هل سيكون هنالك انقسام داخل الحرية والتغيير بسبب مبادرة الطيب الجد ود بدر
مبادرة الطيب الجد تسعى لجمع ممثلين عن كل أهل السودان بدون إقصاء لأي طرف وبعيدا عن أي تدخل أجنبي (الجزيرة)
الحرية والتغيير تتحفظ
بدأت تحركات الطيب الجد الموسوم بالاعتدال والحكمة، منذ مارس/آذار الماضي مطلقا -مع عدد من شيوخ الطرق الصوفية- مبادرة “نداء أهل السودان”، التي حظيت بترحيب عدد من القوى الاجتماعية والسياسية والشبابية باستثناء أحزاب “الحرية والتغيير- المجلس المركزي”.
وترتكز مبادرة الطيب الجد على الدعوة لمائدة مستديرة خلال أغسطس/آب المقبل، يجتمع فيها ممثلون عن كل أهل السودان بدون عزل لأي طرف وبعيدا عن أي تدخل أجنبي، ليتم التوافق على رؤية لإدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية عبر حكومة كفاءات وطنية مستقلة غير حزبية تركز على الأمور المعيشية والأمن وبسط القانون والعدالة وصولا لانتخابات يختار فيها الشعب قيادته.
كما تظهر المبادرة تأييدها للقوات المسلحة في دفاعها عن البلاد، وتقول إن الحفاظ عليها قوية مدعومة من شعبها لا ينبغي أن يكون محل خلاف أو مزايدات.
ووفق مصدر موثوق في تحالف الحرية والتغيير فإن الائتلاف لم يتلقَ دعوة حتى الآن لهذا الاجتماع، لكنه رجح عدم المشاركة به في حال وصلت الدعوة، مع إمكانية الجلوس مع أصحاب المبادرة وإيصال رؤية التنظيم الرافضة للحوار المدني- المدني باعتبار أن الأزمة في الأساس بين العسكر والمدنيين، وهو ما يستوجب العمل على حلّها مع الأطراف الأساسية بعيدا عن تشعيب القضايا.
وقال المصدر للجزيرة نت، إن مبادرة الطيب الجد ضمت إليها كل الأحزاب التي شاركت نظام البشير، “ولم يقدّر أصحابها -أي المبادرة- أن قطاعات واسعة من السودانيين لفظت تلك الفئة وأطاحت بها ولا ترغب في رؤية قادتها يلوحون بمفاتيح حل لا يملكون منه شيئا”. وفق تعبيره.
ينتقد البعض الطيب الجد ود بدر لعدم تدخله لوقف العنف ضد المظاهرات المطالبة بحكم مدني في السودان (الأناضول)
تحديد هدف الحوار
وفي الرابع من يوليو/تموز الحالي، أعلن البرهان انسحاب القوات المسلحة من المفاوضات السياسية لإتاحة الفرصة أمام المكونات المدنية للاتفاق على حكومة جديدة واستكمال تكوين هياكل الفترة الانتقالية.
لكن هذه الخطوة وجدت معارضة من قوى أخرى تقول بضرورة الجلوس مع المكون العسكري لبحث كيفية إنهاء “الانقلاب” والتوافق على مهام المؤسسات العسكرية خلال الوقت المتبقي من الفترة الانتقالية.
ويقول القيادي في الحرية والتغيير نور الدين صلاح الدين إن ائتلافهم لا يرفض المبادرات لكن ينبغي أن يتم تحديد هدف للحوار. مضيفا “هدفنا إنهاء الانقلاب وهو ما لن يتحقق في ظل حوار مع أحزاب سياسية تؤيد العسكر”.
وأضاف صلاح الدين للجزيرة نت “إذا أردنا البحث عن حل سياسي يجب مخاطبة الفاعلين والضغط على السلطة الانقلابية لترحل، بعدها يمكن معالجة كل التباينات بين القوى السياسية حول الحكم ومهام الفترة الانتقالية وغيرها من المسائل”.
وتحدث خالد سلك الناشط والوزير السابق عن عدم اعترافهم بمبادرة ود بدر وقالها صارحة لا يحق له انت يتحدث في السياسة.. إذا هنالك خلاف بين مكونات قحت ح يادي إلى انشقاقه في القريب العاجل.
خلق أكبر كتلة داعمة للحوار
ويوضح عضو مبادرة “نداء أهل السودان” هشام الشواني، أن المبادرة الجديدة تجمع أطيافا سودانية متنوعة بينها الطرق الصوفية والأحزاب السياسية والإدارات الأهلية وقطاعات حديثة بينها المهنيون والمثقفون، بعد استشعار الجميع للمخاطر والمهددات التي تحدق بالبلاد.
ويعتقد الشواني في حديث للجزيرة نت، باستحالة تحقيق إجماع على المبادرة بنسبة 100%، بما يعني -وفق قوله- أن تحفظات ائتلاف الحرية والتغيير تبقى مفهومة في هذا السياق.
لكنه يوضح أن المبادرة تهدف لخلق أكبر كتلة داعمة للحوار والوفاق الوطني ليكون رأيها هو الغالب ويمثل الحاضنة أو القاعدة الاجتماعية التي تدعم شكلا من أشكال السياسية قائما على الوفاق والحوار، كما ترمي لترجمة هذا الوفاق عمليا بإنجاز “اتفاق حد أدنى” حول إدارة المرحلة الانتقالية، وتكوين حكومة مستقلة غير حزبية تمثل السودانيين ولا تنحاز لأي طرف، وتهيئ الأجواء للانتخابات.
ويرى الشواني أن قيمة المبادرة تنبع من أنها “تقدم الفكرة الصحيحة في التوقيت الصحيح” باعتبار أن الوفاق الوطني ظل مطلوبا وتتعاظم الدعوات إليه منذ التغيير الذي حدث في أبريل/نيسان 2019 حين أطيح بنظام البشير. لكن اتجاهات متطرفة وإقصائية -كما يقول- شعرت بأنها الوحيدة القادرة على إخراج السودان من مأزقه لتكون النتيجة مزيدا من الاحتقان في البلاد.
وتعمل المبادرة من خلال 14 دائرة جرى تقسيمها للاتصال بكافة قطاعات المجتمع، وتتولى حاليا اتصالات مع أوسع قاعدة ليكونوا جزءا من مائدة الحوار المرتقبة، ويتم بعدها تحديد المشاركين. وبحسب الشواني، لم يتم تحديد موعد قاطع لعقد المائدة المستديرة، لكنه توقع أن تبدأ خلال النصف الأول من أغسطس/آب المقبل