سد النهضة بين قبضة اثيوبيا وحياد السودان ومخاوف مصر
اليوم قال الرئيس الرواندي، بول كاغامي، إن التحليل العلمي للخبراء التقنيين يجب أن يكون قاعدة للتعاون في حوض النيل.
وجاء ذلك خلال لقائه الأربعاء، رئيسة إثيوبيا، سهلي ورق زودي، في العاصمة الرواندية كيغالي، وفق بيان للخارجية بأديس أبابا.
وأكد كاغامي أن قضية النيل تخص جميع الدول المشاطئة وأن بلاده ملتزمة بأن تكون جزءاً من الحل.
ودعا إلى حل النزاعات حول مياه النيل من خلال المناقشات ومنتديات التفاوض داخل البيت الأفريقي.
وأشار إلى أنه “بما أن مصر تعتبر النيل قضية بقاء، فيجب عليها أيضًا أن تعترف بالحقوق الطبيعية للدول المشاطئة في استغلال الموارد” وفق البيان الإثيوبي.
بدورها، أطلعت رئيسة أثيوبيا نظيرها الرواندي على آخر التطورات في مفاوضات سد النهضة مع السودان ومصر، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن عملية الملء الأولي والتشغيل.
وقالت زودي إن حكومة بلادها ملتزمة بالعمل والتعاون وفق مبدأ الاستخدام المعقول والمنصف للمياه مع بقية الدول المتشاطئة في دول حوض النيل.
وأضافت أن أديس أبابا ظلت تعمل على تقديم كل المعلومات الضرورية المتعلقة بمخاوف دول المصب حول بناء سد النهضة الإثيوبي.
وأعربت عن أملها في أن يتم تنفيذ اتفاقية إعلان المبادئ الموقعة في العام 2015 بالخرطوم بين إثيوبيا والسودان ومصر وتثبت موقف إثيوبيا من أن حوض النيل يمكن أن يكون مصدرًا للتعاون بدلاً من الصراع وسوء الفهم
والجمعة، دعا الرئيس الأوغندي، يوري موسيفيني، إلى عقد قمة عاجلة لدول حوض النيل لمناقشة صريحة لقضايا المياه.
جاء ذلك في بيان مشترك عقب مباحثات بين موسيفيني، ورئيسة إثيوبيا سهلي ورق زودي في عنتيبي .
والخميس، دعا الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، في بيان عقب لقائه رئيسة إثيوبيا، الاتحاد الأفريقي لدعم التوصل إلى “اتفاق حول سد النهضة يكون الكل فيه رابحا”.
وشدد كينياتا على ضرورة أن تستخدم أفريقيا مواردها الطبيعية على نحو مستدام لتلبية احتياجات سكانها المتزايدة.
وأكد أهمية “ضمان الاستخدام المنصف والمعقول للموارد الطبيعية”.
في المقابل، بدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري، الثلاثاء، جولة أفريقية استهلها بالتوجه إلى العاصمة البوروندية بوجمبورا؛ لتسليم رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي حول ملف سد النهضة.
وبجانب بوروندي، تشمل جولة وزير الخارجية المصري كلا من جنوب أفريقيا وتنزانيا ورواندا والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان والنيجر.
ويسلم شكري، خلال جولته، إلى قادة الدول الأفريقية رسائل من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقبل أيام، قام وزير الخارجية المصرية بجولتين عربية وأوروبية سلم خلالهما رسائل من السيسي إلى قادة عدد من الدول حول الملف ذاته.
والسبت 7 مارس/آذار الجاري، رفضت القاهرة البيان الإثيوبي الأخير الذي انتقد قرار جامعة الدول العربية الذي أقر حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، ورفض أي إجراءات أحادية إثيوبية.
حينها، قالت الخارجية المصرية، في بيان لها: “لا يزال أمامنا حل متوازن لموضوع سد النهضة يؤمّن المصالح المشتركة لجميع الأطراف”.
وكانت أديس أبابا قد أعلنت عدم مشاركتها في مفاوضات “سد النهضة”، التي كان من المقرر أن تستضيفها واشنطن، الشهر الماضي، لدراسة مقترحات من وزارة الخزانة الأمريكية حول مسودة الاتفاق الخاص بملء وتشغيل سد النهضة.
كما أعلنت مباشرة بدء تخزين 4.9 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل في مشروع “سد النهضة” شهر يوليو/تموز المقبل.
من جانبها، أعلنت مصر رفضها اعتزام إثيوبيا ملء سد النهضة دون اتفاق مسبق، مشيرة إلى أن أديس أبابا تغيبت عن مفاوضات واشنطن بشكل متعمد.
وعبرت وزارتا الخارجية والري المصريتان، في بيان، عن بالغ الاستياء والرفض للبيان الصادر عن وزارتي الخارجية والمياه الإثيوبيتين بشأن جولة المفاوضات حول سد النهضة، التي عقدت في واشنطن يومي 27 و28 فبراير/شباط الماضي.