ماذا تريد أمريكا من تطبيع السودان مع إسرائيل
تطبيع السودان وغيره من الدول، جاء في سياق يريد الاحتلال أن يكرسه، بشأن حقبة إسرائيلية بدأت في العالم العربي، وإعادة صياغة الشرق الأوسط من جديد بموازين قوى مختلفة تتحكم إسرائيل في مفاصلها وتفاعلاتها الاقتصادية والاستراتيجية ، و ما يجري الآن من تطبيع هو سلام القوة والتطبيع المجاني ، و اللاءات الثلاث ماتت إكلينيكيا ، واستفادة امريكا القصوى لتطبيع السودان مع إسرائيل ما هو إلا استثمار في أزمة بلد فقيرة ، ومنهكة ، وبلد لازالت تصدق الوعود فمارست استمرارية الوعود الكاذبة لها ، مقابل اذلالها واستفزازها ، والأسوأ من كل ذلك ، الاستثمار في اضطراب المرحلة الحالية ، التي تأسست بعد انتفاضة شعبية هائلة أطاحت بحكم عمر البشير ، وحاولت أن تؤسس لحكم ديمقراطي حديث ، يعلي من شأن السودان وأهله، فإذا بنا أمام تفكك وفشل ذريع لقوى الحرية والتغيير ، وعجز المجلس السيادي و المدني أن يكون له كلمة في ما يجري ، وهذا التطبيع يمنح إسرائيل كل شيء ويخصم من الفلسطينيين كل شيء ، فبعد ما كانت السودان تقف جنبا إلى جنب مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية دينية ، وتنادي باللاءات الثلاثة لا سلام مع إسرائيل، ولا اعتراف بإسرائيل، ولا تفاوض مع إسرائيل ، أصبحت تدعم وتطبع لقتل الاحرار الفلسطينيين وتهدر دماءهم وتلطخ ايديها بايدي عدوها وتوقع معه اتفاقات سلام ، وستعود الولايات الأمريكية والصهيونية ، بعد مباركة البرهان الوفد الإسرائيلي بالسودان ، بإعادة صياغة السودان من جديد بموازين مختلفة تتحكم فيه إسرائيل في مفاصله وتفاعلاته الاقتصادية والاستراتيجية .