اعتقال القنصل الأوكراني في سان بطرسبورغ
أعلنت أجهزة الأمن الروسية، السبت، أنها أوقفت قنصلاًأوكرانياً، تتهمه بأنه تلقى معلومات حساسة عن مواطن روسي، كما استدعت القائم بالأعمال الأوكراني بموسكو عقب توقيف القنصل الأوكراني في بطرسبورغ.
وأوضح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، اليوم السبت، اعتقال القنصل الأوكراني، ألكسندر سوسونيوك، في مدينة بطرسبوغ، أثناء استلامه معلومات سرية من مواطن روسي، وأعلنت موسكو أنه شخصية غير مرغوب فيها.
كما أضاف أنه ألقي القبض على القنصل متلبساً أثناء تلقيه معلومات حول قواعد بيانات الأجهزة الأمنية.
وأكد الأمن الفيدرالي أن أنشطة سوسونيوك “معادية لروسيا وتتعارض مع الوضع القانوني للموظفين الدبلوماسيين”، مضيفاً أنه ستتم معاقبته وفقاً للقانون الدولي.
يشار إلى أن الدبلوماسيين يتمتعون عادة ووفق القوانين بحصانة في البلد الذي يعملون فيه، إلا أن اتفاقية فيينا تتيح للسلطات المضيفة إمكانية طرد الدبلوماسيين إذا انتهكوا القانون أو ارتكبوا أعمالا عدائية.
يأتي هذا التوقيف مع تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا، وسط تخوف أوروبي من غزو روسي.
وارتفع منسوب التوتر بين البلدين بعد سبع سنوات من ضم موسكو شبه جزيرة القرم في 2014، مع إعلان مسلّحين موالين لروسيا عن مناطق انفصالية في شرق أوكرانيا، في خطوة أدت إلى تدهور العلاقات بين روسيا والغرب إلى مستويات غير مسبوقة منذ الحرب الباردة.
ودعا كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل روسيا إلى سحب قواتها من شبه جزيرة القرم والحدود الأوكرانية.
جاء ذلك خلال لقاء جمع أمس رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي مع ماكرون في باريس، وشاركت فيه ميركل عن بعد.
وقد دعا الرئيسُ الأوكراني إلى قمة يشارك فيها نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إضافة إلى ماكرون وميركل بهدف خفض التصعيد مع موسكو.
والتقى بوتين وزيلينسكي وجها لوجه آخر مرة في باريس في ديسمبر/كانون الأول 2019 باجتماع استضافه ماكرون وحضرته ميركل، نسب الفضل إليه في تخفيف التوتر على مدى الشهور التي تلت.
وقال زيلينسكي في مقر السفارة الأوكرانية في باريس بعد المحادثات “أريد أن نجتمع نحن الأربعة لمناقشة مسألة الوضع الأمني شرق أوكرانيا وإنهاء احتلال أراضينا”.
كما أبدى العديد من الدول الأوروبية فضلا عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) قلقا حيال إمكانية انزلاق النزاع في شرق أوكرانيا إلى دائرة القتال الأوسع نطاقا من جديد، بعدما أشارت تقارير عدة إلى وجود تحرّكات كبيرة للجنود الروس وتكثيف للمواجهات مع الانفصاليين المدعومين من موسكو.