مقالات الرأي

إدمان واشنطن التدخل في شؤون الدول

إن الولايات المتحدة لديها إدمان التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وهي التي طالما لعبت علي وتر الديمقراطية لإسقاط أنظمة لا تخدم مصالحها أو معارضة لسياستها، وما يحدث اليوم في السودان لم يكن استثنائيا من التدخل الأمريكي حيث جاء في تصريح الخارجية الأمريكية اليوم: “أمريكا مستعدة للافراج عن المساعدات المجمدة عندما تصبح هناك حكومة بقيادة مدنية ذات مصداقية”، كما طالبت قبل ساعات من انطلاقة احتجاجات ٦ أبريل من السلطات السودان بالسماح باستمرار التظاهرات دون الخوف من العنف.
إن الولايات المتحدة التي تدعي حرصها علي سلامة وأمن الشعب السوداني، وحبها للسلام والديمقراطية التي طالما تغنت بها في كثير من المحافل الدولية والتي بسببها دمرت دولا وشردت شعوبا، هي نفسها أمريكا التي شهدت استخداما حادا في شتي أساليب العنف ضد شعبها ولعل الكثير منا يتذكر حادثة مقتل جورج فلويد وهو رجل أسود يبلغ 46 عاما علي يد شرطي أمريكي يدعي ديريك شوفين في مايو 2020 الذي جثي علي رقبة الأخير غير مبال بأنين الرجل حتي التقط الرجل أنفاسه لافظا آخر عباراته “لاأستطيع التنفس”، حيث أثارة هذه الحادثة احتجاجات ومظاهرات عارمة في كل أرجاء الولايات المتحدة، والتي قوبلت بكل انواع العنف ما أدي إلي اعتقال و جرح وقتل الأبرياء والمدنيين.
ليس هذا وحسب بل حتي بعد حادثة فلوبد بعام قتل شاب آخر من أصول إفريقية علي يد شرطية في نفس المدينة، ما أسفر أيضا عن خروج الشعب الأمريكي في مظاهرات ضد العنصرية وهي ما تصدت لها الشرطة الأمريكية أيضا بالقمع، إذا أين هي الحرية التي تريد الولايات المتحدة تدريسها للحكومات الأخري.
وبأي حق تفرض الولايات المتحدة علي حكومة مستقلة ما يجب فعله، هل يوجد قانون دولي يفوض لها الصلاحيات بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة، أم هو استعراض للقوة علي دول ضعيفة ومسالمة.
كما أن ما صرحت به الولايات المتحدة اليوم حول المظاهرات في السودان، وما تطرقت إليه من أسلوب مغري ومحرض في نفس الوقت قائلة أنها مستعدة للإفراج عن المساعدات المالية المجمدة في حال وجود حكومة مدنية في السودان، يعتبر عملية تحريض مباشرة لمواصلة المظاهرات وقلب نظام الحكم وهو ما استعملته في كثير من الدول حيث ضخت اموال طائلة لإسقاط أنظمة حكم لا تعمل لصالحها.

هل فهم الشعب أن أمريكا تريد المسيطرة على السودان سياسياََ وحتى قراره السيادي (استعمار)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons