مصيدة الإطاري واحلام قحت
اكتشف الموقعون علي الإتفاق الإطاري أنهم دخلوا (مصيدة الفئران) ، ووجدوا أنفسهم أمام واقع لم يكن وارداً في دفتر حساباتهم السياسية ، وكان أول المكتشفين الوقوع في مصيدة الفئران اللزجة حزب الأمة القومي ، الذي أصدر بياناً حمّال أوجه فهو من ناحية يرحب بتوسيع قاعدة الراغبين في اللحاق بعربات قطار التسوية ، ومن جهة أخري قال الحزب في بيانه إن توسيع قاعدة الموقعين لايعني فتح منافذ المياه لإغراق ورق التسوية، وفي ذلك رفض غير علني من الأمة القومي، لقرار مبارك الفاضل اللحاق بقطار التسوية ، وعدد من قيادات وشيوخ وشباب حزب الأمة القومي ، كانوا ولايزالون يمنون أنفسهم الإنفراد بالبرهان وحميدتي والتماهي معهما ، ليكون الحزب حاضنة الحكومة القادمة والفائز بنصيب الأسد والبعشوم من فريسة التسوية ، وسال لعاب بعض شباب ورموز الحزب للحس صحن الغنيمة ، هذا ما كان في بداية عسل التوقيع ، وهو مابدا علي غير ما كان يظن برمة ناصر وأحبابه ، واكتشفوا مبكراً أنّ الأمور لاتبشر بخير وأن البرهان سيدخل مع الموقعين متاهة لف ودوران جديدة ، وهاهو الان جبريل ابراهيم رئيس العدل والمساواة يجلس للتفاوض مع اتفاق جديد بديل للإطاري ، وفي قوله بأن الاتفاق الإطاري به كثير من العيوب ، واعتراف كثير من الموقعين بأن هناك خدعة وتمويه من الحرية والتغيير في الاتفاق الإطاري وأبدوا انسحابهم من الإطاري غير مبالين ، فعلى العسكريين الان أن يشكلوا مفوضية انتخابات وان ترجع كل الأحزاب لتجهيز صفوفها واستعدادها للانتخابات ، فمن المضحك في الأمر أن الحرية والتغيير الان ليس لها رئيس بسبب خلافاتهم الداخلية وعدم اتفاقهم على قرار واحد ، فكيف لهم أن يديرون دولة متعددة الأعراق والانساب ، وهم لا يستطيعون إدارة مكونهم الصغير، فقحت تعاني من اضطرابات السلطة وتحلم أكثر من ما تستطيع فعله ، فقيل في المثل ( مد رجلك على قدر لحافك).