وقفة حداد ل(٦٩) جسم نسوى امام مكتب مفوض حقوق الانسان
نفذت أكثر من (69) من المجموعات والمنظمات والأجسام النسوية، والتجمعات والمراكز الحقوقية والمطلبية، وقفة حداد أمام مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في الخرطوم، تضامنا مع النساء ضحايا العنف في النيل الازرق ولقاوة، وقدمت المجموعات مذكرة للمفوض تطالب بحماية النساء السودانیات باعتبارھن المتضررات الأكثر قسوة من ھذه الحروب والصراعات.
وقالت المجموعات النسوية والحقوقية في المذكرة التي تم تسليمها لمسؤولة الجندر بالمفوضية الأحد، إن السودان یزخر بتنوع دیني، قبلي واثني كبیر، وامتداداً للتجارب المشتركة كان للسودانیین والسودانیات مقدرة على إدارة ھذا، التنوع وعلى التعایش السلمي، ولكن الصراعات السیاسیة ألقت بثقلھا على تكوین المجتمع السوداني، مؤكدة أن السودانیون والسودانیات أُقحموا في نزاعات قبلیة مُمیتة، لیس ابتداءً بحرب جنوب السودان ولا انتھاءً بأحداث العنف في كل من منطقتي النیل الأزرق ولقاوة.
وأكدت المذكرة، أن ما ظل یحدث باستمرار من عنفٍ تجاه المواطنات والمواطنین؛ جزء لا یتجزأ من البنیة الذكوریة الموجودة في قمة ھرم الدولة، حیث اُستخدام القتل، التعنیف الجسدي، التھجیر القسري في مواجھة المواطنین ومن أجل تأجیج نزاعات بین بعض المجموعات المختلفة.
وأشارت الى أن البنیة الذكوریة للسلطة السیاسیة تستخدم أجساد النساء كجزء من أدوات المعركة، وللضغط من أجل الوصول للسلطة، لذلك كانت النساء السودانیات ھن المتضررات الأكثر قسوة من ھذه الحروب والصراعات، حیث تطال ھذه الحروب أجسادھن، بالإضافة لأنھا تترك ورائھا حملاً اجتماعیاً ومادیاً ثقیلاً، حیث یصبحن ھن المسؤولات مباشرةً عن تسییر الحیاة الیومیة وذلك بعد قتل وتشرید معظم أفراد أسرھن.
ونبهت المذكرة الى النزاعات الاثنیة التي نشبت مؤخرا في كل من النیل الأزرق، ولقاوة، معبرة عن إدانتها ھذه الأحداث العنیفة وقتل الأرواح في ھذه المناطق، والتي نتج عنھا سقوط مئات من المواطنین والمواطنات في النیل الأزرق، ولقاوة، وتسببت في نزوح أعداد كبیرة في النیل الأزرق وولایة جنوب كردفان، حیث یعیشون في مرافق عامة (المدارس)، وكانوا قد قطعوا مسافات طویلة من أجل الوصول لھذه المرافق، ومن بین ھؤلاء نساء حوامل وحدیثي الولادة، المصابات بالأمراض المزمنة وكبیرات السن بالإضافة للأطفال.
ونوهت المذكرة، إلى أن ھؤلاء النازحین والنازحات يعيشون في أوضاع مأساویة غایة في الخطورة، مع غیاب كامل للأمن وانعدام تام للخدمات، وأضافت: (كما إننا ندین عدم تدخل الجھات الأمنیة لاحتواء ھذه النزاعات، وعدم حمایة المدنیین في كل من النیل الأزرق ولقاوة. الأساسیة، وعدم وجود مراكز صحیة في ھذه المعسكرات.. ونطالب بالضغط على السلطة الانقلابیة من أجل تسلیم السلطة للمدنیین، ونطالب السلطات الأمنیة بالقیام بدورھا في حمایة المدنیین في كل السودان).
وأرسلت مذكرة المجموعات النسوية والحقوقية، رسالة لمنظمات المجتمع الدولي وللمجتمع الدولي على العموم، لمساعدة النازحین والنازحات في منطقتي النیل الأزرق ولقاوة، ومساعدتھم في العودة الطوعیة لقراھم ومواطنھم، وطالبت بالمساعدة في الضغط لوضع خطط إسعافیھ لمواصلة العام الدراسي بالنسبة للطلاب والطالبات النازحین والنازحات داخل المعسكرات، وذلك حتى حین عودتھم الطوعیة لمناطقھم الأصلیة