أمن نظام بشار الأسد يتواطأ مع الميليشيات الإيرانية ضد المدنيين
قررت قوات نظام بشار الأسد والميليشيات الموالية لها الاستيلاء على منازل المدنيين ومنعت أصحابها من الدخول إليها، في الوقت الذي تسيطر فيه على الأراضي الزراعية المحاذية لمطار ديرالزور العسكري في شرق سوريا.
وقالت مصادر محلية، إن “الأفرع الأمنية التابعة لنظام بشار الأسد السوري طلبت من الأهالي تقديم طلب للحصول على موافقة أمنية من أجل السماح لهم بالدخول إلى منازلهم في قرية المريعية”.
وتقع “المريعية” في محيط مطار دير الزور العسكري والمطار المدني على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وتتبع إدارياً لناحية “موحسن”.
ونوّهت المصادر إلى أن “قرار الأجهزة الأمنية يأتي في الوقت الذي لاتزال فيه القوات التابعة لميليشيا الدفاع الوطني وميليشيات الحرس الثوري الإيراني تستولي على الأراضي الزراعية في القرية، وترفض إعادتها إلى أصحابها”.
وذكرت أن “الميليشيات استولت على عشرات المنازل في القرية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وعمدت إلى تحويلها لمقرات عسكرية ونقاط حراسة، بالإضافة إلى المنازل الواقعة على ضفة نهر الفرات التي تقع في الجهة المقابلة للمناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضافت مصادر، أن “جميع عناصر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا الدفاع الوطني المتواجدين في قرية المريعية ومحيطها، هم من أبناء قرية الجفرة الذين يعتنقون المذهب الشيعي”، موضحةً أن “رائد الغضبان أمين فرع حزب البعث في ديرالزور، الذي ينحدر من قرية الجفرة، هو من أبرز أذرع إيران في المنطقة الشرقية، وكان يتولى حماية مطار دير الزور العسكري، وقيادة ميليشيا الجفرة”.
وتفيد المعلومات التي وردت عبر أبناء القرية، أن قوات نظام بشار الأسد والميليشيات أجبرت أبناء “المريعية” على إخلاء مخيم صغير يقيمون فيه، بالتزامن مع منعهم من العودة إلى منازلهم.
وأوضح أحد المواطنين في حديثه، أن “بعض أبناء القرية يحاولون العودة إلى منازلهم منذ انسحاب تنظيم داعش من المنطقة، لكن الأجهزة الأمنية ترفض ذلك متذرعةً بأن المنطقة غير آمنة”، مشيراً إلى أن ذلك أجبرهم على إقامة مخيم صغير بالقرب من قرية “البوعمر”، في محاولة منهم للعودة إلى منازلهم، إلا أن الميليشيات قامت بطردهم من المخيم أيضاً.
وأفاد بأن “الشبيحة في قرية الجفرة طالبوا أبناء قرية المريعية بالانضمام إلى الميليشيات الإيرانية والدخول في المذهب الشيعي للسماح لهم بالعودة إلى منازلهم، مهددين من يحاول العودة دون ذلك بالقتل”.
فيما أشار مواطن آخر، إلى أنه “قمت بتقديم طلب إلى فرع الأمن العسكري من أجل الحصول على موافقة أمنية تسمح لي بالعودة إلى منزلي في قرية المريعية، إلا أن الفرع رفض الطلب لدواع أمنية”.
معارك بين الجيش الحر وقوات النظام
وتعتبر قرية “المريعية” خط الدفاع الأول عن مطار دير الزور العسكري، حيث شهدت معارك عنيفة بين فصائل الجيش الحر وقوات النظام السوري، قبل سيطرة تنظيم داعش على المنطقة في عام 2014.
وعقب انسحاب تنظيم “داعش” من المنطقة في عام 2017، أنشأت الميليشيات الإيرانية عدداً من النقاط العسكرية في القرى المحاذية لمطار دير الزور العسكري الذي تتواجد فيه قوات روسية، إضافة إلى قوات تابعة للفيلق الخامس الذي شكلته روسيا داخل جيش النظام، وميليشيا لواء القدس الفلسطيني.
كما استغلت الميليشيات الإيرانية الأوضاع المعيشية السيئة التي يعاني منها أبناء قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي، وجندت المئات منهم للقتال في صفوفها، إضافة إلى نشر أفكارها الطائفية عن طريق المراكز الثقافية التي قامت بافتتاحها في المنطقة خلال السنوات الماضية.
يذكر أن الميليشيات الإيرانية تهيمن على مناطق واسعة في محافظة ديرالزور شرق سوريا، وتقيم فيها عدداً كبيراً من الحواجز والنقاط العسكرية، إضافةً إلى المعسكرات والمستودعات التي تخزن فيها الأسلحة والذخائر.
كما وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الميليشيات الموالية لإيران الموجودة على الأراضي السورية، تعمد إلى تخزين أسلحة وذخائر ضمن “قلعة الرحبة” الأثرية في محيط مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، خوفًا من الاستهدافات المتكررة لمواقعها ومراكز تخزين أسلحتها وذخائرها، مما يعد انتهاكًا خطيرًا وصارخًا. وحمّل المرصد إيران مسؤولية أي ضرر يلحق بهذا الصرح الأثري السوري.
يذكر أن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) كان يعمل إلى تخزين أسلحته تحت الأرض في سراديب وأقبية القلعة إبان سيطرته على المنطقة، وهو ما تستغله الآن الميليشيات الموالية لإيران وتعاود ما كان يفعله التنظيم.
ووفقًا لمعلومات المرصد السوري، فإن إيران لا تكتفي بالعبث بالتاريخ السوري بل تعرّض المواطنين السوريين أيضًا للخطر بشكل كبير جدًا، حيث تقوم الميليشيات الموالية لإيران بتخزين قسم من أسلحتها وذخائرها ضمن مناطق مأهولة بالسكان غرب الفرات، سواء في الميادين وريفها أو البوكمال وريفها، خوفًا من أي استهداف محتمل من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي.
كما أشار المرصد السوري إلى أنه في الوقت الذي تشهد فيه مختلف المحافظات السورية ضمن مناطق نفوذ النظام السوري، أوضاعًا معيشية كارثية وفقرًا مدقعًا، تتواصل حركة الشاحنات بين الإيرانيين والميليشيات التابعة لها على الجانب العراقي، حيث تشهد الحدود السورية العراقية دخول وخروج شاحنات محملة بخضار وفاكهة وسلع تجارية أخرى بشكل يومي، وفي كثير من الأحيان يتم إدخال شحنات من الأسلحة والذخائر داخل هذه الشاحنات.