علاج الجروح
الضائقة المعيشية بلغت عنان السماء. وحلها ببساطة عبر بوابة السياسة. خلاف ذلك يظل كله ترقيع ليس إلا. أما المعضلة السياسية قد تشعبت دروب حلها. وفق المصالح الذاتية لا الوطنية. قحت مازالت تحلم بالعودة والدليل طرحها لوثائق جديدة بدلا من الأولى التي أوردت البلاد والعباد موارد الهلاك. والعسكر أتت إليهم السلطة طائعة مختارة لعجز قحت في إدارة شؤون البلاد. أضف لذلك الدفع المعنوي الداخلي من الأحزاب السياسية والقوى المدنية الأخرى لهم نكاية في قحت. وإقليميا هناك تأييد منقطع النظير. وعالميا حرب روسيا (تمت الناقصة).
ونحن إزاء هذا الوضع أمام عدة خيارات تتمثل في:
أولا: الوفاق الوطني: وهو أنسب الطرق للحل. ولكن متاريس قحت له بالمرصاد.
ثانيا: الإنتخابات المبكرة: تبقى خيارا إن لم تصطدم بمتاريس عملياتها المعقدة في ظل تردي الاقتصاد والأمن.
ثالثا: تمديد الإنتقالية لفترة أطول وهي محفوفة بمخاطر التغيرات السياسية داخليا وإقليميا ودوليا.
وفي عتمة هذا الوضع يطل علينا الخيار الرابع المتمثل في شبح الإنقلاب المخيم على الأجواء منذ فترة. لعلمه التام أن المسرح مهيئا تماما. فالشارع على استعداد لاستبدال هوان البرهان بفسوق الشيطان. وخلاصة الأمر وعصما للشارع من الإنزلاق. وحفظا للوطن من الضياع. يجب أن تعلو الوطنية فوق كل اعتبار وفق خارطة طريق الوفاق الوطني (حلا بالليد أخير من حل السنون). وليت الجميع يجلس تحت شجرة الوطن مع بعض كأبناء رحم واحد. بدلا من قصور السفارات فرادى كأبناء علات شتى.
عيساوي