مشافي السودان وضعها سيء ماديا ومعنوياً
لا شك ولا ريب انه ومنذ نجاح الثورة المباركة للشعب السوداني عام 2019 وهي الثورة المباركة العظيمة المجيدة والتي أطاحت بنظام جماعة الاخوان المسلمين والبشير الكيزاني الخطير، لاحظ المراقبون ان السودان بدأ ينزلق الى الهاوية.
والبعض قد يشبه الأمر بهاوية غياهب النسيان السوداء القاتمة، والتدحرج اليها يتم بسرعات متفاوتية تتناسب طردا مع مقدار الفساد في المجتمع وخصوصا في طبقة الأثرياء والمسؤولين وهو الامر الذي يذكر الشعب السوداني بالدراسات الماركسية-اللينينية وكتاب رأس المال لكارل ماركس، فقد حذر ماركس ولينين من الفساد وخصوصا في قطاع العقارات، وتحدثا منذ قرن من الزمن كيف ان البرجوازية والرأسمالية تنتج مجتمعا تتحول فيه حتى الخدمات الأساسية من صحة وتعليم الى خدمة تقدم للأثرياء فقط أو من لديهم واسطات.
وبالعودة الى الوضع السوداني فمن الأمثلة عن تحول الاقتصاد والمجتمع السواداني الى مستنقع رأسمالي قبيح هو مستشفى المستقبل الواقع على بعد عشرين كيلومترا من مدينة بورتسودان الساحلية السودانية تحول الى نوع من المستشفيات الخاصة التي تخدم النخبة من الموظفين والمسؤولين في الدولة.
علما أن المستشفى تم التخطيط له ليكون مخدما لعامة الناس البشطاء والفقراء في السودان والقادمين للعلاج من كافة أصقاع السودان الحبيب والغالي، لكن بالنتيجة وبسبب جسع البعض واندساسهم تحول المستشفى الى نوع من الفنادق الصحية خمسة نجوم للمشاهير والمسؤولين حيث لا مكان للأخ المواطن العادي، فيتم رفض طلب الدخول بطرق دبلوماسية مع ابتسامة ساخرة وكأنهم يقولون ان لا مكان لك هنا أيها المواطن الفقير.
صحيح ان الخدمات الصحية والتعليمية ليست مجانية في العديد من الدول المتقدمة، لكن لا يجوز مقارنة هذا مع وضع السودان حيث الرواتب لا تناسب جعل الخدمات مدفوعة، اي ان تحويل الخدمات من عامة مجانية الى خاصة ومدفوعة يجب على الاقل ان يتم بالتوازي مع رفع الرواتب والاجور، وهذا ما لا يحصل في السودان.
اما المعلومات حول ذلك المشفي الغامض فقد حصل الاعلام عليها بفضل تسريبات المصادر الخاصة وبعض العمال الشرفاء في القطاع الصحي وايضا بعض الأطباء الذين كانوا يعملون هناك. وهذا كله برسم وزارة الصحة ان تجيب عليه وتوضح ماهية الامور.