غزة وإسرائيل: استمرار التصعيد رغم جهود التهدئة
تواصلت لليوم الثامن عمليات التصعيد المتبادل بين حماس وإسرائيل، رغم مساعي التهدئة والمناشدات الدولية للجانبين بوقف إطلاق النار.
وقال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي خلال لقائه مع رؤساء البلديات في محيط غزة، الاثنين، إن العمليات العسكرية والتصعيد على القطاع ستستمر على الأقل لمدة 48 ساعة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد اجتماع لإقرار عمليات جديدة، بحضور وزير الدفاع وعسكريين ومسؤولين إسرائيليين أن العملية العسكرية في غزة مستمرة وسنواصل ضرب المنظومة “تحت أرضية” لحماس، وهناك أهداف أخرى”.
وعن “الأهداف الأخرى” التي تحدث عنها نتانياهو دون مزيد من التفاصيل، كشفت مصادر فلسطينية، لـ”سكاى نيوز عربية” أن إسرائيل لا تنوي التراجع بسهولة عن تحقيق كافة البنود المدرجة على ما تُسميه “بنك الأهداف” لحملتها في غزة والتي تستهدف بالأساس تدمير البنية العسكرية لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وفي آخر جولات التصعيد المتبادل، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، الاثنين، عن مقتل أحد قادتها البارزين في ضربة جوية إسرائيلية على غزة، وفي المقابل أعلنت حماس، عن استهداف بارجة حربية إسرائيلية قبالة شواطئ غزة.
وأوضحت المصادر الفلسطينية أن بعض الأهداف الاسرائيلية في غزة مثل تدمير بنية الصواريخ والأنفاق في غزة مرصودة بواسطة أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية قبل بدء الاعتداءات، وأُضيف إليها أهداف جديدة رصدتها أقمار صناعية وأجهزة أمنية مع بدء حملة “حارس الأسوار” الإسرائيلية على القطاع.
وأشارت المصادر الفلسطينية إلى أن إسرائيل طالبت خلال المفاوضات الجارية للتهدئة بـ”نزع سلاح المقاومة”، فيما بدا أنه “مطلب تعجيزي” لعرقلة جهود التهدئة وحتى تكسب إسرائيل مزيدا من الوقت لتحقيق أكبر قدر من أهداف حملتها على غزة.
وأضافت المصادر الفلسطينية، أن “بنك الأهداف الإسرائيلي” عينه على “البنية التحتية لتجميع وتصنيع الصواريخ ومخابئ القيادة والسيطرة” التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية لشن عملياتها ضد إسرائيل من غزة، فضلا عن الأهداف المعلنة بشأن استهداف “صواريخ جاهزة ومُصنعة”، وضرب أنفاق التهريب وقادة الفصائل الفلسطينية.وتوضح المصادر، أن الحملة الإسرائيلية الحالية هي الأشرس على قطاع غزة، بسبب استهداف صواريخ المقاومة للعمق الإسرائيلي، وما يمثله ذلك من تطور نوعي في الصراع مع إسرائيل.
ولفتت المصادر إلى أن إسرائيل بررت حملتها العسكرية على غزة بأنها تخشى من تزايد خطر صواريخ غزة وتطورها إلى قصف بري على إسرائيل في المستقبل، أو استئناف وصول الصواريخ إلى تل أبيب حال نشوف أي خلاف جديد مع الفصائل الفلسطينية.
وأكدت المصادر أن “التكلفة الاقتصادية” لضربات إسرائيل على غزة هي العامل الأهم المؤدي إلى نهاية وشيكة لعملية “حارس الأسوار” الإسرائيلية، فضلاً عن خسائر الاقتصاد الإسرائيلي عن تلك الفترة، لكن هذا التوجه يواجه عرقلة من جانب نتانياهو الذي يسعى لاستغلال نتائج المواجهات الحالية في تحقيق مكاسب سياسية في الداخل الإسرائيلي.
ويعتبر اللواء محمود منصور، رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية، أن إسرائيل وحماس أوشكتا على تحقيق أغلب أهدافهما خلال أسبوع المواجهات، ما ينبئ بقرب وقف إطلاق النار خلال أيام.