كليجدار أوغلو: أردوغان باع تركيا للمافيا.. وجرائم تورط فيها وزراء ومسؤولون
قال كمال كليجدار أوغلو، زعيم المعارضة، إن “الرئيس رجب طيب أردوغان، سلّم البلاد للمافيا”، مضيفًا أن الأخير “بات يشكل أزمة أمنية بالنسبة للجمهورية التركية”.
وفي هذا الصدد، واصلت المعارضة التركية هجومها على النظام الحاكم، بسبب فضائح المافيا التي تم الكشف عنها مؤخرًا، وتورط فيها وزراء ومسؤولون كبار.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، الثلاثاء، كليجدار أوغلو، رئيس الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة “آرتي غرتشك”، وطالعته مصادر.
وفي تصريحاته تطرق زعيم المعارضة أوغلو إلى الجدل الذي تشهده تركيا منذ ما يقرب من أسبوعين على خلفية فضائح وجرائم كشف عنها زعيم المافيا، سادات بَّكَرْ، في مقاطع فيديو بثها على قناته بموقع “يوتيوب”، والتي تورط فيها عدد من رموز العدالة والتنمية الحاكم، وأبنائهم.
وشدد كليجدار أوغلو في تصريحاته على أن “العدالة والتنمية عبارة عن نظام ابتاعته المافيا، نظام سياسي يقوم بتنفيذ تعليمات المافيا دون شرط أو قيد”.
وأوضح أنه سبق له في 29 أغسطس 2018 الإدلاء بتصريحات قال فيها “إذا لم تصبغوا (في إشارة لنظام أردوغان) الدولة بالصبغة الديمقراطية، فستتحول تركيا بسرعة إلى أشبه ما يكون إلى تنظيم للجريمة المنظمة”.
وزاد قائلا: “نعم قلت هذه التصريحات منذ أكثر من عامين، بل وبعدها بشهرين أي في أكتوبر من العام نفسه قلت حرفيًا: إذا لم تطبقوا مبدأ سيادة القانون كما ينبغي، ستخرج الدولة من كونها دولة قانون، لتصبح مافيا للجريمة المنظمة”.
بيع مصنع صفائح الدبابات بولاية سكاريا
واستطرد كليجدار أوغلو قائلا: “وهذه هي النقطة التي وصلنا إليها الآن، سبق وأن حذّرنا من كل هذا لكنهم لا يرون المستقبل، فلديهم أعين واحد هي الأموال التي تدخل جيوبهم”.
وشدد على أن “تركيا تواجه الآن ما لم تراه طيلة تاريخها، بات زعماء المافيا يصدرون بيانات، ويمارسون شؤونهم جهارًا، فأي دولة تلك التي نعيش فيها”.
وزاد قائلا “ما الفرق بينكم وبين المافيا، فهم يفعلون أمورًا خارج القانون، وأنتم كذلك، ولعل الـ128 مليار دولار المفقودة من البنك المركزي خير دليل على ذلك، التي ضاعت بموجب قرارات شخصية لصالح أناس في النظام، وكأن تركيا لا تدار بالقوانين”.
في السياق نفسه، تابع كليجدار أوغلو قائلا: “ما الفرق بينكم وبين المافيا حينما قمتم ببيع مصنع صفائح الدبابات (بولاية سكاريا غربي تركيا) لدولة أجنبية وهو يمثل شرف الجيش التركي؟”.
كما أوضح أن “من سرقوا أموال التبرعات الخاصة بضحايا محاولة الانقلاب(يوليو 2016) ما الفرق بينهم وبين أعضاء المنظمات الإجرامية؟ كل من قاموا بتلك المخالفات أعضاء المافيا ممن يحكمون تركيا”.
على صعيد متصل، علّق كليجدار أوغلو على تصريحات أدلى بها وزير الداخلية سليمان صويلو، الإثنين، والتي كشف فيها عن تعاون بعض الساسة الأتراك مع المافيا، أن هناك سياسي يتلقى 10 آلاف دولار شهريًا من زعيمها سادات بكر، وذلك بعد أن اتهمه الأخير بتهريب المخدرات.
وقال كليجدار أوغلو في هذه النقطة “لقد رفض البرلمان الطلبات التي تقدمنا بها للكشف عن هذا السياسي الذي تحدث عنه وزير الداخلية”، مشددًا على ضرورة قيام رئيس البرلمان بالكشف عن هذا السياسي.
كشف المستور
واستهدف سادات بكر في عدد من مقاطع الفيديو التي يبثها عبر قناته بموقع “يوتيوب”، عددا من رموز الدولة التركية، كما تحدث عن تورط شخصيات بارزة كوزيري الداخلية الأسبق محمد آغار، والحالي سليمان صويلو، وأبنائهم في تجارة المخدرات وجرائم قتل.
وذكر بكر أن وزير الداخلية التركي الحالي، هو من أبلغه بالعملية الأمنية المعدة ضده وضد رجاله في تركيا ليتمكن من الهروب إلى تركيا عبر المطار، رغم محاولات وزير الخزانة والمالية السابق، براءت ألبيرق، صهر أردوغان، منع انطلاق طائرته في 2020.
كما ذكر سادات بكر أن صويلو يراقب ويتنصت على المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، ومدير مكتب الرئيس، حسن دوغان، بل وقال كذلك إن أنغين صويلو نجل وزير الداخلية، متورط في تجارة المخدرات.
كما ذكر أن أركان يلدريم نجل بن علي يلدريم آخر رئيس للوزراء في تركيا قبل التحول للنظام الرئاسي في 2018، متورط في تجارة الكوكايين.
وقبل عام غادر بكر الأراضي التركية لكنه أطلق حملته الأخيرة ليكشف المستور من العلاقات المثيرة بين كل من السلطة والسياسة والمافيا والصراع الذي يدور حول مراكز القوى في البلاد، وذلك عقب عملية أمنية استهدفت 48 من رجاله في تركيا خلال أبريلالماضي.
وسادات بكر، مطلوب أمنيًا وفق نشرة حمراء عممتها السلطات التركية، منذ أكثر من عام، بتهم تتعلق بـ”الجريمة المنظمة” وتجارة وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى استهداف شخصيات أكاديمية ومدنية.
وعرف سادات بكر بقربه من الأوساط الحاكمة، سواء حزب العدالة والتنمية أو حليفه حزب الحركة القومية، وتوجد صور له تبرز تأييده لكلا الحزبين، إضافة إلى وجود صور له يرفع شعاري “الذئاب الرمادية” و”رابعة”.