هل لمصر دور في انفجار الاوضاع السياسية والأمنية في إثيوبيا ؟
تصاعد الوضع وتوترات كبيرة تشهدها العاصمة أديس أبابا وعدد من الأقاليم في إثيوبيا على أثر مقتل المغني والناشط الشاب هاشالو هونديسا، وذكرت الشرطة الإثيوبية إن ما لا يقل عن عشرة أشخاص قُتلوا وأصيب ما يربو على 80 أمس الثلاثاء.
إستنكار رسمي
وصف رئيس الوزراء الأثيوبي أبي احمد قتل المغني هاشالو هونديسا بأنه ”عمل شرير“.وقال ”إنها فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج لزعزعة سلامنا ومنعنا من تحقيق الأمور التي بدأناها“.
وتسلط هذه الاحداث الضوء على الاوضاع السياسية في إثيوبيا المحتقنة منذ سبتمبر 2018، ولكن بالمقابل لا يمكن تناول الاضطرابات الاخيرة في إثيوبيا بمعزل عن السياق ملف السياسية الخارجية الأثيوبية.
أبي احمد وبناء تحالفات
وعلى الرغم من ان أبي احمد نجح في بناء علاقات خارجية قوية مع محيطه الاقليمي، وتمكن في زمن وجيز من تحويل مسار العلاقات العدائية بين دول الجوار الى علاقات صداقة وتعاون وسلام كما هو الحال مع الجارة أرتريا والصومال، وقوًى العلاقات أكثر مع جيبوتي.
ولعبت إثيوبيا بفضل أبي احمد دورا محوريا في حل الأزمة السودانية، حين توسط بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري،حتى أفضى ذلك إلى توقيع الوثيقة الدستورية إذانا ببدء الفترة الانتقالية في السودان.
إثيوبيا والأيادي الخارجية
إلا ان أبي احمد حصد الأعداء من حيث لا يحتسب، مرة من قوى الاستعمار الحديث التي لا تريد الاستقرار والتقدم لدول إفريقيا لان ذلك يتعارض مع أطماعها ومصالحها “الشريرة” وتارة أخرى مع دول اقليمية كما يحدث الان بسبب سد النهضة.
تصعيد اعلامي واحتقان
تابعنا جميعا التصعيد الاعلامي بين مصر وإثيوبيا في الأيام الأخيرة، وتلويح عدد من القيادات في الحكومة المصرية بامكانية خوض غمار الحرب في حال عدم التوصل لاتفاق مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، وهو المنحى ذاته الذي اتخذه الرئيس المصري في أكثر من تصريح وردد ذلك كثيرا ” الماء لمصر مسألة حياة او موت “.
في اعقاب التصعيد المصري لم تكتفي إثيوبيا بدور المتفرج، بل ردت عبر قائد الجيش وعبر رئيس الوزراء نفسه حينما صرح للبرلمان الأثيوبي بأن بلاد قادرة على ردع أي هجوم محتمل على سد النهضة.
سد النهضة في الواجهة
وبالتالي لا يستبعد سيناريو ان تكون المخابرات المصرية وراء إضطراب الأوضاع في إثيوبيا هذه الأيام، وهو مسار تحليل منطقي نظرا لكمية المكاسب التي يمكن أن تجنيها مصر من انفجار الاوضاع الساسية والامنية.
ان الاضطراب الأمني وانفجار الوضع السياسي في إثيوبيا سيجعل أبي احمد مشغولا بالمشاكل الداخلية وسوف يؤدى ذلك إلى تأجيل ملء الخزان واستكمال مراحل إنشاء السد، وهو ما سيكسب مصر المزيد من الوقت.
من أجل ترتيب اوراقها لتضغط دبلوماسيا عبر تشكيل تحالفات دولية واقليمية، تجبر إثيوبيا على التنازل عن جزء من حصصها في مياه النيل وعمل تعديلات هندسية في السد بحيث يتوافق تماما مع الرؤية المصرية بشان سد النهضة.