السودان على فوهة بركان
الحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية(قحت) إستهبلت الشعب السوداني و حسبته مغفل لذلك زورت الوثيقة الدستورية وخرقتها عدة مرات ومن كثرة الخُرُوقات تهتكت وتمزقت،ثم تسلقت إلى السلطة وخانت العهد وتجاهلت شعارات الثورة ومطالب الشعب وضربت بطموحات وآمال الشباب عرض الحائط، لذلك تعاملت مع المكون العسكري في البدايات بالمهادنة والمداهنة والتلطف فانسجمت معه لنيل المراد والوصول إلى كرسي السلطة، و بعد ذلك تماهت حتى النُّخاع والأدهى من ذلك أنها كانت تتبجح وتتباهى بالعلاقة الحميمة بين المكونين العسكري والمدني في بداية الشهر العسل… واليوم إنقلبت على عقبيها تتباكى وتندب حظها وتبعث في المدائن حاشرين لعلها…
و ياما نبهنا وأنذرنا لمثل هذه المشاكل والأزمات المتوقعة بل قدمنا مقترحات لحلول الممكنة لقضايا الوطن بناءاً على التجارب والحقائق ، ولكن ولات حين مندم… أتذكرون حينما أنذرنا وحذرنا مبكراً بل كتبنا مقالاً في 14 مايو 2021م بعنوان النصيحة الأخيرة إلى القائد برهان وخصيناه بهذه النصيحة دون الآخرين باعتباره رئيس مجلس السيادة والمسؤول الأول والقائد الأعلى للقوات المسلحة، و وضحنا بأن واجب القائد أن يعمل بعزم وجدية في حسم الأمور العامة وأن يقود بحزم ويجب ألا ينقاد، لأن القائد سمي قائد ليقود لا لينقاد…، وعليه طالبناه بالإسراع في إقامة المصالحات في السودان كافة ومن ثم يتوجها بالمصالحة الوطنية الشاملة لكي تستقر البلاد وتنجح الفترة الانتقالية ولكن…
وأخيراً (المتشاكسون الذين كانوا يتبجحون ويتباهون بحميمية العلاقة) جاءوا إلى الشعب عِشَاءً يبكُون قالوا يا شعبنا الطيب إِنَّا ذهبنا نستبق ونركض وراء الأطماع والأحلام و طموحاتنا الشخصية، لذلك كنا نسطبئ تكوين المجلس التشريعي الانتقالي والانتخابات، ووو…، وتركنا أهداف الثورة والبرامج في الدواليب والادراج فأَكلها الفئران، وما أَنت بمؤمن لنا ولو كُنا صادقين…
وللأسف الشديد هذه الحاضنة السياسية(قحط) قد تفرقت أيدي سبأ بسبب السلطة فمنها من صارت محضونة ومنها من أصبحت مغبونة و نخشى أن تصبح مجنونة مع أقتراب الانتخابات.
أما الجماهير التي خرجت إلى الشوارع وهتفت وتعبت حتى تكللت الجهود بالنجاح، سميت (الشارع) وبعد توقيع الوثيقة الدستورية عرفت أنها ظلمت ظلم الحسن والحسين، لذا فضلت أن تتفرج على شركاء الفترة الانتقالية…، ومع ذلك رجعوا وجاءوا وقالوا جئنا إليك يا أيها الشعب الصبور الطيب لتحكم بيننا لأن الأمور قد جاطت وإنساطت والسبب هي المحاور والدوائر الإقليمية والدولية المربوكة زي خيوط العنكبوت، حتى ساءت أفعالنا بكثرة الشكوك والظنون فأصبحنا نصدق كل ما نتوهمه إلى أن وصفونا بالمتشاكسين و سمونا النشطاء والمراهقين في الممارسة السياسية فصارت علاقتنا متدهورة وتزداد سوءاً كل يوم بل كل ساعة…
ولكن يا…،الشعب السوداني المعلم، وعي الدرس وفهم اللعبة لذلك ترككم وشأنكم ولسان حاله يقول مبروك عليكم…صارعوا من أجل الكراسي والمناصب وخلوا لنا الوطن…
الشعب السوداني اليوم على فوهة بركان، قاعدته ملتهبة ومحيطه مضطرب… ندعوك يارب العالمين أن تحمي السودان من الفتن ما ظهر منها وما بطن.