أردوغان يدعو الاتحاد الأوروبي لدعم عودة السوريين الطوعية
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، لإنفاق عائدات النفط السوري على اللاجئين الذين سيتم توطينهم في شمال سوريا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في المنتدى العالمي للاجئين، بمكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.
وقال في هذا السياق: “لنستخرج معا النفط من الآبار التي يسيطر عليها الإرهابيون في سوريا، ولننجز مشاريع بناء الوحدات السكنية، والمدارس، والمستشفيات، في المناطق المحررة من الإرهاب، ونوطن اللاجئين فيها.. ولكن لا نلمس استجابة لهذه الدعوة”.
وأشار أردوغان إلى أن عودة السوريين إلى وطنهم بعد تحقيق الاستقرار، وعودة الحياة لطبيعتها هامة، بقدر أهمية مكافحة الإرهاب.
وأوضح أردوغان أنه من غير الممكن حل مشكلة اللاجئين إلا من خلال اتخاذ خطوات على مستوى عالمي.
وأضاف أن إبقاء اللاجئين السوريين داخل تركيا لا يمكن اعتباره الحل الوحيد لتلك المشكلة.
وتابع قائلا: “دول صاحبة إمكانات مادية أكبر منا بكثير حددت استقبال عدد معين من اللاجئين بينما تركيا استقبلتهم جميعهم دون تمييز بين أديانهم وأعراقهم ولغاتهم”.
وأردف: “باستثناء حالات فردية لم تشهد تركيا أي حوادث لتهميش اللاجئين أو معاداتهم، ومن الضروري تطبيق الصيغ التي ستُبقي اللاجئين في بلدانهم وتعيد من هم في بلدنا إلى وطنهم”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن هناك اهتمام عالمي بنفط سوريا أكثر من حال الأطفال السوريين، وسط تجاهل لحمايتهم من الحرب.
ودعا أردوغان أمام المنتدى العالمي للاجئين، “دول العالم إلى مساعدة بلاده في إعادة توطين مليون لاجئ سوري في بلادهم”، متهما الحكومات بالتحرك لحماية حقول النفط السورية بأسرع من تحركها لحماية أطفال سوريا.
وقال أردوغان، الذي تستضيف بلاده 3.7 مليون لاجئ سوري، أي أكبر عدد من اللاجئين على مستوى العالم، إنه ينبغي على أكثر من 600 ألف لاجئ الانضمام طوعا إلى نحو 371 ألفا موجودين في الشمال السوري.
وأضاف أمام المنتدى العالمي للاجئين في جنيف: “أعتقد أنه يمكن بسهولة إعادة توطين مليون شخص خلال فترة قصير جدا”.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي إن العودة يجب أن تكون طوعية وإنه يجب توفير الدعم لهم ومناقشة موضوعات مثل الممتلكات وغيرها من المسائل القانونية الأخرى.
وقال جراندي خلال مؤتمر صحفي: “نحث أيضا السلطات السورية على السماح لنا بالوجود في المناطق التي سيعود إليها اللاجئون كإجراء لبناء الثقة”.
وأنفقت تركيا ما يزيد على 40 مليار دولار على استضافة اللاجئين وانتقدت الاتحاد الأوروبي الذي خصص نحو ستة مليارات يورو (6.61 مليار دولار) على عدم تقديم سوى نصف هذا المبلغ.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه ملتزم بتسليم الباقي.
وفي انتقاد واضح للولايات المتحدة التي تحركت بسرعة لحماية حقول النفط السورية بعد انسحاب تنظيم الدولة، قال أردوغان: “للأسف الجهود التي بُذلت لحماية حقول النفط لم يُحشد مثلها لأمن وسلامة أطفال سوريا”.