة ساخنة على ما يحدث لنا الكل خائضون خلف هذه الدنيا يريدون حظهم كاملاً من الحياة حتى ولو نقصت لا هم لهم إلا أنفسهم فقط.. حقيقة أن السودان بأكمله والعاصمة المثلثة بوجه خاص تريد إعادة هيكلة وإعادة فكر ونظر وإعادة كل شيء وإصلاح ما فسد وعدل المقلوب وهذا لا يقع أو يحدث إلا إذا تضافر وتعاون كل أفراد الشعب السوداني كلمة واحدة ويداً واحدة تعمل من أجل الخروج من هذا المطب والمأزق لا بالحديث والكلام والفلسفة وإنما بالاجتهاد والعمل وعقد النية السليمة والصافية من أجل الخروج من هذا النفق المظلم الذي يزداد ظلاماً وظلمة كل ساعة.. الأحداث كثيرة ومخيفة هنا وهناك والتحديات أمامنا عظيمة وكبيرة وتحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل والمثابرة ونكران الذات وعلو الهمة وحسن النية وإصلاح النفوس وتوحيد الكلمة الحياة بهذه الطريقة لن تكون ولن تجدي.. إذاً لابد من التغيير وضبط هذه المعادلة المختلة ووضع كل شيء في مكانه والعمل على إيجاد طريقة أو أسلوب يمكن من خلاله خروج هذه البلد مما هي فيه من التأخر وغلاء الأسعار وانتشار الجريمة والفساد والتدني في الخدمات وقطوعات المياه والكهرباء وكل ما يحدث الآن والكل يعاني ويعرف ما يحدث ولا داعي لذكر كل ما يحدث الآن ولكن ما يحدث الآن أمر لا يطاق وطريق نهايته الخسران المبين وضياع هذا البلد الأمين الذي لاقى ما لاقى من العذاب من يعكر صفو المدينة.. مدينة الحياة.. مدينة السودان مدينة الخرطوم.. مدينة أم درمان وغيرها من المدن التي أصبحت في حالة يرثى لها.. كلنا يشهد هذه المناظر البشعة التي لا تسر وهذا التدني في كل شيء في القيم في الأخلاق في الاقتصاد في السياسة في الشارع في الحي وحتى في المنزل.. هل ضعنا خلاص وضاع السودان وأهله أم أن هنالك بقية من أمل وقبس من نور وشعاع من ضوء.. ماذا ننتظر وماذا نرجوا يجب أن لا نضيع الوقت أكثر من ذلك ولابد من إيجاد الحل الناجع واللازم للرجوع عما نحن فيه من الإنحدار والإنكسار وإيجاد ما يلزم لتقويم هذا الأمر والاجتهاد في العمل الذي من شأنه إخراج هذه البلاد من هذه الضائقات التي نحن فيها حتى ولو بدأنا من أول السطر أو أول الطريق حتى لا نغرق ونضيع إذا داومنا السير في هذا الطريق العسير الذي نسير فيه اليوم فأين الخلاص وأين الحل؟؟.

فيصل أحمد عباس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons